وصف عدد من المعارضين السوريين بالقاهرة، خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، بأنه خطاب «تعمية»، «يسوق أكاذيب ومعلومات مغلوطة وغير حقيقية»، واعتبروه محاولة للاستمرار في السلطة وإكساب نفسه مزيدًا من الشرعية للقضاء على الثورة وشبابها، مشيرين إلى أن الخطاب كان «عنتريًا، لم يقدم فيه أي حلول ملموسة يحتاجها الشعب للخروج من المأزق الذي وضعهم فيه»، مؤكدين أن الثورة مستمرة وأن الشعب لن يرضخ لمثل هذه الشعارات الرنانة. وقال جبر الشوفي، عضو المجلس الوطني السوري، إن هذا الخطاب لم يخرج عن سابقيه من الخطابات التي تسعى إلى تعمية الحقائق وتسويق أكاذيب من أجل الاستمرار في السلطة وإكساب نفسه مزيدًا من الشرعية للقضاء على الثورة التي خرجت تندد بالظلم والقهر الذي تعرض له الشعب على مدى 40 عامًا ماضية، مؤكدًا أن الخطاب هزلي ولم يشمل أي إصلاحات حقيقية يريدها الشعب، مثل تداول السلطة والقضاء على الفساد وتفكيك حزب البعث، الذي يرأسه، ووصف الإصلاحات التي تحدث عنها بشار الأسد في خطابه بأنها إصلاحات ولدت ميتة، وما يريده الشعب السوري هو «إسقاط دولة بشار الأسد، وحزبه». وأضاف الشوفي: «بشار الأسد دائمًا يبعد عن القضايا الأساسية والجوهرية، إضافة إلى أنه لم ينفذ المبادرة العربية التي وقع عليها، وما يريده هو تسويق المؤامرة والإرهاب الخارجي تبريرًا لعمليات القمع التي يقوم بها والمستمرة منذ 10 أشهر كاملة، في الوقت الذي لم يطلق فيه طلقة واحدة تجاه الجولان المحتلة من قبل إسرائيل». أما مؤمن كويفاتية، عضو تنسيقية الثورة السورية بالقاهرة، وصف الخطاب بأنه «بليد وانتهازي ولم يأت بجديد، وقال كنا نأمل ونتوقع من بشار الأسد أن يكون أذكى من ذلك، لكنه يسير على درب (مبارك)، و(بن علي)، و(القذافي)»، مضيفاً «مازال بشار لم يفهم الشعب السوري حتى الآن، الشعب يريد إسقاطه، هو وحزبه ورجاله، وهو يتحدث عن اتهامات وعمالة للغرب». واعتبر أن الاتهامات التي وجهها للشعب السوري وللمعارضة، «استخفافًا بالعقول»، وأشار إلى أن «الإصلاحات التي تحدث عنها بشار الأسد هي إصلاحات غير حقيقية وإنها مجرد قوانين لم ينفذ منها أي شيء، والقوانين تؤكد أن كل شيء تحت إرادته، ومن المفترض أن تجرى الانتخابات في ظل وجوده وفي ظل عدم وجود أحزاب أخرى، وفي ظل استمرار نفي المعارضة وتخوينها». وذكر كويفاتية، أن «الأسد» يطالب بعدم التدخل الأجنبي على الرغم من أنه يستعين بصواريخ وبوارج روسية. كما توقع رياض غنام، عضو حركة الكرامة السورية، أن يمارس بشار الأسد بعد هذا الخطاب، عمليات إبادة جماعية للمتظاهرين السوريين في كل المحافظات، كما توقع أن يمارس العرب ضغوطاً كبيرة عليه من قبل الجامعة بعد تخوينه لهم، وأكد أن الثورة السورية مستمرة ولن تعود للوراء رغم كل ما يقوم به بشار الأسد من قمع وقتل وتعذيب.
