حسن نصر الله: نحتفظ لأنفسنا بحق الرد على إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين    تحديد أطقم الزمالك والشرطة الكيني في إياب دور ال32 من الكونفدرالية    زراعة الغربية تبحث الاستعدادات للموسم الشتوى    القوات المسلحة تعاون أجهزة الدولة لتنفيذ مبادرة «بداية جديدة»    «القاهرة الإخبارية»: بوريل يريد إزالة ما تفعله إسرائيل في المنطقة    محافظ كفرالشيخ يوجه بالتيسير على المواطنين في إجراءات التصالح على مخلفات البناء    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في انقلاب سيارة على طريق مطروح    مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يُكرم «هاني رمزي» في دورته السابعة    مركز الأزهر للفتوى: نحذر من نشر الشذوذ الجنسى بالمحتويات الترفيهية للأطفال    الأزهر للفتوى الإلكترونية يعلن الإدعاء بمعرفة الغيب يؤدى إلى الإلحاد    رسميا.. موعد صرف معاشات أكتوبر 2024 وطريقة الاستعلام    تقرير يُكشف: ارتفاع درجات الحرارة بريء من تفجيرات " البيجر " والعملية مدبرة    استطلاعات رأي تظهر تعادل هاريس وترامب على المستوى الوطني    محافظ كفر الشيخ: انطلاق فعاليات اليوم الثاني للمبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"    الاستعانة بصديق مصري وحديث الجميع عن الأهلي.. كونراد يعلن التحدي بتجربة الزمالك    رسميًا.. رابط نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 للشعبية العلمية والأدبية (احصل عليها)    بعد خناقة في الشغل.. شاب ينهي حياة زميله طعنا في السلام    "صحة أسوان": لا يوجد بمستشفيات المحافظة حالات تسمم بسبب المياه    فاتورة الدعم فوق الاحتمال.. أول تعليق من رئيس الوزراء على زيادة سعر أنبوبة البوتاجاز (فيديو)    محافظ بني سويف: إزالة 272 حالة بحملات المرحلة الثالثة من الموجة ال23    ميدو عادل وإيهاب فهمي يدعمان أحمد عزمي: صاحب موهبة حقيقية    بينها التمريض.. الحد الأدنى للقبول بالكليات والمعاهد لشهادة معاهد 2024    فحص 794 مريضًا ضمن قافلة "بداية" بحي الكرامة بالعريش    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    فيلم عاشق على قمة شباك تذاكر السينما في مصر.. تعرف على إيراداته    تعاون مصري إماراتي جديد.. الحكومة توافق على اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية    برلماني عن ارتفاع أسعار البوتاجاز: الناس هترجع للحطب والنشارة    فانتازي يلا كورة.. ارتفاع سعر لويس دياز    "الموت قريب ومش عايزين نوصله لرفعت".. حسين الشحات يعلق على أزمتي فتوح والشيبي    توقعات برج الحمل غدًا الجمعة 20 سبتمبر 2024.. نصيحة لتجنب المشكلات العاطفية    أول ظهور لشيرين عبدالوهاب بعد أنباء عن خضوعها للجراحة    «عبداللطيف» يبحث مع أمين «تطوير التعليم» سبل التعاون لتطوير المنظومة    من هن مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب    بنك إنجلترا يبقى على الفائدة عند 5 %    حماس: العدوان لن يجلب للاحتلال ومستوطنيه إلا مزيدا من الخوف والدماء    لبحث المشروعات الجديدة.. وفد أفريقي يزور ميناء الإسكندرية |صور    طقس الساعات المقبلة.. الأرصاد تعلن بدء موجة حارة على جميع المناطق    "ناجحة على النت وراسبة في ملفات المدرسة".. مأساة "سندس" مع نتيجة الثانوية العامة بسوهاج- فيديو وصور    حزب الله: هاجمنا بمسيرات انقضاضية تمركزا لمدفعية الاحتلال    أبرز تصريحات الشاب خالد ف«بيت السعد»    "بيوصل خمور لأمها وعاشرها مرة برضاها".. مفاجأة في اعترافات مغتصب سودانية بالجيزة    خبير سياسي: العدوان الإسرائيلي على لبنان اختراق استخباراتي وليس هجمة سيبرانية    مركز