ناقش مجلس الشيوخ طلبى مناقشة عامة مقدمين من النائبة هبة شاروبيم و20 عضوًا، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن خطة وزارة السياحة لتعظيم الإيرادات السياحية وزيادة عدد السياح، وطلبًا آخر مقدمًا من النائبة ريهام عفيفى، بشأن سياسة الحكومة لوضع استراتيجية قومية لتحسين الوضع السياحى فى مصر، وخاصة فى موسم الشتاء، وقرر المجلس إحالة التقريرين والمناقشات إلى لجنة السياحة والآثار لإعداد تقرير بشأنهما. وقال المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، خلال الجلسة العامة، أمس، إن مصر حينما تنظم أى احتفالات تتم متابعتها من العالم كله لسنوات، خاصة الاحتفالات الخاصة بالآثار، والتى تمت بصورة مبهرة. وأضاف «عبدالرازق»- تعقيبًا على ما أثاره أحد النواب خلال الجلسة العامة، بشأن الإشادة باحتفالية جوائز «Joy Awards» فى الرياض بالمملكة العربية السعودية، أمس الأول- أن الاحتفالات التى نظمتها مصر فى السنوات القليلة الماضية تمت بصورة مبهرة للعالم كله، متابعًا: «أُحيى النائب على غيرته لمصر، وسعيه لأن تكون مصر فى أفضل صورها». وأشار أحد أعضاء مجلس الشيوخ، خلال الجلسة، إلى أنه وقت انشغال المصريين، أمس الأول، بمباراة الأهلى والزمالك، كانت هناك احتفالية كبيرة فى الرياض أبهرت العالم. وتعليقًا على مطالبات الأعضاء بالاهتمام بالسياحة العلاجية، قال «عبدالرازق»: «أبلغنى الدكتور مجدى يعقوب بأن المرضى الذين يتم علاجهم فى مركزه يتمتعون بفترة الاستشفاء فى أسوان، ولابد من وضع هذا فى الحسبان، أعلم أن الموضوع يهم الكثيرين، وهو أولى الأولويات بلا جدال». وقال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، إن هناك توجهًا لجذب السياحة الصينية فى مصر، فى ظل وجود اتجاه جاذب للسائحين فى العالم لاستكشاف السياحة الثقافية فى مصر. وأضاف: «هناك 30 مليون صينى تجذبهم هذه السياحة فى مصر»، وطالب «عيسى» بإجراء تعديل تشريعى فيما يتعلق بعقوبة التحرش لمواجهة التحرشات التى يتعرض لها السياح، قائلًا: «المتحرش قد يفلت من العقاب». وعرض وزير السياحة عددًا من الأرقام الخاصة بالسياحة خلال الجلسة، قائلًا إن السياحة فى مصر تقوم على 1200 فندق و1300 مطعم سياحى و500 نادى غوص و12 ألف مرشد سياحى، وكذلك 2200 شركة سياحية، لافتًا إلى وجود 130 موقعًا أثريًّا و31 متحفًا متاحة زيارتها أمام السياح الأجانب. وتابع «عيسى»: «95% من نشاط وصناعة السياحة تقوم على القطاع الخاص»، متابعًا: «يهم الدولة مؤشر ثقة هذا القطاع فى مستقبل صناعة السياحة، باعتباره أهم معايير القياس». وأعلن الوزير أن 74.5% من مسؤولى شركات السياحة يتوقعون تحسن أداء القطاع فى 2023، فضلًا عن أن 100% من الخبراء يتوقعون أيضًا التحسن فى القطاع السياحى. وأشار إلى ارتفاع 11% فى مؤشر الثقة فى الصناعات المصرية، وبينها صناعة السياحة، مؤكدًا أن هناك توقعات بزيادة الإيرادات السياحية فى 2023. وقال: «نستهدف نموًّا سريعًا من 25 إلى 30% سنويًّا»، لافتًا إلى أنه وفقًا لمنظمة السياحة العالمية، فإن حصة مصر تصل إلى نحو 13 مليون سائح فى 2019 وفقًا لتقديرات المنظمة. وأعلن «عيسى» توافقه مع ما ذكره نواب الشيوخ بأن مصر لم تستغل مقوماتها الفريدة فى القطاع السياحى، قائلًا: «لم نحصل على ما نستحق من إيرادات سياحية، فمصر تستحق من 30 إلى 