بعد عدة ساعات من تدمير جسر القرم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين (55 سنة) قائدًا للقوات الروسية في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وهو القرار الأول من نوعه لوزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي. سيرجي سوروفيكين مواليد مدينة نوفوسيبيرسك الواقعة في سيبيريا، ويؤدي الخدمة بالقوات المسلحة السوفييتية ثم الروسية منذ سنة 1983. في عام 1995 تخرج سيرجي سوروفيكين في كلية فرونزي العسكرية الواقعة في مدينة أومسك الروسية، قبل أن يتولى منذ سنة 1998 مجموعة من المناصب القيادية في عدد من فرق البندقية الآلية، ثم مختلف الدوائر العسكرية، حتى عُين قائدًا للقوات الجوية الفضائية الروسية نهاية 2017. ل سيرجي سوروفيكين سجل عسكري ميداني حافل؛ كونه شارك في مجموعة من الحروب، بما فيها النزاع المسلح في طاجكستان الذي وقع في تسعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى الحرب الشيشانية الثانية (1999 -2000)، كما مُنح أوسمة بطل روسيا، والقديس جورج من الدرجة الرابعة، والشجاعة، وغيرها من الأوسمة والنياشين. قاد سوروفيكين في العملية العسكرية الروسية في سوريا، في إطار مهمتين له، من مارس حتى أكتوبر 2017، ومن يناير حتى أبريل 2019، وفي مايو 2021 رقّي إلى رتبة جنرال في الجيش الروسي. وفي وقت سابق وقع انفجار شاحنة قوي فوق جسر مار فوق مضيق كيرتش الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وهو جسر يضم طريقا بريا ومسارا للقطارات، ليأتي الانفجار ليضرب رمزا مرموقا لضم موسكو لشبه جزيرة القرن إلى أراضيها، وطريق الإمداد الرئيسي للقوات الروسية التي تقاتل للسيطرة على الأراضي التي استعادتها أوكرانيا في الجنوب. وحتى الآن لم تحمل روسيا أي جهة المسؤولية عن الانفجار الذي وقع بعد يوم من بلوغ بوتين عامه السبعين، وقال محققون روس إن ثلاثة لقوا حتفهم يُعتقد أنهم كانوا بداخل سيارة كانت مارة بالقرب من الشاحنة التي انفجرت. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، وبعد ذلك بنحو أربع سنوات افتتح الرئيس فلاديمير بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربطها بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير. ويمثل الجسر الآن طريق إمداد مهم للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون الواقعة جنوبأوكرانيا، كما يمثل أهمية لميناء سيفاستوبول الذي قال حاكمه لسكان المنطقة "التزموا بالهدوء، لا داعي للذعر". وحتى الآن لم يتضح ما إن كان الانفجار هجوما أوكرانيًا متعمدًا أم لا، لكن الضرر الذي لحق بهذا الجسر، يأتي في وقت تعاني فيه روسيا من عدة هزائم في ساحة المعركة، ما يضعف على الأرجح من قوة رسائل الطمأنة من الكرملين للمواطنين الروس بأن الصراع يمضي وفق المخطط له.