الأزهر: اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها افتراء وتدليس    "بداية جديدة".. تعاون بين 3 وزارات لتوفير حضانات بقرى «حياة كريمة»    بقيت ترند وبحب الحاجات دي.. أبرز تصريحات صلاح التيجاني بعد أزمته الأخيرة    انتشار متحور كورونا الجديد "إكس إي سي" يثير قلقًا عالميًا    جامعة الأزهر تشارك في المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    محافظ الإسكندرية يتابع المخطط الاستراتيجي لشبكة الطرق    حزب الله يهاجم تمركزا لمدفعية إسرائيلية في بيت هيلل ويحقق إصابات مباشرة    إخماد حريق نتيجة انفجار أسطوانة غاز داخل مصنع فى العياط    «لو مش هتلعبهم خرجهم إعارة».. رسالة خاصة من شوبير ل كولر بسبب ثنائي الأهلي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفا على موناكو وآرسنال يواجه أتالانتا    «الرقابة الصحية»: نجاح 11 منشأة طبية جديدة في الحصول على اعتماد «GAHAR»    مأساة عروس بحر البقر.. "نورهان" "لبست الكفن ليلة الحنة"    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    لو عاوز تمشيني أنا موافق.. جلسة حاسمة بين جوميز وصفقة الزمالك الجديدة    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جلسة استماع ب«الكونجرس» لهندسة نظام جديد بالشرق الأوسط (1-2)
نشر في المصري اليوم يوم 06 - 10 - 2022

خلال الأيام القليلة الماضية، عقدت اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكافحة الإرهاب بمجلس النواب الأمريكى جلسة استماع خاصة لكبار الخبراء بواشنطن فى شؤون الشرق الأوسط، بعنوان «دراسة اهتمام الولايات المتحدة بالتعاون الأمنى الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الفرص والعقبات والأهداف».
جلسة الكونجرس التى شاركت بها «المصرى اليوم» ورصدتها من داخل «الكابيتول هيل»، أجمع خلالها الخبراء وأعضاء اللجنة المنخرطون فى علاقات الولايات المتحدة مع دول الشرق الأوسط على التغيير الكبير الذى يشهده الإقليم مؤخرا.
وأشاروا خلال الجلسة إلى النظام الإقليمى الجديد الذى بدأت تتشكل معالمه بتأسيس منتدى النقب الإقليمى بمشاركة الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل والبحرين والمغرب والإمارات العربية المتحدة، وانضمام إسرائيل إلى نطاق عمل المنطقة المركزية العسكرية الأمريكية، بعد أن كانت ضمن نطاق المنطقة العسكرية الأوروبية.
كما تم الكشف خلال الجلسة عن مشروع قانون أمريكى يعمل على تعزيز التعاون الإقليمى بين الدول العربية وإسرائيل، يتم الإعداد له حاليا، كما تناولت الجلسة عدة اقتراحات لتأسيس منظمة إقليمية تضطلع بالمهام الأمنية الجديدة بالمنطقة لمواجهة التهديدات المتزايدة، وعلى رأسها «إيران النووية»، على غرار نموذج رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، أو منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا.
«المصرى اليوم» رصدت أهم ما دار فى الجلسة عبر متابعة فعاليتها التى استمرت قرابة ثلاث ساعات تقريبا فى قاعة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى.
* افتتاح الجلسة بالهجوم على إيران وأنشطتها الإرهابية
فى بداية الجلسة، افتتح تيد دوتش، رئيس الجلسة، رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكافحة الإرهاب بمجلس النواب الأمريكى، الجلسة بالتأكيد على التغيرات الإقليمية الكبيرة التى يشهدها الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه منذ التوقيع على اتفاقيات إبراهام برعاية الولايات المتحدة فى سبتمبر 2020، والمنطقة تشهد تغيرات ديناميكية، قائلا: «هناك تأثير لا يصدق ومتعاقب على المنطقة وعلى علاقات إسرائيل مع جيرانها».