40 مليون سائح فى السنة»، مؤكدًا أن الموازنة المخصصة للترويج السياحى فى مصر ضعيفة جدًّا. وطالب وزير السياحة بضرورة الاهتمام بالسائح الفرد، وأضاف: «لابد من تغيير تجربة السائح الفرد فى الخروج من المطار، وأن تكون لديه تجربة آمنة ونظيفة وبلا مشكلات». وعرضت هبة شاروبيم، عضو مجلس الشيوخ، طلب المناقشة المقدم منها. وقالت «شاروبيم» إن هناك توقعات، من بينها توقعات دُور البحث الدولية، بتزايد عدد السياح القادمين لمصر، وهو ما يتطلب ضرورة استيضاح خطة وزارة السياحة والآثار لدعم السياحة المصرية، وزيادة التوعية للعاملين بالنشاط السياحى، وتحديدًا فى الشارع المصرى. وأشارت إلى ضرورة زيادة الفعاليات السياحية والأثرية خلال المرحلة المقبلة، ومن بينها رحلة العائلة المقدسة، وكذلك الاحتفال بفك رموز حجر رشيد. وعرضت ريهام عفيفى، عضو مجلس الشيوخ، طلب المناقشة العامة المقدم منها، بشأن سياسة الحكومة لوضع استراتيجية قومية لتحسين الوضع السياحى فى مصر، وخاصة فى موسم الشتاء. وتابعت: «يُعد قطاع السياحة والآثار من أبرز القطاعات المهمة للدولة، خاصة أنه يسهم فى الناتج الاقتصادى المصرى بنحو 15%، كما يُعد قطاع السياحة والآثار من المصادر الرئيسة لتوفير النقد الأجنبى، الذى تحاول الدولة جاهدة لتوفيره وتحقيق مزيد من الإيرادات بالعملة الصعبة، حيث تشير الأرقام إلى تحقيق مصر 13 مليار دولار إيرادات من السياحة فى عام 2021». وأوضحت أن العديد من الصحف العالمية أعلنت قائمة بأفضل المقاصد السياحية فى العالم لعام 2022، كما يشير التقرير الأخير لموقع ناشيونال جيوجرافيك عن انضمام مصر إلى قائمة أفضل المقاصد السياحية فى العالم عام 2022، وقد أوصى بزيارتها فى عام 2023. ولفتت إلى أنه تضمن التقرير تسليط الضوء على المتحف المصرى الكبير، الذى ينتظر العالم افتتاحه وطريق الكباش بالأقصر الذى تم افتتاحه مؤخرًا. وطالب عفت السادات، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بضرورة التنسيق بين وزارتى السياحة والطيران وغيرهما من الوزارات المعنية بتنشيط السياحة، وقال: «يجب ألّا يعمل الجميع فى جزر منعزلة». وقال المستشار بهاء أبوشقة، وكيل مجلس الشيوخ، إن مصر حباها الله بمواقع كثيرة، قلّما توجد فى دول أخرى، ووُضعت فى أكثر من موضع فى القرآن، وقد ذكر الله تعالى: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». وطالب «أبوشقة» بضرورة جذب السياحة الدينية، مضيفًا: «لدينا الأزهر الشريف والكاتدرائية، وهما يمثلان صرحين عظيمين منفردين للوحدة الوطنية، ولدينا كثير من الأماكن الخاصة بالسياحة العلاجية مثل واحة سيوة ومدينة الداخلة، اللتين تصلحان لأن تكونا مراكز عالمية للسياحة العلاجية». ووجّه «أبوشقة» سؤالًا إلى الحكومة، قائلًا: «أين نحن من السياحة التسويقية؟، فالسائح لا يأتى إلى مصر لمجرد زيارة الأهرامات، ولابد من ابتكار فنون السياحة، فالسياحة عالميًّا أصبحت فنًّا وعلمًا واستراتيجية، وليس مجرد غرف مغلقة وقرارات منفردة دون دراسة واعية يقوم بها متخصصون». وأضاف: «فى حال عدم وجود خبراء، من الممكن الاستعانة بخبراء أجانب، فالمسألة تمثل جزءًا كبيرًا لتعظيم إيرادات الدولة، فالمستهدف الآن أن السائح يحضر إلى مصر لينفق 30 ألف جنيه على سبيل المثال، وحال وجود استراتيجية لجذب السياحة والتسويق سينفق أكثر من ذلك».