قال عضو مجلس الدولة الاستشاري الليبي، سعد بن شرادة، إن تعيين مبعوث أممي من القارة الإفريقية يؤكد أنه لن يكون قادرا على حل الأزمة بمفرده، في ظل حالة الصراع والتنافس الدولي على ليبيا. وقال بن شرادة، في تصريحات إعلامية، إن المبعوث الأممي الجديد، عبدالله باثيلي، إلى ليبيا يواجه نفس تحديات المبعوثين السابقين، مشيرا إلى أن «التحدي الأكبر في ليبيا أمام أي مبعوث أممي هو تدخل الدول في الشأن الليبي مع صراع دولي وإقليمي على ليبيا». وأشا إلى أن تعيين باثيلي لا يصب في صالح أمريكا، حيث خرج المبعوث الأسبق إلى ليبيا، جوناثان وينر، بتصريحات مفادها أن باثيلي ليس الأمثل لتولي مهمة بعثة الأمم التحدة للدعم في ليبيا كونه ليس مختصًا في الشأن الليبي ولا حتى خبيراً في شمال أفريقيا، وإنما أمضى حياته المهنية بشكل أساسي في العمل على صراعات جنوب الصحراء بالقارة. وترى مصادر، لوكالة الأنباء الليبية، أن المجتمع الدولي وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، لا يزالون يعملون في ليبيا لا من أجل تحقيق مطالب الشعب الليبي، وضمان إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة، بل على العكس تمامًا فإنهم مستفيدون من حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي في البلاد منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. وقال عضو التكتل المدني الديمقراطي يونس فنوش، إن المجتمع الدولي وبعثة الأممالمتحدة وجميع مندوبيها في ليبيا لم يعملوا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد بل استمروا في التدخل والتلاعب بالشأن الداخلي الليبي إلى إن وصل الحال في البلاد إلى ما هو عليه اليوم. وأضاف فنوش أن حل الأزمة الليبية لابد أن يكون ليبيا بحت كون المجتمع الدولي مُستفيد من الفساد والفوضى في البلاد، وأهدافهم هي نهب ثروات الشعب الليبي من مؤانئ بحرية وغاز ونفط، مشددا على ضرورة أن تجتمع جميع أطراف النزاع الليبي والجلوس إلى طاولة الحوار دون أي تواجد أجنبي والتوصل إلى حل سياسي سلمي يخدم مصالح الشعب الليبي في المقام الأول. وذكر أن بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لها دور كبير في زيادة الأزمة السياسية في البلاد، وبالأخص في الفترة التي ترأست فيها البعثة الأمريكية ستيفاني ويليامز، وبعد انتهاء فترة خدمتها في ليبيا تم تعيين السنغالي عبدالله باثيلي خلفاً لها بعدما فشل الجانب الأمريكي في التمديد لويليامز لفترة أخرى. من جانبه، قال الخبير والمحلل السياسي الليبي، أحمد الفيتوري، إن المجتمع الدولي لا يهمه أمر الشعب الليبي كثيراً، وعلى استعداد لفعل المستحيل فقط لضمان استمرار الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد، مشيرا إلى قرار مجلس الشيوخ الإيطالي بالتصديق على قانون جديد يمنح المخابرات الإيطالية حرية تنفيذ مهام سرية في ليبيا. واعتبره الفيتوري أنه قانون الهدف منه تفعيل عمل المخابرات الإيطالية في ليبيا في ظل عدم وجود حكومة موحدة في البلاد، وبالتبعية ستبدأ جميع الدول الطامعة في خيرات الأراضي الليبية لتنفيذ مهام سرية في ليبيا وتتحول البلاد إلى ساحة للحرب بالوكالة بين أجهزة الاستخبارات.