وأضاف دوتش- وهو ديمقراطى من ولاية فلوريدا- أن اتفاقيات إبراهام أنشأت العديد من الروابط الأمنية بين أعداء الأمس، ومهدت الطريق لشراكات كاملة فى القضايا المتعلقة بالأمن والأعمال والبيئة والابتكار والسياحة.. وغير ذلك الكثير، مشيرا إلى استمرار أهمية مصر والأردن لعملية السلام بين العرب وإسرائيل، حيث اعترفت مصر والأردن رسميًا بإسرائيل فى عامى 1979 و1994، منبها إلى أنه لا تزال مصر والأردن شريكتين مهمتين للولايات المتحدة وإسرائيل، وهما دولتان حيويتان لأمن وازدهار المنطقة بأكملها، وهناك التزام بمواصلة تعزيز هذه العلاقات الجديدة من أجل الصالح العام للمنطقة.
وتابع دوتش إن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ملتزمة بالسعى إلى اتفاقيات سلام جديدة، لافتا إلى دعم الديمقراطيين والجمهوريين لمثل هذه الجهود، كما تم دعم جهود إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الحزبين بالكونجرس عند توقيع اتفاقية السلام الإبراهيمى قبل عامين.
وشدد رئيس لجنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكافحة الإرهاب بمجلس النواب الأمريكى على أن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية ليس بديلًا عن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف أن العلاقات الجديدة تمثل فرصة للعمل مع الشركاء الإقليميين لتعزيز الاقتصاد الفلسطينى ومواصلة الاستثمار فى العلاقات بين الشعوب والتى تساعد على كسر الحواجز وخلق مسارات للسلام الدائم، كما أنه من الواضح أن العلاقات المعززة بين العرب وإسرائيل أدت إلى حقبة جديدة من الفرص للتعاون الأمنى الإقليمى، خاصة أن الولايات المتحدة وإسرائيل وشركاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط يشتركون فى خَصم مشترك هو إيران.
وقال دوتش: «إن إيران أوضحت نواياها لزعزعة استقرار المنطقة ومحاولة محو إسرائيل من الخريطة، كما أنها رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم لنسبة 60%، وهو ما يؤكد نيتها امتلاك أسلحة نووية»، مشيرا إلى التزام إدارة بايدن بإعلان القدس، وبعدم السماح لإيران مطلقًا بامتلاك سلاح نووى واستخدام جميع عناصر قوتنا الوطنية لضمان تلك النتيجة.
وتابع: إيران لا تزال أكبر دولة راعية للإرهاب فى العالم، وتواصل دعم الجماعات الإرهابية بالوكالة فى جميع أنحاء المنطقة، وتلك الجماعات الإرهابية كانت مسؤولة عن تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية والسفارة الأمريكية فى لبنان، واعتداءات السفارة الإسرائيلية والمركز اليهودى فى الأرجنتين، فضلا عن قذائف الصواريخ الإيرانية فى غزة التى قتلت عددًا لا يحصى من المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين والعديد من الهجمات الإرهابية الأخرى التى لا يمكن حصرها، كما أنها زودت حزب الله بأكثر من 150 ألف صاروخ فى جنوب لبنان، كلها موجهة إلى إسرائيل.. وعلاوة على ذلك، ينتهك النظام الإيرانى حقوق الإنسان لمواطنيه ويواصل اعتقال الأمريكيين ظلمًا لتحقيق مكاسب سياسية.
وشدد دوتش على أنه يجب إرسال رسالة واضحة إلى النظام فى طهران مفادها «أن ممارسته اعتقال الأمريكيين ظلمًا لأغراض سياسية أمر غير مقبول، وأن النظام سيحاسب ويعاقب على هذا السلوك غير القانونى والهمجى»، قائلا: «يجب على إيران الإفراج الفورى عن جميع المعتقلين الحاليين، ويجب أن تجد الأصول الإيرانية المجمدة طريقا إلى المحاكم الأمريكية لتعويض الضحايا وعائلاتهم بشكل مناسب، ويجب أن تعوض الأصول الإيرانية ضحايا الإرهاب الذى يرعاه النظام الإيرانى».
