أكد ممدوح عباس، رئيس مؤسسة كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة، أن مصر من الدول التي شاركت على مدار أكثر من ستين عاما في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقد ساهمت في 37 بعثة بأكثر من 30 الف فرد من القوات المصرية تم نشرهم في 24 دولة في البعثات الأممية المختلفة لقوات حفظ السلام المنتشرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. وأضاف عباس خلال الوبينار الذي نظمته مؤسسة كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة، اليوم، تحت عنوان «قوات حفظ السلام المصرية»، أن مصر تعتبر من الدول العشرة الأولى الأكثر مساهمة في قوات حفظ السلام، حيث تشارك حاليا بحوالي 3000 فرد من السيدات والرجال المؤهلين تأهيلا رفيع المستوى، يعكس خبرات مختلفة من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، الذين يؤدون جميعا واجباتهم تحت راية الأممالمتحدة في البعثات الأممية في عده مناطق وبصفة خاصة في القارة الأفريقية. وتابع، أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هي القوات المنوط بها من قبل مجلس الأمن السعي إلى منع تجدد النزاعات والحفاظ على السلم والأمن الدوليين والمعاونة على تطبيق خطط السلام في مناطق النزاعات. وواصل عباس، أولى بعثات حفظ السلام قد بدأت في مايو 1948 عندما صرح مجلس الأمن بنشر مجموعة صغيرة من المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة في الشرق الأوسط لتكوين هيئة الاممالمتحدة لمراقبة الهدنة «يونتسو» من أجل مراقبة اتفاق الهدنة بين الدول العربية واسرائيل، ومنذ ذلك الحين عمل أكثر من مليون رجل وامرأة تحت راية الاممالمتحدة في 72 عملية لحفظ السلام في مناطق النزاعات الإقليمية والحروب الأهلية. وأكد عباس، أن الدكتور بطرس غالى، الذي تحتفي المؤسسة بمئويته هذا العام، اهتماما خاصا خلال توليه منصب السكرتير العام للأمم المتحدة من 1992 إلى 1996 بدعم بعثات حفظ السلام، فقد تولى منصبه في أوقات شديدة الصعوبة أبان تفكك الاتحاد السوڤيتي، والسيولة التي أصابت العلاقات الدولية عقب ذلك، والحديث عن نظام عالمي جديد، ومن ثم كان عليه أن يطور أداء المنظمة الدولية وأنشطتها بما يتناسب مع هذه التغيرات والتطلعات. وقال أحد أهم محاور هذا التطوير ما جاء في وثيقة «أجندة من أجل السلام» التي صدرت في يونيو 1992 والتي تضمنت مفهوما متكاملا عن تسوية الصراعات في العالم وبناء السلام، ثم حفظه، وهي الإجراءات الخاصة بإرسال قوات الام المتحدة لمنع تجدد النزاعات. وأوضح عباس أن مشاركة مصر على هذا النحو تأكيدا على إيمانها الراسخ بالأهداف والمبادئ التي تأسست عليها المنظمة الدولية واحترامها لميثاقها وإدراكها لأهمية دعم الأمن والسلم الدوليين. وأشار عباس في سبيل دعم جهود حفظ السلام بالقارة الافريقية، قامت مصر بإنشاء مركز القاهرة للتدريب على حل الصراعات وحفظ السلام في أفريقيا وذلك في عام 1995 لتدريب نحو 200 طالب سنويا من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية بهدف تعزيز التعاون والتفاعل بين المجموعات اللغوية والثقافية المختلفة في أفريقيا، ويتعاون المركز تعاونا وثيقا مع آلية الاتحاد الأفريقي لمنع المنازعات وأيضا مع عدد من مؤسسات حفظ السلام الدولية. وشدد على أن كفاءة القوات المصرية مشهود بها من قبل المؤسسة الدولية، ومن كافة الأطراف المعنية، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة قد احتفت في مايو 2021 بأسماء خمسة من حفظة السلام المصريين ممن خدموا مع بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي «مينوسما». وقال عباس إن مصر فقدت على مدى هذه السنوات الستين 28 شهيدا من قواتها المشاركة في عمليات حفظ السلام أثناء تأديتهم لواجبهم في حفظ الامن والسلم الدوليين خاصة في قارتهم الافريقية، مضيفًا نحن اليوم نود التذكير ببطولات أبناءنا والاحتفاء بأدائهم المتميز والدور المشرف والمحوري الذي يقومون به في قوات حفظ السلام الدولية، مع تقديم تحية خاصة لشهدائنا ولعائلاتهم الذين ضحوا في سبيل وطنهم وقارتهم سعيا وراء سلام واستقرار دولي يستفيد منه الجميع، في وقت يمر فيه عالمنا بأزمات ونزاعات عدة، ويحتاج لمزيد من الجهود من أجل حفظ السلام وتحقيق الاستقرار.
