دمار كارثى شرق أوكرانيا بسبب الهجمات الروسية

كثفت قوات الجيش الروسى، أمس، من استهداف مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، بهدف السيطرة على أراضى إقليم دونباس شرقى أوكرانيا، وألحق الجيش الروسى «دمارا كارثيا» بمدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك فى دونباس.
ووصف الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الهجمات الروسية فى دونباس بالوحشية، مشيرا إلى أن الجيش الأوكرانى يخوض معارك صعبة فى مدينتى ليسيشانسك وسيفيرودونيتسك.
وتحدث حاكم منطقة لوجانسك سيرجى جايداى عن معارك متواصلة تدور فى المنطقة الصناعية فى سيفيرودونتسك ووقوع دمار كارثى فى ليسيتشانسك، مشيراً إلى أن «الساعات الأربع والعشرين الماضية كانت عصيبة» بالنسبة للقوات الأوكرانية، فى حين لا يزال حوالى ألف شخص من المدنيين يتواجدون فى ملاجئ مصنع «آزوت» بمدينة سيفيرودونيتسك بجمهورية لوجانسك الشعبية الانفصالية. وأفاد مراسل وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، بأن 9 عسكريين من الاحتياط بالجيش الأوكرانى، سلموا سلاحهم واستسلموا دون مقاومة، بالقرب من سيروتينو فى ضواحى سيفيرودونيتسك.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن القوات الأوكرانية استخدمت، الأسبوع الماضى، لأول مرة صواريخ هاربون المضادة للسفن التى تبرع بها الغرب، ونجحت فى استهداف زورق «فاسيلى بيخ» الروسى، الذى كان ينقل أسلحة وأفرادُا إلى جزيرة فى شمال غربى البحر الأسود، بينما أعلن حاكم خاركيف مقتل 3 مدنيين وجرح اثنين آخرين بقصف روسى عنيف على المدينة.
وكان الجيش الروسى أعلن تغيير خواص أبراج البث التلفزيونى فى منطقة خيرسون بأكملها، لتصبح قنوات التلفزة الروسية متاحة مجانًا فى هذه المنطقة الواقعة فى جنوب أوكرانيا، والتى سيطرت عليها موسكو.
وقالت وزارة الدفاع الروسية فى بيان إن خبراء وحدات بثّ القوات المسلحة الروسية غيّرت خواص آخر برج من بين سبعة أبراج فى منطقة خيرسون، لتتمكن قنوات التلفزة الروسية من البثّ، مشيرةً إلى أن نحو مليون من سكان المنطقة بات بإمكانهم الآن مشاهدة هذه القنوات بشكل مجانى.
ودخلت الحرب الروسية- الأوكرانية مرحلة استنزاف قاسية، مع تركيز القوات الروسية على الأجزاء التى تسيطر عليها أوكرانيا من منطقة دونباس، والتى ترغب موسكو فى الاستيلاء عليها لصالح الانفصاليين المتحالفين معها، وتهدف روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس يضم لوجانسك ودونيتسك، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو جزئيا عام 2014، بهدف فتح ممر برى يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التى ضمتها إلى أراضيها.
وفى غضون ذلك، اجتمع وزراء الشؤون الأوروبية فى لوكسمبورج، لبحث القضايا التى ستبحثها القمّة الأوروبية يومى الخميس والجمعة، وبحث الوزراء اقتراح المفوضية بشأن مساعى أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا إلى عضوية الاتحاد، ونتائج «مؤتمر مستقبل أوروبا» من بينها مسائل تعديل المعاهدات الأوروبية.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبى، شارل ميشال، أنّ قادة دول الاتحاد ال27 سيناقشون فى قمّتهم المقرّرة فى بروكسل مسألة منح كلّ من أوكرانيا ومولدوفا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى التكتل، وأوضح ميشال أنّ القرار بشأن الموافقة على حصول أوكرانيا ومولدوفا على وضع الدولتين المرشحتين رسمياً لعضوية الاتّحاد، والذى كانت المفوضية الأوروبية أوصت الدول الأعضاء بالموافقة عليه، يجب أن يصدر بالإجماع. وكتب ميشال: «لقد حان الوقت للاعتراف بأنّ مستقبل أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا هو داخل الاتحاد الأوروبى. سأدعوكم لمنح وضع الدولة المرشّحة لكلّ من أوكرانيا ومولدوفا، وسنواصل تزويد أوكرانيا بدعم إنسانى وعسكرى واقتصادى ومالى قوى».