وأشار دوتش إلى أن الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى يخضع لعقوبات أمريكية، لتورطه فى القتل الممنهج عام 1988 لآلاف السجناء السياسيين فى إيران وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
ونبه دوتش إلى أن الكونجرس سوف يقوم بمراجعة أى صفقة محتملة مع إيران، داعيا المفاوض الأمريكى إلى الحرص على الإجابة عن ثلاثة أسئلة أساسية عند التفاوض مع الإيرانيين، وهى:
أولًا، إذا تم التوصل إلى اتفاق نووى الآن، هل تعالج هذه الصفقة الجوانب الأخرى من سلوك إيران الخبيث فى المنطقة ولا تسمح لها بامتلاك قنبلة نووية؟
ثانيًا، بشكل عام، هل ستسمح الصفقة بتدفق مليارات الدولارات مباشرة إلى الحرس الثورى الإيرانى لاستخدامها فى هجمات أكبر وأكثر فتكًا ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل أو شركائنا فى المنطقة؟
ثالثا، اليوم تمتلك إيران الكثير من اليورانيوم المخصب، فما خطة واشنطن وحلفائها لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية مع أو دون اتفاق؟، منبها إلى ضرورة أن يعتمد دعم أى صفقة مستقبلية مع إيران كحد أدنى على إجابات مرضية عن هذه الأسئلة الثلاثة المفتوحة.
* جو ويلسون يدعو لتعزيز التعاون الأمنى بين واشنطن وحلفائها
أوضح جو ويلسون، عضو اللجنة البرلمانية بمجلس النواب- وهو جمهورى من ولاية ساوث كارولينا- أن التعاون الأمنى بين الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين فى الشرق الأوسط أمر بالغ الأهمية لمواجهة التحديات الناشئة فى المنطقة وخارجها، مشيرا إلى أن علاقات السلام الطبيعية بين إسرائيل وجيرانها العرب أمر ضرورى من أجل تحقيق الأهداف المشتركة ومواجهة الأنشطة الخبيثة والمتطرفة.
وأكد ويلسون أنه منذ توقيع اتفاقيات إبراهام التاريخية قبل عامين، شهدت المنطقة تقدمًا غير مسبوق فى العلاقات العربية الإسرائيلية، حتى مع الدول التى لا ترتبط بمعاهدة سلام رسميا مع إسرائيل، والتى أبدت استعدادًا متزايدًا للتعاون الإقليمى لمعالجة المخاوف الأمنية المشتركة فى المنطقة، لافتا إلى أن مواجهة النظام الإرهابى فى طهران تظل أولوية قصوى لكل من إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة العرب.
وأشار ويلسون إلى أن برنامج الصواريخ البالستية والطائرات دون طيار التابعة للنظام الإيرانى تشكل تهديدا مباشرا للسلام فى المنطقة، محذرا من أن أى تخفيف للعقوبات الأمريكية تجاه طهران قد يمكّن الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران من تعزيز قدراتها لإحداث الفوضى فى المنطقة.
وأوضح أن قائمة الإرهابيين والقتلة التى تدعمهم طهران طويلة، سواء حزب الله فى لبنان، أو المتمردين الحوثيين فى اليمن، أو نظام الأسد القاتل فى سوريا.. ومؤخرا، قدمت طهران طائرات مسيرة إلى حليفها بوتين فى أوكرانيا، حيث يتم استهداف مواطنين أوكرانيين بهذه الأسلحة الإيرانية.
وأشار ويلسون كذلك إلى ضم إسرائيل إلى القيادة المركزية الأمريكية، وتنظيم مناورات مشتركة بين الولايات المتحدة وشركائها العرب، بمن فى ذلك الإسرائيليون، لزيادة قابلية الدول العربية الحليفة وإسرائيل لردع إيران، وتسهيل زيادة الاتصالات فى حالة حدوث عمل عدوانى من النظام الإيرانى سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائه.
