بينما يسود «خرق الهدن» المشهد السوداني، مع تصاعد المواجهات بين جناحي المكون العسكري في البلاد ( لجيش بقيادة، رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه، محمد حمدان دقلو (حميدتي) ودخولها أسبوعها العاشر، دون أي بادرة لإنهاء النزاع جدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، دعوة المملكة العربية السعودية للخرطوم بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري واللجوء إلى حل سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه فيما تعالت التحذيرات الأممية من خطورة الوضع الإنساني بالسودان الذي بات على حافة مجاعة. أجرى الوزير السعودي اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لبحث مستجدات الأوضاع في السودان، داعيا الطرفين إلى التهدئة والالتزام باستعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية، وذلك وفق بيان رسمي للخارجية السعودية. في الأثناء، تواصل النزاع المسلح لليوم ال65 على التوالي؛ إذ شهد جنوب غربي العاصمة السودانية الخرطوم إطلاق نار متقطع بأسلحة خفيفة صباح أمس الثلاثاء، واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بخرق الهدنة التي بدأت صباح أول أمس لمدة 72 ساعة. ويأتي ذلك وسط تحذيرات أممية من خطورة الوضع الإنساني بالسودان؛ إذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في كلمة ألقاها أمس الأول في ختام المؤتمر الدولي حول السودان في جنيف، أنّ «السودان يغرق في الموت والدمار وينزلق إلى المجاعة بسرعة غير مسبوقة». وأعرب جوتيريش عن قلقه إزاء استهداف العاملين في المجال الإنساني؛ داعيا أطراف النزاع وحكومات الدول المجاورة للسودان إلى حماية المدنيين، وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية. وتعهد جوتيريش خلال المؤتمر بتقديم نحو 1.5 مليار دولار للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين فارين من الاقتتال. ولا يمثل هذا المبلغ سوى نصف الإجمالي الذي تقدر الوكالات الإنسانية أنها بحاجة إليه في بلد يعتمد فيه 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، على المساعدات الإنسانية.
