الاقتصاد الإبداعى على مائدة التنمية المستدامة

«الفن المستدام وتنمية الإنسان».. عنوان المبادرة الأولى من نوعها التي تنطلق غدًا في معهد الحوكمة والتنمية المستدامة بوزارة التخطيط، بالتعاون مع مؤسسة المنتدى الدولى للفن التشكيلى من أجل التنمية، لدعم الشباب والمرأة من خلال الاقتصاد الإبداعى والفن التشكيلى الذي يعتمد على إعادة تدوير النفايات الصلبة ويحافظ على البيئة بالعمل على تدريب ورفع مهارات شباب الفنانين الموهوبين في مجال ريادة الأعمال.
وتستمر المرحلة الأولى من المبادرة لمدة عام من خلال مجموعة من الأنشطة وورش العمل والمعارض التي تنظمها مؤسسة المنتدى الدولى للفن التشكيلى من أجل التنمية وشركائها برعاية وزارات التخطيط والثقافة والبيئة والمجلس القومى للمرأة، وبالشراكة مع الأمم المتحدة ومجموعة من شركات ومؤسسات القطاع الخاص. وتستهدف المبادرة دعم شباب الفنانين بالتحديد، لأنهم مستقبل الفن التشكيلى في مصر، وفقًا للفنانة رندة فؤاد، مؤسس ورئيس مؤسسة المنتدى الدولى للفن التشكيلى من أجل التنمية، مؤكدة أن المبادرة تأتى في إطار رؤية «مصر 2030» لتحقيق الأهداف التنموية للألفية.
وقعت المؤسسة بروتوكول تعاون مع مؤسسة فاهم للدعم النفسى، برئاسة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة السابقة، لإعطاء الفرصة لكل من يمرون بضغوط أو ظروف نفسية أن يشاركوا بأعمالهم الفنية في المبادرة. وتوضح رندة فؤاد أن «الفن لا يفيد فقط الأشخاص الطبيعيين، بل يفيد الأشخاص من ذوى القدرات ومن يعانون من ضغوط نفسية أو اضطرابات مثل طيف التوحد».
وتقول رندة فؤاد ل«أيقونة»: «الفن التشكيلى هو الحياة، فكل شىء من حولنا في الدنيا أصله فن، فالعمارات وتصميم السيارات والعملات بجميع أشكالها وأنواعها وكل شىء في الدنيا أصله الفن، والفن هو الحياة والحلم؛ لأنه يمكن للإنسان أثناء العمل الفنى أن يحقق ما يحلم به ويُخرج تلك الأحلام على اللوحة ويعبر عن نفسه من خلال العمل الفنى الخاص به، فالفن فعليا لغة عالمية».
وتوضح أن «المتلقى لكل الأعمال الفنية يراها من منظوره الشخصى، فما يعجب أحد الأشخاص من أعمال قد لا يعجب آخر، لذلك من المهم الاهتمام بالفن وتدريب ودعم الشباب، والأشخاص الذين يمرون بظروف نفسية معينة قد يكون بينهم فنانون من أفضل الفنانين، ويقدمون أعمالًا أفضل من غيرهم، وهذا ما رأيته بعينى في أعمال اثنين من الشباب من مؤسسة فاهم وأخبرتهم بأنهم سيكونون منافسين في مسابقة المبادرة».
وأضافت: «يشارك في المبادرة شباب من مؤسسة (كن سفيرا)، وطلاب وخريجون من كلية الفنون الجميلة، فالهدف هو تنمية الإنسان الذي تبذل فيه مصر جهودا كبيرة من خلال قطاعات مثل التعليم والصحة، فالمبادرة تعمل على ذلك من خلال الفن، لأنه ينمى الذوق ويخاطب الوجدان ويعطى طاقة إيجابية، وفى الوقت نفسه إحدى أدوات مكافحة التطرف».
وسيحصل المشاركون في المبادرة على دورات تدريبية عن فن إعادة تدوير النفايات الصلبة وريادة الأعمال كأدوات مفيدة للمستقبل، حيث تركز المبادرة على شباب الفنانين في المرحلة الأولى سواء من الفتيات أو الأولاد، وقد تمتد المرحلة الثانية لمد 3 أعوام وستكون على مستوى مصر والدول العربية وإفريقيا.
وأكدت رندة فؤاد أنها فنانة تشكيلية ذات خبرة تنموية، وتعمل في الفن منذ 12 عاما، وقبلها نحو 25 عاما في مجال التنمية، لذلك تولى اهتماما بالتنمية وتفكر بطريقة مختلفة، وهى «تأثير الفن بما يخدم المجتمع ويحقق التوعية بجانب كونه لغة عالمية»، موضحة أن أعمالها تؤكد الهوية المصرية، فمصر بلد الحضارات والأديان.