صعدت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة، ما أدى إلى استشهاد فلسطينى، وإصابة 6 آخرين، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكى، كيفين مكارثى، الذي تعهد أمام الكنيست الإسرائيلى بتعزيز العلاقات بين برلمانى واشنطن وتل أبيب، مؤكدًا احتفاءه بزيارته إسرائيل تزامنًا مع ما سماه عيد الاستقلال الإسرائيلى (ذكرى النكبة). وواصل جيش الاحتلال، اليوم، إغلاق مداخل مدينة أريحا، لليوم العاشر على التوالى، واقتحم مخيم «بيت جبر» وسط المدينة، تزامنًا مع مداهمة قواته مستشفى بيت جالا في محافظة بيت لحم، وشنها حملة اعتقالات موسعة في عموم مدن وقرى الضفة، وسط تنديد فلسطينى بالجرائم الإسرائيلية، ونداءات دولية تدعو تل أبيب ل«ضبط النفس». ويأتي ذلك في وقت قال فيه، رئيس مجلس النواب الأمريكى، كيفين مكارثى، في كلمة ألقاها أمام أعضاء الهيئة العامة للكنيست، إن «العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل لن تنقطع أبدًا». وتعهد مكارثى بتقوية الصلة بين البرلمانين الأمريكى والإسرائيلى، وبأن تكون العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية في السنوات ال75 المقبلة أقوى من السنوات ال75 الماضية «منذ قيام دولة الاحتلال»، مؤكدًا أنه سعيد بزيارة إسرائيل في ذكرى ما سماه «عيد الاستقلال»، وذلك حسبما أفادت به صحيفة «مقور ريشون» العبرية. ووصل مكارثى، أمس، إلى إسرائيل على رأس وفد مكون من 19 عضوًا آخر في الكونجرس من كلا الحزبين الديمقراطى والجمهورى بدعوة من رئيس الكنيست الإسرائيلى، آمير يوحنا، وزار حائط المبكى، رفقة كبير حاخامات إسرائيل، شموئيل رابينوفيتش، في وقت تحتفل فيه إسرائيل بما تسميه عيد الاستقلال (ذكرى النكبة). واعتبرت صحيفة «هآرتس» أن زيارة مكارثى، الموالى للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، والمعروف بانتقاده سياسات الرئيس الأمريكى الحالى، جو بايدن، ستضع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مسار تصادمى مع بايدن. ويأتيذلك وسط تصعيد مطرد لانتهاكات الاحتلال في الضفة الغربيةالمحتلة، إذ شيعت مدينة أريحا الشهيد جبريل محمد اللدعة (17 عامًا)، وسط حشود شعبية. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاقتحام الدموى والهمجى الذي ارتكبته قوات الاحتلال، صباح أمس، في مخيم عقبة جبر في أريحا، وأدى إلى استشهاد «اللدعة» إضافة لعدد آخر من الاصابات، من بينها 3 إصابات خطيرة، مؤكدة أن استمرار الحصار على مدينة أريحا يعد أحد أبشع أشكال العقوبات الجماعية على الفلسطينيين المدنيين العزل. وأفادت وزارة الصحة، اليوم، باستشهاد جبريل اللدعة متأثرًا بجروح بعدما أصيب بالرصاص الحى، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى مخيم «عقبة جبر»، جنوبى أريحا، وسط الضفة الغربيةالمحتلة. وقال شهود عيان إنّ قوات الاحتلال أطلقت النار على الضحية ومنعت إسعافه، واعتقلت شابين من المخيم قبل انسحابها. وحمّل رئيس المجلس الوطنى، روحى فتوح، حكومة اليمين المتطرف المسؤولية الكاملة عن جرائم الاغتيالات التي ينفذها جيش الاحتلال. ودعت السفارة البريطانية، اليوم، عبر حسابها على «تويتر»، القوات الإسرائيلية لضبط النفس في استخدام القوة. ويأتى ذلك بعدما اقتحمت قوات الاحتلال اليوم لمخيم عقبة جبر، وداهمت المنازل بمحافظة أريحا والأغوار ما أدى لوقوع اشتباكات راح ضحيتها الشهيد اللدعة، فيما أصيب 6 آخرون، بينهم 3 في حالة خطيرة. في غضون ذلك، واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلى لليوم العاشر على التوالى إغلاقها مداخل ومخارج مدينة أريحا من عدة جهات وتوقيف مركبات المواطنين على حواجزها العسكرية على المدينة ومخيميها وتفتيشها وإجبار إصحابها على الانتظار لساعات. وشنت قوات الشرطة الإسرائيلية مدعومة بوحدات خاصة من الجيش حملة اعتقالات موسعة في مدن وقرى الضفة الغربيةالمحتلة، بدءًا من القدس مرورًا بالخليل وجنين، وصولًا إلى طمون وبيتونيا، وذلك إضافة إلى اعتقال 2 من العاملين بالصيد قبالة شاطئ بحر مدينة غزة. وحسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، اعتقلت سلطات الاحتلال، في سلسلة مداهمات،اليوم، 4 مواطنين من جنين المدينة والمخيم، ومواطنًا من قرية طمون في محافظة طوباس شمالى الضفة، وآخر من بيتونيا غربى رام الله، و3 من الخليل، و2 آخرين من القدس، وذلك إضافة إلى توغل قوات الاحتلال شرقى خان يونس جنوبى قطاع غزة، وقيامها بأعمال تخريب وتجريف للأراضى الزراعية. ويأتى ذلك فيما توسع قوات الاحتلال نطاق الخطط الاستيطانية، في قرى مسافر يطا بمحافظة الخليل، إذ دعت منظمة «أطباء بلا حدود» الاحتلال إلى وقف فورى لهدم المنازل والمدارس وممتلكات الفلسطينيين وبنيتهم التحتية في منطقة «مسافر يطا». واستنكرت المنظمة، خلال تقرير وثائقى عرضته، اليوم، في مكتبها بمدينة الخليل، السياسات الإسرائيلية، مطالبة سلطات الاحتلال بإيقاف خطط التهجير القسرى والامتثال للقانون الإنسانى والدولى. وحذّر رئيس «لجنة إعمار الخليل» الحكومية، المهندس عماد حمدان، أمس، من «كارثة حقيقية» ستنجم عن التهجير القسرى للفلسطينيين من 70 عقارًا فلسطينيًا في قلب المدينة، بهدف تحويل ملكيتها إلى مستوطنين. على صعيد آخر، أكدت لجنة دعم الصحفيين، اليوم، في تقريرها الشهرى لحالة الحريات الصحفية، وقوع 50 انتهاكًا بحق الصحفيين بالأراضى الفلسطينية خلال إبريل 2023. وارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربيةالمحتلة إلى أكثر من 90 فلسطينيًا منذ بداية العام الجارى، بينهم ما لا يقل عن 25 شهيدًا في جنين. وفي إسرائيل تتجه الأوضاع الداخلية للأسوأ، إذ شارك ضابط برتبة لواء في جيش الاحتلال بالزى العسكرى في المظاهرات الرافضة للتعديلات، في سابقة هي الأولى من نوعها، وسط تحذيرات من انفجار الوضع الداخلى في إسرائيل.
