كان الطفل صاحب ال17 عامًا، وحيدًا أمام منزله فى انتظار والديه، حين استدرجه جاره الشاب العشرينى، بقوله: «قاعد ليه لوحدك؟.. تعال نطلع عندك الشقة»، ليعطيه الطفل المفاتيح ويصعدا معًا، فإذا بالجار يعتدى عليه ويستولى على 25 ألف جنيه. المجنى عليه من ذوى الهمم، وأثارت واقعة التعدى عليه مشاعر حزن بين جيرانه بمنطقة المقطم فى القاهرة، يحكى والده والدموع تسبق كلامه: «إديته فلوس ونزلت على شغلى، ووالدته كانت بتجيب طلبات البيت من السوق، وابنى قعد قدام البيت فى انتظارنا يشم هوا، وجارنا استغل قعدته لوحده، واصطحبه لشقتنا وعمل به ما لم نستطع ذكره، دون شفقة أو رحمة، وسرق فلوس من الدولاب». عاد الأب إلى شقته واكتشف الواقعة: «رجعت من شغلى، عثرت على آثار بعثرة بالدولاب داخل حجرة نومى، سألت ابنى: يا حبيبى إنت وقّعت الهدوم على الأرض؟.. أجاب: لأ يا بابا.. ومفيش حد من إخواتى»، يكمل: «هدأت من روع ابنى ورويدًا رويدًا حكى لى أن جارنا حضر معه للشقة». الشك دخل بقلب والد الطفل «خلعت هدوم ابنى، شاهدت آثار التعدى عليه، قلت اللى توقعته حصل»، حزينًا يتابع حديثه: «قلت الجار عمره ما هيجى هنا علشان خير، لأننا متخانقين معاه من 4 سنوات، بسبب العيال الصغيرة، وهو ترك شقته وسكن بأخرى جنبنا». أمسك الأب أعصابه، وقبل أن يتوجه إلى قسم الشرطة بالصغير اكتشف سرقة فلوس مكافأة نهاية عمله، قال «يا ريت كان سرق وخلاص، ولا كان اعتدى على ابنى، دا كان خايف يحكى لأن الجار هدده: لو اتكملت الناس كلها هتعرف فضيحتك)، كأنه عاوز يكسرنا كلنا ويذلنا». الأب احتضن الابن، ليطمئنه: «يا ابنى إحنا بلدنا كلها قانون وعدالة»، يشرح: «بمجرد وصولى للقسم وتحرير محضر، الضباط قبضوا على المتهم»، يؤكد: «الطب الشرعى كشف على الولد، وتبين وجود آثار اعتداء عليه، ونتيجة التحاليل هتطلع قريب، وهترسل للنيابة العامة». الحالة النفسية للمجنى عليه ساءت بعد واقعة التعدى عليه، حسبما يقول والده: «مش عاوز يشوف ناس، وخايف من كل حد يتكلم معاه، ونطق بالعافية قدام وكيل النيابة، ولمّا شرح له التفاصيل بكى بكاءً هز مشاعر الجميع، كان يخلى الحجر ينطق». «عمل لنا مصيبة فى الأيام المفترجة، مش عارفين ندوق طعم الطعام والفرح.. حاسس إنى اتكسرت».. قالها الأب، وهو ينظر إلى ابنه: «مش عاوز يروح المدرسة تانى، ولا يقابل أصحابه، وأنا خايف عليه قوى ولا أطالب سوى بحق ربنا، وتوقيع أقصى عقوبة على المتهم، اللى مرحمش طفل لديه ظروف خاصة». الجيران بالمنطقة قالوا إنّ المتهم ويعمل «مبيض محارة»، يفرض سيطرته على الأهالى: «عامل نفسه حبيشه علينا، ودائمًا يعتدى على الأطفال بالضرب»، فيما أبدوا مشاعر حب تجاه المجنى عليه وأفراد أسرته: «عمرنا ما سمعنا عنهم حاجة وحشة، دول ناس فى حالهم، والضحية كلنا بنحبه علشان ظروفه وإعاقته». النيابة العامة باشرت التحقيقات واستعجلت تقرير الطب الشرعى بشأن أسباب الإصابات التى وجدت بجسد المجنى عليه، وكذا تحريات أجهزة الأمن لكشف ملابسات الواقعة.