أصدرت منظمة الأممالمتحدة بيانًا تحذر فيه من تداعيات استمرار القتال في السودان، وقال فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان، إن الطرفين المتقاتلين تجاهلا قوانين الحرب وأعرافها، حيث شنا هجمات على المناطق السكانية دون الأخذ بعين الاعتبار سلامة المدنيين والمستشفيات أو حتى السيارات التي تقل المرضى والجرحى. وأضاف المبعوث خلال تقدمه بطلب إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، إن جهوده في الفترة الأخيرة، جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية تركزت على تأمين توقف القتال لأغراض إنسانية أو وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن هذه الجهود حققت نجاحا محدودا حتى الآن. وحث بيرتس، الجانبان على التقيد بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وشدد على ضرورة منح المدنيين ممرا آمنا لمغادرة مناطق القتال الفعلي والوصول إلى الإمدادات، مشيرًا إلى أن في حالة استمرار القتال، سيزداد انهيار النظام والقانون بأنحاء السودان الذي قد يصبح مجزأ بشكل أكبر بما سيخلف أثرا مدمرا على المنطقة، كما قال المبعوث الأممي، وحذر قائلا «حتى لو انتصر طرف، فإن السودان سيخسر». التحديات الإنسانية ومن جانبها قالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن ما يحتاجه الشعب السوداني هو وقف فوري لإطلاق النار وحل دائم للأزمة، وأضافت أن الاحتياجات الإنسانية في السودان بلغت مستوى قياسيا حتى قبل اندلاع القتال في السودان، حيث يحتاج نحو 15.8 مليون شخص- أي ثلث السكان- إلى مساعدات إنسانية، فيما يعاني 4 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضع من سوء التغذية ويبلغ عدد النازحين داخليا 3.7 مليون شخص. وحذرت مسويا، من أن هذا الصراع لن يؤدي إلا إلى تعميق هذه الاحتياجات، كما أنه يهدد بإطلاق العنان لموجة جديدة من التحديات الإنسانية، وأشارت إلى أن القتال يعرقل بشكل كبير عمليات الإغاثة ويعرضها للخطر، محذرة من أن الأزمة الإنسانية آخذة في التحول بسرعة إلى كارثة، حيث أجبر ما لا يقل عن 20 مستشفى على الإغلاق بسبب الأضرار أو الاستخدام العسكري أو نقص الموارد، بالإضافة إلى هذا قد يؤدي انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود إلى الإضرار بمخزون اللقاحات وإمدادات المياه، وهي خطوة تمهيدية لانتشار الأمراض.