وكشف ويلسون عن عمله حاليًا على مشروع قانون لتوسيع التعاون الإقليمى فى الشرق الأوسط والتكامل بين الدول العربية وإسرائيل، موضحا أن مثل هذا القانون سوف يبنى على الجهود السابقة التى تكللت باتفاقيات إبراهام التاريخية قبل عامين، كما أنه سيضع الإطار للاتجاهات المتنامية فى المنطقة لتشكيل روابط مفيدة للبحث والتطوير وجهود مكافحة التطرف والتعاون الأمنى بين إسرائيل وجيرانها العرب، مشددا على أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأكثر أمانًا وازدهارًا سوف تعود بالنفع على الجميع.
* براد شيرمان: رفع العقوبات عن إيران يخدم الصين وروسيا
النائب براد شيرمان، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى- وهو جمهورى من كاليفورنيا- أشار إلى إمكانية استفادة خصوم الولايات المتحدة سواء الصين أو كوريا الشمالية بشكل غير مباشر من رفع العقوبات على إيران فى حال وجود اتفاق نووى جديد مع طهران، مرجحا أن يذهب ما بين 6 و7 مليارات دولار إلى خصوم الولايات المتحدة فى الصين أو روسيا بعد رفع العقوبات عن النظام الإيرانى فى حال التوصل إلى اتفاق نووى.
وقال زميل المجلس الأطلسى السفير دانيال شابيرو، السفير الأمريكى السابق فى إسرائيل، أول الخبراء المتحدثين فى جلسة الاستماع، والذى تم استدعاؤه لتقديم إفادته إلى اللجنة البرلمانية، إنه خلال السنوات ال 72 الأولى من إعلان دولة إسرائيل، كان رفض الدول العربية الاعتراف بها أو تطبيع العلاقات هو الوضع العام للأمور فى الشرق الأوسط، وتم اختراق هذا الوضع بشكل مهم من مصر فى عام 1979 ثم الأردن فى عام 1994، وهما دولتان على حدود إسرائيل، وخاضتا حروبًا عديدة معها، وبالرغم من أهمية اتفاقيات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن، إلا أنه لم تنتج علاقات تجارية أو علاقات شعبية كبيرة، واعتبر جميع الدول العربية الأخرى، حتى أولئك الذين أجروا حوارات أمنية هادئة مع إسرائيل، العلاقات الطبيعية بمثابة جسر بعيد جدًا.
وتابع أن التغيير المتمثل فى اتفاقيات إبراهام التى وقعتها إسرائيل والإمارات والبحرين، واتفاقيات التطبيع الأخرى الموقعة مع المغرب والسودان فى عام 2020، فتحت الباب أمام شرق أوسط مختلف نوعيًا، حيث للمرة الأولى تتميز هذه العلاقات الجديدة بالدفء العام، والاتصالات المتكررة عالية المستوى، والتشجيع الرسمى لتوسيع وتعميق العلاقات الثنائية من خلال الأعمال التجارية والتعليم والتكنولوجيا والمشاركة الثقافية، بالإضافة إلى التعاون الأمنى لمعالجة التهديدات المشتركة، حيث وقع كل من المغرب والبحرين اتفاقيات أمنية مع إسرائيل، ويسمح انضمام إسرائيل إلى القيادة المركزية الأمريكية بتمارين وتخطيط وتبادل أكثر انتظامًا وأكثر كثافة.
