على حافة شاطئ «اللاجونا» بمدينة دهب في جنوبسيناء، يغدو «أيمن» يمينًا ويسارًا، مرتديًا «تى شيرت» بألوان زاهية تعبر عن انتعاشة الحياة هناك عند البحر، الذي يعرض من خلال شاطئه بضاعة مشروعه الذي يصفه ب«الصغير»، لكن خلفه حكاية كبيرة. «مُتعِب».. تعبير لخص به «أيمن فؤاد» حال مشروعه، مفسرًا «لأنى بكون شايل الأيس بوكس، وهو تقيل، وبَلِفّ بيه في الشمس على رجلىَّ». مشروع مكون من أدوات بسيطة تتمثل في «أيس بوكس» يحمل بداخله مكعبات من فاكهة البطيخ الفريش مُغلفة في أطباق بلاستيكية، اختار الشاب، البالغ من العمر 25 ربيعًا، بيعها للجالسين على الشاطئ من أجل سبب أشار إليه، موضحًا: «بَحِسّ أن الناس لمّا بتاكل البطيخ الساقع وسط الحر بتنبسط». من الثالثة عصرًا إلى السادسة مساءً، وقت يجتزئه «فؤاد»، ابن شبرا مصر، من يومه للعمل على مشروعه، كونه يقضى ما يقرب من 12 ساعة يوميًّا في مهنة الأمن بأحد أماكن الإقامة بمدينة السحر والجمال، ما يُحمله عبئًا يرهقه بدنيًّا، إلا أنه رغم ذلك حسبما وصف «بحاول أبسط نفسى على قد ما اقدر». «الانبساط».. ربما هو المعنى الذي قاد الشاب، الحاصل على ليسانس الحقوق، إلى بيع البطيخ، تاركًا امتهان المحاماة لخوض تلك التجربة: «قررت أعيش هنا.. رجعت القاهرة 10 أيام ظبّطت حالى، وجيت قعدت ادوّر على شغل، لقيت كله 12 ساعة ومرتب قليل، حسيت انى مش هقدر اعمل اللى جاى عشانه، وهو الشغل والانعزال والانبساط». وأوضح: «ومرة كنت في اللاجونا، ولقيت ناس بتبيع حاجات، فكرت ابيع اللى ناقص، لقيت الفاكهة الساقعة، حاجة كل الناس بتحبها، ونزلت أول يوم، وكنت خايف أوى لأنى أول مرة أعمل كده في حياتى، ومع أول طبق بعته حسيت بثقة أكبر». قرار لم يكن سهلًا على «أيمن» لتركه والده، الذي يُعد له بمثابة «أب وأم»، كما وصف، وحيدًا، وذلك بعد رحيل والدته في عام 2005. ويقول: «حاسس انى بعمل حاجة حلوة مش مجرد بزنس، ونفسى افتح مكان كبير يكون بيقدم أي حاجة تخص الفاكهة سواء قطع ولّا عصير ولّا أيس كريم».
