وسط المظاهرات والاحتجاجات التي قام بها الشباب في إيران، والتي انطلقت من مختلف المناطق في إيران، ظهرت صورة حملها المحتجين من قلب الحدث في المظاهرات بالأمس، حيث توجه الآلاف من سكان كردستان إلى قبر مهسا أميني، لإحياء ذكراها في أربعينها. تعكس الصورة فتاة يافعة تقف فوق إحدى السيارات، سادلة شعرها على ظهرها، رافعة بيديها علامة النصر، بينما يشق الآلاف من المتظاهرين طريقهم باتجاه مقبرة مهسا أميني، في بلدة سقز. ظهرت تلك الفتاة لتلخص الكثير مما يقصده الشباب من وراء الاحتجاجات والمظاهرات التي يقوم بها الطلاب منذ مقتل مهسا أميني، حيث ترمز- وفق وصفهم- إلى تحرير المرأة الإيرانية من القمع والقهر الذي تتعرض له من قبل الأحكام والقوانين التي وضعتها الحكومة الإيرانية. وفي طريقهم أعلن المتظاهرين عنادهم وتحديهم لقوات الأمن التي شنت أسلحتها وغازاتها المسيلة للدموع في وجهه المتظاهرين، جسدت تلك الفتاة الصورة التي عزم الشباب الإيراني على توصيلها لقوات الأمن والعالم، احتجاجًا على القوانين القهرية التي أصدرتها الحكومة الإيرانية في حق المرأة الإيرانية. شعار امرأة.. حياة.. حرية رفع الآلاف من المتظاهرين باتجاههم إلى مقبرة مهسا أميني، شعار «امرأة.. حياة.. حرية» للمناداة بحقوق المرأة التي تغفل عنها الحكومة الإيرانية وتتجاهلها، وفي مقابل ذلك نادوا أيضًا ورفوا شعار «الموت للديكتاتور»، وفقًا لما أوضحته البث المباشر ومقاطع الفيديو التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وهتف آخرون «هذا العام هو عام الدم.. السيد على سيسقط»، في إشارة إلى المرشد الإيراني على خامنئي، كما انضم إلى المحتجين بالأمس اثنان من لاعبي الكرة المشاهير، هما الهداف الأسطوري على دائي وحارس المرمى حامد لك، بحسب ما ورد عن منظمة «هنكاو» الغير حكومية والتي ترصد الانتهاكات الغير حقوقية في الإنسان، ومقرها في النرويج. إطلاق النيران وغازات مسيلة للدموع وجاء رد القوات الإيرانية على المتظاهرين والمحتجين بإطلاق النيران بالأسلحة، والغازات المسيلة للدموع، في تشبيه أحد الصحف الإيرانية المحلية «فتحت النار على المتظاهرين»، ووفقًا لما قالته وكالة «هنكاو» في ساحة زندان، فيما أعلنت السلطات الإيرانية توجيه اتهامها لعدد جديد من المتظاهرين ليصل في النهاية عدد المتهمين إلى 1000 متهم. اقرأ أيضًا: هتفوا من أجل الحياة عند قبرها.. إيرانيون يحتشدون في ذكرى أربعين مهسا أميني تهديدات لعائلة مهسا أميني أكد عدد من المسؤولون في منظمات حقوق الإنسان «هنكاو» أن أجهزة الأمن سبق لها أن حذرت عائلة مهسا أميني، من القيام بأي مراسم في أربعين مهسا أميني، وأن تقوم العائلة بتوجيه بيان إلى الجماهير العامة تطلب منها ألا تقوم بزيارة القبر، وهددت العائلة بحياة ابنهم قائلةً «عليهم أن يقلقوا على حياة ابنهم». أشعل موت مهسا أميني النار على منظمات حقوق الإنسان في إيران، وعلى شرطة الأخلاق، حيث توفت مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022، ومنذ وفاتها خرج الآلاف من الإيرانين احتجاجًا على ما حدث للفتاة مهسا أميني.
