نشرت مجلة «Cell Death and Differentiation» الإنجليزية الصادرة عن المجموعات البحثية للمجلات العلمية Nature العالمية، دراسة بحثية لاستعادة الخلايا الشائخة وضعها الصحي المبدئي، من خلال إعادة تنظيم الجينوم باستخدام تقنيات حديثة ابتكرها الباحث المصري عالم الجينوم هيثم شعبان، الذي رسم خريطة تقود لفهم آلية استعادة الخلايا الشائخة سيرتها الأولى. تضمن البحث حالة ربط التغيرات في عملية تنظيم الجينوم الخاص بالخلايا الشائخة، لفهم مصير الشيخوخة الخلوية، وهي مصير الخلية الذي يتميز في المقام الأول بوقف التكاثر المستقر لهذه النوعية من الخلايا لمقاومتها كل محفزات التكاثر وهو ما يؤدي لوضعها في حالة خامدة تشبه الموت، لكنها ليست موتًا فعلياً للخلية، لذا ما كان سائداً أن الشيخوخة هي حالة لا رجعة فيها لتوقف دورة الخلية في التطور، ورغم كونها العرض الأشهر لمرضى الشيخوخة، إلا أن لها آلية قوية لمكافحة الورم لإمكانيتها في القضاء على تكاثر الخلايا الحاملة للسرطان أو المتسببة فيه. وبالتالي فإن الفهم الأفضل لدخول وخروج الشيخوخة له أهمية علاجية كبيرة، لذا تناولت الدراسة أن تقدم العمر يؤدي لتراكم الخلايا الشائخة في أجسامنا. فأطلق على هذا النوع من الخلايا «الزومبي»، لأنها بدلاً من موتها، تبدأ في إطلاق المواد الكيميائية المؤدية للالتهاب، وبدورها تساهم في تطور الأمراض المرتبطة بالعمر مثل الشيخوخة، وكذلك أمراض مثل السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية. فينتج عن الشيخوخة الخلوية إعادة تشكيل واسع النطاق للتنظيم ثلاثي الأبعاد للجينوم، مما يجعل من فهم التغيرات في عملية التغيير في الجينوم وكيفية إعادة تنظيمه، أمرا بالغ الأهمية لفهم هذه الأمراض والتخلص منها، وعيش حياة الشباب لفترة أطول. كيف تعالج الدراسة خلايا «الزومبي» الشائخة وفقاً لمجلة «Nature» الناشرة للدراسة فعند دمج المركبات الكيميائية بإضافة مزيج من أربع بروتينات نووية، تتفاعل مع المادة الوراثية للخلايا الشائخة، من ثم تعمل على إعادتها إلى حالتها الطبيعية وخروج من حقبة الشيخوخة. و يعمل هذا المزيج على إعادة تنظيم الجينوم واستعادته إلى وضعه الأولى إلى ما قبل دخول الخلايا للشيخوخة. بل وجد فريق من العلماء أن إيقاف عمل واحد من البروتينات المسؤولة عن عملية تغيير الجينوم الناتج عن الشيخوخة الخلوية، يكون كافياً جداً لخروج الخلايا من الشيخوخة. كما شاركت في الدراسة كمؤلف ثاني الدكتورة سوزان جاسر أستاذة الجينات والبيولوجيا الجزيئية ومديرة مؤسسة المعهد السويسري لأبحاث السرطان التجريبية.