ولكى تصبح دولة ما مرشّحة رسمياً لعضوية الاتحاد الأوروبى، يجب عليها أن تلبّى سلسلة من المعايير السياسية والتى تشمل الديمقراطية وسيادة القانون وحماية الأقليات، والاقتصادية، ومنها اقتصاد السوق القابل للاستمرار، والالتزام بإدخال قواعد القانون الأوروبى.
وتربط أوكرانيا بالاتحاد الأوروبى اتفاقية شراكة دخلت حيّز التنفيذ فى سبتمبر 2017، فى حين لا يزال الفساد مستشريا فى أوكرانيا، ففى تقريرها لعام 2021، صنفت منظمة الشفافية الدولية أوكرانيا فى المرتبة 122 من أصل 180 على مؤشر مدركات الفساد.
بدوره، أعلن رئيس فنلندا سولى نينيستو أن بلاده لم تحرز أى تقدم فى الاجتماع الأخير مع تركيا، وربما لن تتمكن من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى «الناتو» قبل سبتمبر المقبل، وأضاف خلال مؤتمر صحفى فى هلسنكى مع رئيسة البرلمان الأوروبى روبرتا ميتسولا: «لا أود أن أذكر مواعيد دقيقة، لكن من غير المحتمل أن نتمكن من الانضمام إلى الحلف قبل سبتمبر». كما شككت مصادر فى الحكومة الألمانية فى «انضمام سريع» لفنلندا والسويد إلى الناتو، أى فى قمة الحلف المقرر عقدها فى مدريد يومى 29 و30 يونيو، لكنها أكدت أنه «لا توجد صعوبات لا يمكن التغلب عليها» بين السويد وفنلندا وتركيا.
من جهة أخرى، وصف زيلينسكى قارة إفريقيا بأنها «رهينة» لحرب روسيا التى تشنها على بلاده، محذرا دول القارة من نقص وارداتها من الحبوب، وجاء ذلك فى خطابه أمام الاتحاد الإفريقى، تعليقا على الأوضاع الغذائية التى تسبب فيها الغزو الروسى ومنع صادرات الحبوب الأوكرانية، ونقص الحبوب والأسمدة المصدرة إلى إفريقيا والعالم، مما عرّض ملايين الأشخاص لخطر الجوع، وأكد أن حكومته تخوض مفاوضات معقدة لإلغاء الحظر المفروض على احتياطيات الحبوب المحاصرة فى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
بدوره، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، مساء أمس الأول، إن هناك «حاجة ملحة للحوار» لاستعادة الاستقرار العالمى، وتحث الدول الغربية روسيا على الإفراج عن مخزون الحبوب الضخم الموجود داخل أوكرانيا وفك الحصار البحرى لتصديره إلى الخارج.
وفى إطار محاولات تصدير الحبوب الأوكرانية عبر طرق بديلة، تحدث مدير مكتب رئيس الوزراء البولندى ميشال دورشيك، مع وزير البنية التحتية الأوكرانى أولكسندر كوبراكوف، حول التغييرات التى ستسرع من عمليات فحص الشاحنات على الحدود البولندية الأوكرانية للمساعدة فى تصدير المزيد من الحبوب من أوكرانيا.
وانقسمت الدول الإفريقية فى تعاملها مع الحرب الروسية فى أوكرانيا، ففى مارس الماضى، امتنعت 17 دولة إفريقية عن التصويت فى الأمم المتحدة على مشروع قرار بإدانة الغزو الروسى.
من جهة أخرى، قال المستشار الألمانى أولاف شولتس إن ألمانيا تقدم لأوكرانيا المساعدة العسكرية اللازمة، واتهم شولتس، الجانب الأوكرانى بالتضليل وتحريف الحقائق، وأضاف: «الكثير مما يقولونه فى هذا المجال ببساطة، غير صحيح، والبعض منهم لا يقدر كما يجب تعقيد القضية». ونوه بأن تزويد بلاده لأوكرانيا بمنظومات أسلحة أكثر تقدما، مثل مدافع الهاوتزر أو الأنظمة المضادة للطائرات، يتطلب وجود عسكريين مدربين جيدا على استخدامها، وإلا فإن هذه الأسلحة ستكون غير فعالة، بالإضافة إلى أن هذه الأنظمة تحتاج إلى ذخيرة محددة.