أعلنت وزارة الصحة والسكان، إيجابية إصابة حالة تبلغ من العمر 39 عام، بفيروس جدري القرود، ونقل المريض تباعًا ليتلقى العلاج بأحد المستشفيات التابعة للوزارة، وبعد أن تم اتخاذ الإجراءات الوقائية تجاه المصاب ومخالطيه في التعامل، أكدت وزارة الصحة على أن الحالة الصحية للمريض أصبحت مستقرة. تاريخ ظهور جدري القرود تعتبر هذه الحالة هي الحالة الثالثة التي تم اكتشافها في مصر حتى الآن، إذ تم رصد الحالتين الآخرتين في سبتمبر الماضي، ومن الجدير بالذكر أن فيروس جدري القرود ليس بالفيروس الجديد، فبحسب منظمة الصحة العالمية كُشِف لأول مرّة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 في الكونغو، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تتميز بالغابات، وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن ظهور معظم الحالات في المناطق الريفية. في عام 1980 أعلن عن التخلص من فيروس جدري القرود، خصوصًا وأن العدوى به عادة ما تكون خفيفة، مع أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، ليعود الفيروس للظهور في عام 2021 في ولايتي تكساس وماريلاند، ولكنه لم يشكل قلقًا وقتها لأنه تم التعامل معه، حتى بدأ بالتفشي في دول مختلفة في شهر مايو من عام 2022، ومن هنا بدأت مصر بتنفيذ قانون إجراءات مواجهة الأوبئة والجوائح الصحية فور ظهور حالات بها. ما هو فيروس جدري القرود؟ يصنف جدري القرود على أنه عدوى فيروسية، يسببها فيروس جدري القرود الذي ينتمي إلى فصيلة فيروسات قريبة الصلة بالفيروس الذي يسبب مرض الجدري العادي، ويصنف فيروس جدري القرود لنوعين، الأول يسمى الوسط الإفريقي (حوض الكونغو)، ويتميز هذا النوع بتسببه بأعراض أكثر شدة من النوع الآخر، وترتفع نسب الوفيات فيه، كما أنه أسهل انتقالاً، أما النوع الثاني فهو فيروس جدري القرود الغرب إفريقي، وهو المنتشر في الفترة الحالية، ويسبب أعراض أقل شدة من النوع الآخر، كما أن عملية انتقاله من شخص لآخر عن طريق التلامس محدودة. ويعتبر جدري القرود عدوى فيروسية حيوانية المصدر، تتميز بتعدد طرق انتشارها، مما يعني أنها يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أن تنتقل أيضاً من البشر للبشر، كما أنها تستطيع الانتقال من البيئة المحيطة إلى البشر، مما يجعل نسبة الاصابة بها كبيرة. كيف يتم الإصابة ب جدري القردة؟ ينتشر جدري القرود من خلال عدة طرق منها: ملامسة الحيوانات المصابة به. الاتصال المباشر مع شخص مصاب به. التعامل المباشر مع الطفح الجلدي للمصابين. الرذاذ التنفسي أو اللعاب الخاص بالمصابين. ملامسة الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس. استعمال نفس ملابس وأغطية الفراش للمصابين. وأكدت وزارة الصحة في بيانات سابقة لها أن الأشخاص الأكثر إصابة بجدري القرود هم المثليين ومزدوجي الميول الجنسية، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية أيضا، ولكنها اوضحت أن هذا لا يمنع احتمال انتشاره بين الأشخاص المصابين بضعف في الجهاز المناعي. أعراض جدري القرود: تتشابه أعراض مرض جدري القرود مع الأعراض الناتجة عن مرض الجدري العادي، ولكنها تكون أخف في الأعراض وتسبب تورم العقد اللمفاوية، ويبدأ طفح جدري القردة بالظهور بعد 1- 3 أيام أو أكثر من إصابة المريض بالحمى، وغالباً يظهر على الوجه أولاً، ثم يبدأ بالانتشار إلى باقي أجزاء الجسم، مثل الأيدي، والأرجل، وداخل الفم، والأعضاء التناسلية، ومن أهم أعراضه: الحمى. الصداع. آلام العضلات. ألم الظهر. تورم العقد اللمفاوية. القشعريرة. التعب والإرهاق. التعرق. السعال وألم الحلق. انسداد الأنف. الغثيان. كيف تعرف أنك مصاب بجدري القرود؟ يصعب تشخيص مرض جدري القرود لأنه يتشابه مع مرض الجدري ومرض الحصبة، ولكن يتم التشخيص به بعد أن تظهر جميع الأعراض على المريض، عن طريق إجراء فحص جسدي من قبل طبيب مختص، ويتم التشخيص به بعد أن يتم التأكد من تورم العقد الليمفاوية. ووفقًا لما جاء في منظمة الصحة العالمية، تتراوح فترة الإصابة بجدري القرود من 6 أيام إلى 13 يوم، حتى تظهر الأعراض، وفي بعض الحالات الأخرى تتراوح الإصابة به ما بين ال 5 أيام إلى 21 يوم، ويمكن أن يساعد الالتزام بعض التدابير الوقائية على الحد أو الوقاية من الإصابة بمرض جدري القرود. ومن أهم التدابير الوقائية تلقي لقاح الجدري، وتجنب ملامسة الحيوانات التي لا تبدو بصحة جيدة أو التي تموت في الشارع، عزل المرضى المصابين بمرض جدري القرود وعدم التعامل المباشر معهم، واستعمال المعقمات الكحولية وارتداء الكمامات في الأماكن التي تمتلئ بالبشر.
