أزهريون يؤكدون جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.. والمفتي: مصر «دم واحد»

أكد عدد من علماء الأزهر، جواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، مطالبين من يزعم حرمة هذا الأمر بأن يأتي بنص شرعي، كما دعا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية لأنها من الأسباب الرئيسية لقوة الوطن.
وقال الشيخ علي عبد الباقي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ل«المصري اليوم» إنه لو نظرنا إلى الرسالة كيف أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يهنئ أهل الكتاب في أعيادهم، بالرغم من أنهم كانوا يضعون الأذى له في الطريق، لكن عندما مرض أحدهم، وعلم أنه مريض ذهب إليه وزاره، فهذا يدل على مدى سماحة الدين الإسلامي والنبي صلى الله عليه وسلم».
وأضاف «عبد الباقي»: تهنئة غير المسلمين في أعيادهم من السنة، فعلاً وعملا، والقرآن الكريم يلفت النظر إلى المعاملات بين الإنسان والإنسان، ويتجلى ذلك فى قول المولى عز وجل : «لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ»، مشيراً إلى أن «الإسلام يحث على المحبة وعلى التسامح، والرسالات السماوية لم تنه عن المعاملة بين أبناء الملة والأخرى».
وقال : «على من يقول أن الاسلام يحرم تهنئة غير المسلمين فى أعيادهم أن يأتى بنص من الإسلام أو الديانات الأخرى يحرم التهنئة، فنحن أحوج إلى كلمة طيبة للإصلاح بين اثنين وليس بين الملايين، لقول الله تعالى: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)».
من جانبه، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً: «الأقباط يعيشون جنباً إلى جنب مع المسلمين، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، ويجوز شرعاً تهنئتهم في أعيادهم، ومن يقول بحرمة ذلك عليه أن يأتي بنص شرعي.
في سياق متصل، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، أن «الوحدة الوطنية»، كلمة عظيمة إذا فقدتها أمة ضاعت وانهارت، وإذا تمسكت بها قويت وعظمت واستقامت وأن النسيج الوطنى المصرى سيظل واحدا ولن تستطيع أى قوى خارجية من زرع بذور الفتن الطائفية فى مصر.
وقال مفتي الجمهورية، في لقائه بالمستشار الديني لمجلس اللوردات والعموم البريطاني القس أندرو ترملت، والمطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا، فى دار الافتاء، السبت: «الجميع في مصر بفضل الله تعالى يدرك أهمية الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات في هذا الوقت على وجه الخصوص»، داعياً إلى أهمية ألا يكون الاختلاف في الرأي سبباً لتباعد الأمة وتفرقها .
وأضاف جمعة: «الوحدة الوطنية لها دور كبير ومهم في نشر الأمن وتوفير الحياة الاقتصادية السعيدة لأبناء الوطن، لافتا إلى «أن مصر شعب واحد وعرق واحد ودم واحد اختلط في السراء والضراء».
وشدد مفتي الجمهورية، على أن الحفاظ على هذه الوحدة من أوجب الواجبات الآن حتى تستطيع مصر عبور هذه المرحلة الصعبة، وأن مبدأ المواطنة ينبغي أن يكون الميزان الذي توزن به الأمور داخل هذا الوطن .
وأوضح المفتي أن دار الإفتاء المصرية بما لها من التزام تجاه جميع المسلمين والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الدول غير الإسلامية على أتم استعداد لتقديم كل سبل الدعم الفقهي والعلمي والبحثي للتواصل والتكامل مع مسلمي إجلترا، بالإضافة إلى تلبية احتياجات المسلمين هناك .
من جانبه أعرب القس ترملت عن تقديره العميق لمصر ولشعبها العظيم وللدور العالمي الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في بناء الجسور مع الثقافات والأديان الإنسانية.