مع تصاعد موجة الاحتجاجات التي اندلعت في عدة مدن إيرانية، عقب مقتل الفتاة مهسا أميني، إثر احتجازها من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية، أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل 35 شخصا، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى مقتل ما لا يقل عن 50 متظاهرا. شرارة الاحتجاجات بدات الواقعة بإلقاء القبض علي الفتاة مهسا أميني، 22 عاما من كردستان الأسبوع الماضي خلال زيارة إلى طهران بتهمة انتهاك قانون الحجاب، حيث ألقت شرطة الأخلاق، وحدة الشرطة المكلفة بفرض قواعد اللباس الصارمة على النساء بما في ذلك الحجاب، الذي دخل القانون حيز التنفيذ عام 1981 على الفتاة، وفق «فرانس برس». وبعد 3 أيام على احتجازها، أصدرت قوات الأمن الإيرانية بيانا تقول فيه إن مهسا أميني انهارت جراء أزمة قلبية بمركز الاحتجاز بينما كانت تتلقى تدريبا على أحكام الحجاب، وقال التلفزيون الإيراني الرسمي عن مهسا: «للأسف ماتت وتم نقل جثتها إلى معهد الطب الشرعي». في المقابل عارضت عائلة الفتاة هذا الادعاء، قائلة: إنها كانت بصحة جيدة قبل اعتقالها، ولم يتضح ما الذي حدث في الفترة بين وصولها إلى مركز الشرطة ثم نقلها إلى المستشفى، بينما أفادت قناة «تصوير 1500» التي تراقب الانتهاكات في إيران أن الشابة تلقت ضربة على رأسها، بحسب تقارير إخبارية إيرانية. وبموجب دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي فرض بعد ثورة 1979، فإن النساء ملزمات بتغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، فيما تواجه المخالفات الغرامة والحبس. وفاة الفتاة أشعلت احتجاجات غاضبة في مدن إيرانية رئيسية بينها العاصمة طهران، لتمتد الاحتجاجات إلى معظم أقاليم إيران البالغ عددها 31 إقليما، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى في مواجهات مع قوات الأمن بحسب الإعلام الإيراني الرسمي. في مقابل الاحتجاجات على وفاة أميني، انطلقت أيضا مسيرات مؤيدة للحكومة الإيرانية بعدة مدن، أمس، حيث طالب متظاهرون بإعدام المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وفي تقرير لوكالة «رويترز»، أفاد بأن الاحتجاجات أحدثت هزة عنيفة في النظام الإيراني، مستدلا بأعداد المحتجين على رغبة الناس في تغيير النظام وتأسيس دولة ديمقراطية. وقالت منظمة العفو الدولية: «يجب التحقيق جنائيا في الظروف التي أدت إلى الوفاة المشبوهة للشابة أميني البالغة 22 عاما، والتي تشمل مزاعم التعذيب وغيرها من أشكال سوء المعاملة خلال الاحتجاز». وأضافت أن ما يسمى ب شرطة الأخلاق في طهران اعتقلتها تعسفيا قبل ثلاثة أيام من وفاتها أثناء تطبيق قوانين الحجاب الإجباري المسيئة والمهينة والتمييزية في البلاد ويجب أن يواجه جميع العملاء والمسؤولين المتورطين العدالة. يشار إلى أن المظاهرات استقطبت اهتماما دوليا في ظل الضغوط المتزايدة على إيران وتحميلها مسؤولية إفشال اتفاق حول إحياء خطة العمل المشتركة بشأن البرنامج النووي.
