منذ منتصف الأسبوع الجاري تزايدت وتيرة التصعيد لتجد السلطات الإسرائيلية نفسها أمام ثلاث جبهات، مع اقتحام جيش الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، واعتداء على المصلين، ما دفع فصائل المقاومة في غزة إلى الرد بإطلاق صواريخ على المستوطنات، مرورًا بإطلاق عشرات الصواريخ اليوم من جنوبلبنان تجاه شمال إسرائيل. الجبهة الأولى .. اقتحام المسجد الأقصى وتنديد عربي ودولي وفي ليلة الثلاثاء الماضي اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحات المسجد الأقصى المبارك في القدس، وأسفر عن اعتقال نحو 400 فلسطيني، في خطوة لاقت انتقادات عربية ودولية. وأوضحت هيئة شؤون الأسري الفلسطينية أن من بين المعتقلين جرحى، أصيبوا خلال اقتحام قوات الاحتلال للأقصى، والتي أطلقت الرصاص والقنابل الغازية المسيلة للدموع صوب المعتكفين، الذين تعرض عدد منهم للضرب بوحشية. تنديد عربي دولي في السياق ذاته، تواصلت الإدانات الفلسطينية المنددة بالاعتداء الإسرائيلي الآثم على المعتكفين في باحات الأقصى، فقد دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه لتدخل دولي عاجل، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى. أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو جوتيريش، الأربعاء، عن «صدمته» و«ذهوله» إزاء مستوى العنف الذي استخدمته قوات الأمن الإسرائيلية بحق مصلّين فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدسالشرقية المحتلّة ليل الثلاثاء. ونددت جامعة الدول العربية بشدة الأربعاء، باقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى بالقدس، وقالت إن «الاعتداءات والجرائم» الإسرائيلية تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم. وقالت الجامعة، في بيان، إن مجلس الجامعة على مستوى المندوبين عبّر في اجتماع طارئ الأربعاء عن «الإدانة الشديدة للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلين المسلمين العزل في المسجد الأقصى». وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى خفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إثر التطورات الأخيرة. وأضافت بيير خلال مؤتمر صحفي أن الولاياتالمتحدة قلقة مما يجري، وعلى الجانبين العمل معا لخفض التوتر. من جهتها، أدانت القاهرة «اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية». واعتبرت الخارجية المصرية في بيانها: «أن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية». إلى جانب ذلك أدانت كل من الأردن والسعودية وتركيا والجزائر اقتحام المسجد الأقصى، لكن الفصائل الفلسطينية في غزة يبدو أن كان لها طريقة أي للتعبير عن رفضها. مواجهات في الأراضي المحتلة وتصاعدت المواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية، أصيب شاب فلسطيني بالرصاص الحي، والعشرات بالاختناق، مساء أمس، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت أمر شمال الخليل، بجنوب الضفة الغربية، كما اقتحمت قوات الاحتلال، قرية أرطاس جنوب مدينة بيت لحم. كما فرضت سلطات الإسرائيلية اليوم إغلاقا شاملًا على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، بالتزامن مع بدء «عيد الفصح» اليهودي. وسيجرى إغلاق كافة المعابر والحواجز التي تربط الضفة الغربية وقطاع غزة،، بعد تقييم الأوضاع الأمنية، وتوجيهات القيادة السياسية، ومن المقرر أن يتم فتح المعابر يوم الجمعة أمام تنقل الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية. ومن المقرر أن يعاد فرض الإغلاق مجددا في اليوم السابع من «عيد الفصح»، الذي يصادف الثلاثاء القادم، الحادي عشر من شعر أبريل الجاري، اعتبارا من الساعة الخامسة عصرًا وحتى منتصف الليل في اليوم التالي. الجبهة الثانية.. صواريخ غزة وقصف إسرائيلي وأطلق من قطاع غزة عدة صواريخ على بلدات جنوب إسرائيل فجر الأربعاء تزامنا مع مواجهات اندلعت في المسجد الأقصى وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه رصد إطلاق 9 صواريخ من غزة اعترضت القبة الحديدية 4 منها وسقطت 4 صواريخ في منطقة مفتوحة لم يتم إطلاق صواريخ اعتراضية نحوها، في المقابل لم تعلن أي جماعة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ وردًا على إطلاق الصواريخ قصف الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح الأربعاء، موقعًا غرب مدينة «غزة»، بعد إطلاق صواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل. وقال سكان في القطاع إن طائرات الاحتلال استهدفت بصاروخ واحد على الأقل موقعا غرب المدينة ما أدى إلى أضرار مادية بداخله دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. الجبهة الثالثة.. صواريخ جنوبلبنان وفتح تحقيق وفي صباح اليوم الخميس، فتحت جبهة لطالما كانت هادئة نسبيًا في الشمال الإسرائيلي، بعد إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية تجاه الأراضي الإسرائيلية، بحسب ما كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 25 منها، فيما «سقطت 5 قذائف داخل إسرائيل، أما ال 4 صواريخ الأخرى فلا يزال تحديد مكانها جاريًا.. ولا توجد أي توجيهات استثنائية للجبهة الداخلية» وفق ما ذكر الجيش الإسرائيلي. من جانبها فتحت السلطات اللبنانية تحقيقًا بالتعاون مع «اليونيفيل»- قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان، لمعرفة الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، وسيرت قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان دوريات في المناطق الحدودية، إذ تم رصد تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية بأجواء جنوبلبنان.