وأشار السفير الأمريكى السابق فى إسرائيل إلى أن الشرق الأوسط الجديد يرتكز إلى خمس نقاط رئيسية:
أولا: ليس هناك عودة للخلف، فالدول التى قامت بعقد اتفاقيات سلام بالفعل مع إسرائيل يرون فرصًا للتعاون بشكل أكبر مع إسرائيل للتعامل مع الخصوم المشتركين مثل إيران والجماعات الإرهابية المتطرفة، وللوصول إلى التكنولوجيا الإسرائيلية والاستفادة من الخبرات الإسرائيلية فى قطاعات رئيسية مثل: الصحة والتعليم والطاقة والسياحة والزراعة والمياه والغذاء والأمن. وتابع أن هذه التحركات لا تمثل فقط انعكاسًا دراماتيكيًا للرفض العربى التقليدى لإسرائيل على مدى عقود، ولكنها تمثل انقلابا مباشرا للنهج العربى المتمثل فى مبادرة السلام العربية لعام 2002، وقد وضعت هذه المبادرة تسلسلًا محددًا: 1- حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، و2- التطبيع مع إسرائيل، لكن اتفاقيات إبراهام واتفاقيات التطبيع الأخرى تقلب هذا التسلسل، إلا أن هذا لا يعنى أن الإمارات والبحرين والمغرب والسودان لم تعد تهتم بالفلسطينيين أو بتحقيق حل الدولتين. وفى الواقع، أوضحت الإمارات أن التطبيع لا يمكن أن يستمر إذا قررت إسرائيل ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.
ثانيا: مواجهة روسيا.. لا شك أن الأولوية المهيمنة على جدول الأعمال الدولى اليوم هى غزو روسيا لأوكرانيا. وفى الحقيقة لا تقتصر مواجهة النفوذ الروسى على معارضة عدوانها فى أوروبا الشرقية فحسب، بل تشمل ساحات أخرى تنشط فيها روسيا، مثل الشرق الأوسط، بالنظر إلى دور موسكو النشط فى سوريا وليبيا ومناطق الصراع الإقليمية الأخرى، الأمر الذى انعكس على تردد دول الشرق الأوسط إبان الأيام الأولى للغزو الروسى لأوكرانيا، فى تأييد قرار إدانة للعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا سواء فى مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما جاءت الرسائل الإسرائيلية مشوشة حول إدانة الغزو.
وأوضح أنه من المؤكد أن الضعف الذى سوف يصيب الجيش الروسى فى أوكرانيا وانهيار اقتصادها تحت وطأة العقوبات الساحقة، وهو نتيجة مرجحة جدًا، سيجعل العديد من الدول فى الشرق الأوسط تدرك أنها لا تحتاج إلى موازنة علاقاتها بين الولايات المتحدة وروسيا الضعيفة.
ثالثا: مواجهة الصين.. إذ تعد المنافسة الاستراتيجية مع الصين أحد الموضوعات المهيمنة على إدارة بايدن منذ اليوم الأول، وبالنظر إلى القوة الاقتصادية للصين والطموحات المتزايدة لبكين للتأثير خارج منطقة المحيطين الهندى والهادئ، يجب على الولايات المتحدة الحذر من ميل تحالف شركائها فى الشرق الأوسط إلى الانجراف إلى الشرق، ويجب على الإدارة الأمريكية الحذر من الاستثمارات الصينية فى البنية التحتية لدول المنطقة، ووصول بكين إلى التقنيات الإسرائيلية الحساسة، والحذر من مفاوضات الصين مع بعض الدول لإنشاء قواعد عسكرية فى المنطقة.
وكما هو الحال مع روسيا، يجب على شركاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط أن يفهموا أن علاقاتهم الثنائية مع الصين يجب ألا تتم بطريقة تضر بمصالح الولايات المتحدة.. ويجب على الولايات المتحدة بدورها أن تؤكد التزاماتها الخاصة بمعالجة المخاوف الأمنية المشروعة لشركائها بالتأكيد على أن الصين لن تتولى مثل هذه الأدوار، فضلا عن استكشاف بدائل للاستثمارات والأسواق الصينية للتكنولوجيا التى تحتوى على مخاطر أمنية.
