قال اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إنه التحق بهيئة عمليات حرب أكتوبر لأول مرة برتبة رائد، وكانت هناك ديمقراطية في اتخاذ القرار. أضاف سمير فرج، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «نظرة» على قناة صدى البلد، أن جميع أعضاء مركز العمليات كانوا يقولون رأيهم، كل في تخصصه، من أجل الوصول إلى أفضل قرار في النهاية بناءً على دراسة مستفاضة. تابع المفكر الاستراتيجي أن المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع الأسبق، كان رمانة الميزان في مركز العمليات ويمتاز بالهدوء الشديد، وقد خاض الحرب وهو مريض بالسرطان، مشيرا إلى أن الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، كان حادا في التعامل، لكنه رجل حرب من طراز فريد ومن أكثر أعضاء المركز مناقشة في كل التفاصيل . وأشار سمير فرج إلى أن اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الأسبق، كان في منتهى الهدوء وكان يلقب ب «الداهية»، مضيفا أن العقيد أحمد نبيه صاحب خطة الخداع الاستراتيجي كان خلاقا ويحب الصمت أكثر من الكلام. بيّن المفكر الاستراتيجي أن الرئيس الراحل أنور السادات كان يترك مهمة التخطيط لحرب أكتوبر للقادة، ويبدي برأيه فقط، مشيرا إلى أن اللواء طيار حسني مبارك قائد القوات الجوية، أبلغ السادات بتنفيذ كل الأهداف المحددة في الحرب في الضربة الأولى ولا حاجة لضربة أخرى، ليقول السادات: يا أولاد مبروك الضربة نجحت. أردف: بعدها رصدت المخابرات المصرية إصدار قيادة جيش العدو تعليمات إلى جميع القوات بعدم التقدم اتجاه قناة السويس لمدة 15 كيلومترًا بسبب حائط الصواريخ المصرية بالقناة. واختتم بالإشارة إلى أن الرئيس السادات «معلم» ولم يغضب من العقيد أحمد نبيه حينما قال له في مركز عمليات حرب أكتوبر: «عايزين نستخدمك يا ريس» ليرد الرئيس الراحل: إزاي؟، فيجيب نبيه: «ممكن تخلي مستشارك يقعد في جلسة غير رسمية مع كيسنجر ويقول له إننا مش عايزين نحارب ومش معانا سلاح وتعبنا من الحرب وشوف لنا حل».
