أطلقت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين و134 شريكا آخرين، نداءً عاجلًا لجمع 445 مليون دولار لتنفيذ خطة الاستجابة الإقليمية المشتركة للاجئين السودانيين في 5 دول. وأشارت مفوضية اللاجئين إلى أنها تضع خططا تشمل 860 ألف شخص من السودان، سواء من اللاجئين أو العائدين إلى بلدانهم بعد أن كانوا لاجئين في السودان، وأعربت عن بالغ القلق «إزاء محنة نحو 1.1 مليون لاجئ وطالب لجوء من جنسيات أخرى ممن كان يستضيفهم السودان»، والذين اختار بعضهم مغادرته أو اضطروا لذلك. ويشكل مواطنو جنوب السودان أكبر مجموعة من اللاجئين في السودان، والذى يستضيف أيضا أعدادا كبيرة من اللاجئين من إريتريا وإثيوبيا وسوريا واليمن، من بين دول أخرى. وفى سياق المساعدات الإنسانية، أعلنت السعودية تنظيم حملة شعبية، لتخفيف آثار الأوضاع التي يمر بها الشعب السودانى، في وقت تستضيف فيه المملكة ممثلين عن طرفى الحرب لإجراء محادثات. وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولى العهد محمد بن سليمان، وجها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة 100 مليون دولار أمريكى، وتنظيم حملة شعبية عبر منصة «ساهم»، لتخفيف آثار الأوضاع التي يمر بها الشعب السودانى. ونقلت الوكالة عن المستشار بالديوان الملكى، المشرف العام على المركز، عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، قوله إنه «سيجرى تقديم مساعدات إغاثية وإنسانية للنازحين في جمهورية السودان وتوفير مساعدات طبية»، لافتًا إلى أن المركز سيقدم مساعدات إغاثية وإنسانية للنازحين في السودان، وسيوفر مساعدات طبية أيضا. في حين أكد المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، سامر الجطيلى، أن مساعدات المركز للسودان ستتركز على الحاجات الأساسية- وفقا لتصريحات أدلى بها لقناة «العربية» ونشرتها أمس. وأضاف «الجطيلى» أن المركز سيقدم مساعدات غذائية في كل مناطق السودان، كما ستشمل جميع مناطق النزوح، لافتًا إلى أن هناك تنسيقا عاليا مع الأطراف السودانية لإيصال المساعدات، كما أن حملة التبرعات الشعبية للسودان ستكون عبر منصة «ساهم». وتسببت المعارك منذ اندلاعها، منتصف إبريل الماضى، في مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف وعرقلة إمدادات المساعدات وفرار 100 ألف لاجئ إلى خارج البلاد، حيث يشهد السودان قتالًا بين الجيش وقوات الدعم السريع أودى بحياة أكثر من 700 قتيل، ونحو 5 آلاف جريح من المدنيين، فضلاً عن نزوح 335 ألف شخص، ولجوء 115 ألفا إلى الدول المجاورة. وحذر المجتمع الدولى من وضع كارثى، لاسيما في الخرطوم ودارفور، حيث توقفت معظم المستشفيات عن العمل، وتقطعت سبل توصيل المساعدات والإمدادات الطبية، كما شحت المواد الغذائية وحتى مياه الشرب، وتراجعت خدمات الاتصالات والكهرباء، والبنوك. وحثت الأممالمتحدة القوتين العسكريتين المتحاربتين على ضمان وصول المساعدات الدولية إلى المناطق التي تعانى، حيث حذرت من معاناة 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة، محذرة كذلك من أن الولايات السودانية التي ستكون أكثر تأثرا، تضم «غرب دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، وولاية البحر الأحمر، وشمال دارفور». ومن المقرر أن يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية، اجتماعاً في 11 مايو المقبل، لمناقشة تأثير المواجهات في السودان «على حقوق الإنسان».
