ألقى فضيلة الشيخ حسن عبدالبصير، وكيل وزارة الأوقاف بمطروح، كلمة تحت عنوان «الهجرة النبوية ترسي مبادئ النجاح»، وذلك في المائدة المستديرة التي حضرها عدد غفير من الطلاب بالمراحل المختلفة، ودعت لها مكتبة مصر العامة بمطروح، لتناول الحديث عن مبادئ النجاح وأسبابه كدرس من دروس الهجرة المباركة. وبين عبدالبصير كيف خطط النبي للهجرة المباركة وكيف استغل طاقات الأمة من رجال كأبي بكر رضي الله عنه الذي اختاره لصحبته، ونساء كأسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنها، التي كانت تحمل الطعام لرسول الله، وشباب كعبدالله بن أبي بكر الذي كان ينقل أخبار قريش للنبي، وحتى الخادم كان له دور كبير كعامر بن أبي فهيرة الذي كان يمحو أثر أقدام أسماء وأخيها عبدالله، وامتد استغلال الطاقات ليشمل المسلم وغير المسلم فهذا عبدالله بن أريقط يختاره الرسول دليلا رغم كفره. وهنا يأتي السبب الثاني للنجاح وهو الخداع الاستراتيجي فالرسول بدل أن يتجه شمالا ناحية المدينة يتجه جنوبا ناحية اليمن ويستغل رجلت مشركت دليلا يقود ناقتين ليركبهما رسول الله وصحبه، لأن المشركين ما كانوا ليشكوا بهذا الرجل ولو كان مكانه مسلم لكان أدعى للشك والريبة. والسبب الثالث للنجاح: هو الإرادة والعزيمة فقد كان النبي وصاحبه في العقد السادس من العمر وفي غار ثور مكثا ثلاثة أيام بلياليهما في مكان لا يتسع لرجل واقفا ولا يتسع له نائما مع أرضية صماء ومع هذا يمكث التي وصاحبه في هذا الغار ثلاثة أيام بعزيمة الرجال وقوة أصحاب الحق. رابعا حسن الظن والتوكل على الله والذي ذكره القرآن الكريم من رد النبي الكريم على صاحبه حينما قال يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ 0للَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ 0لَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِىَ 0ثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى 0لْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ 0للَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ 0للَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٍۢ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ 0لَّذِينَ كَفَرُواْ 0لسُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ 0للَّهِ هِىَ 0لْعُلْيَا ۗ وَ0للَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ). وبادر الطلبة بعدة أسئلة حول الخوف من الفشل، فأجاب عبد البصير، أن الفشل تجربة في الحياة وليس نهاية الحياة، وأن الإرادة معناها العزم على النجاح وتكرار المحاولات لتحقيقه.