رابعا: إيران.. إن هناك مصلحة أمريكية مهمة أخرى يعززها السلام، وهى الحاجة إلى مواجهة نفوذ إيران الخبيث وعدوانها فى المنطقة، فبالرغم من أنه لا يزال من غير الواضح فى الوقت الحالى ما إذا كانت إيران والولايات المتحدة ستتوصلان إلى اتفاق بشأن العودة إلى الاتفاق النووى، المعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة» (JCPOA).. ولكن بغض النظر عن الطريقة التى ستنتهى بها تلك المفاوضات، لا يمكن أن يكون هناك شك فى أن إيران ستستمر فى تهديد شركاء الولايات المتحدة ومصالحها فى الشرق الأوسط - إما كدولة عتبة نووية فى حالة عدم وجود صفقة، أو من خلال دعم الوكلاء الإرهابيين، أو العدوان من قبل قواتها الخاصة وتوسيع برامج الصواريخ البالستية والأنظمة الجوية دون طيار، مع أو دون صفقة، ولكن مع عائدات إضافية من تخفيف العقوبات إذا تم التوصل إلى اتفاق.
خامسًا: الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى.. يجب على الولايات المتحدة أن تعتمد على توسيع السلام كمصدر إيجابى، من أجل الحفاظ على حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، ولا توجد احتمالات فورية لأى اختراقات فى هذا الصراع، حتى مع تركيز التعاون الإسرائيلى الفلسطينى والمساعدة الأمريكية على تحسين الظروف لجميع الأطراف وتجنب تفشى الإرهاب والعنف.
ومهما كانت الإحباطات التى قد يشعر بها القادة العرب تجاه القيادة الفلسطينية الحالية، يظل هذا العامل مصدر حساسية لمصر والأردن، وبالتأكيد لعدد من الدول التى لم تطبِّع العلاقات مع إسرائيل بعد، وبالإضافة إلى الاهتمام الذى يشاركونه مع الولايات المتحدة فى رؤية الفلسطينيين يحققون الاستقلال وتقرير المصير فى دولة خاصة بهم، فإن الوفاء النهائى بوعد التطبيع من المرجح أن يتحقق بالتوازى مع التقدم نحو السلام الإسرائيلى الفلسطينى.
وأضاف السفير الأمريكى السابق فى إسرائيل أن التكامل الإقليمى الحقيقى يتطلب التفكير على نطاق واسع وطويل المدى فى الشكل الذى يمكن أن يبدو عليه الهيكل الإقليمى متعدد الأطراف، مضيفا أن هناك العديد من النماذج التى يمكن الاستفادة منها، مثل: G7 أو ASEAN أو الاتحاد الأوروبى أو الاتحاد الإفريقى ومنظمة الدول الأمريكية.
وأوضح أن منتدى النقب يمكن أن يكون ركيزة منظمة إقليمية يستند إليها النظام الإقليمى، ومع فرص الاجتماعات المتكررة لوزراء خارجية مجموعة دول منتدى النقب، وبمرور الوقت، يجب أن يكون الهدف هو ترتيب اجتماعات قمة لرؤساء الدول، والحكومات أيضًا، الأمر الذى يمكّن كبار القادة من اتخاذ قرارات والتزامات سياسية واسعة النطاق، ولذلك يجب أن يكون أحد أهداف الولايات المتحدة وشركائها الإسرائيليين والعرب هو بدء اجتماعات منتظمة (ربما نصف سنوية) لوزراء الطاقة والصحة والتجارة والتعليم والسياحة والمياه والزراعة والدفاع لدول منتدى النقب، حيث يمكن لمنتدى النقب فى عملية لاحقة أن ينضج ليصبح منظمة إقليمية تعمل على مدار العام، ويمكن دعوة البلدان خارج المنطقة، بما فى ذلك شركاء الولايات المتحدة فى أوروبا وآسيا لحضور الاجتماعات كمراقبين.. وبمرور الوقت، إقامة شراكات مع التجمع الإقليمى، حيث يمكن توسيع المشاركة الدولية لدعم السلام من خلال تشجيع شركاء الولايات المتحدة الأوروبيين واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، وغيرهم على اتخاذ خطوات واضحة - كما فعلت الهند - لإظهار الدعم لتوسيع إضافى للتطبيع وترسيخ التحالف الإقليمى الناشئ بقوة فى معسكر الولايات المتحدة وشركائها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.