أكد عدد من كبار منظمى الرحلات والخبراء الروس أن السياح الروس الراغبين في السفر للخارج لقضاء إجازاتهم الصيفية، يتوجهون إلى تركيا ومصر وبعض البلدان الصديقة، نظرا لأن هناك مشاعر معادية للروس بسبب العملية العسكرية التي يتم تنفيذها حاليًا في أوكرانيا، وكذلك بسبب الدعاية الغربية المعادية التي يتم تنفيذها ضد روسيا، لذا فقد حظيت المقاصد التقليدية للروس كتركيا ومصر بنصيب الأسد في الحجوزات الصيفية. وقال أوليج كوزيريف، مدير التسويق في خدمة Travelata.ru، إنه حتى الآن، يحجز السياح الروس رحلات صيفية بحذر شديد، ولم تتغير اختياراتهم عن المرشحين المعتادين، تركيا ومصر، لذا فإن منظمى الرحلات السياحية يستعدون لمثل هذا السيناريو من اليوم وفقاً لنوعية الحجوزات التي جاءت على النحو التالى: تركيا: تم بيع 66٪ من الجولات إليها. ومصر: 16٪، ومن المحتمل أن ترتفع هذه النسبة بمقدار 12٪ إضافية. والإمارات العربية المتحدة وقبرص: 4٪ لكل منهما. أبخازيا: 3٪. وقال: «إنه في بداية شهر إبريل، استؤنفت برامج الرحلات الجوية إلى تركيا ومصر، وبحلول الصيف سيكون هناك المزيد منها وبشكل كبير، وسيصاحب ذلك أيضا عروض لآسيا، ولكن حتى الآن هذه الوجهات غير جماعية، وغالبًا ما تكون الرحلات فردية، مشيرا إلى أنه ربما تضاف تونس وقبرص واليونان إلى هذه الوجهات، لكن هناك مخاطر كبيرة لتغيير برنامج الرحلات التقليدية. وأشار إلى أنه، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، ارتفعت تكلفة السفر بشكل كبير، مقارنة بشهر نوفمبر 2021، حيث ارتفع متوسط الرحلة في المنتجعات التركية من 66 ألفا إلى 104 آلاف روبل، وفى المنتجعات المصرية من 85 ألفا إلى 130 ألف روبل. ووصل متوسط الفاتورة في بداية شهر مايو في الإمارات العربية المتحدة بالفعل إلى 195 ألف روبل، وبلغت رحلة سريلانكا في مايو نحو 84 ألف روبل لجولة في فندق نجمتين. وكانت فيتنام هي أرخص خيار لمدة أسبوع بتكلفة بلغت أقل بقليل من 106 آلاف روبل، أما تايلاند فبلغت تكلفة الرحلة فيها لشخص واحد نحو 88 ألف روبل. وقال كوزيريف: نتيجة لما سبق، بدأ المسافرون الروس في اختيار خيارات إقامة أرخص، في الوقت الذي يعمل فيه منظمو الرحلات على تطوير برامج طيران مع مراعاة جميع الفروق الدقيقة «نتوقع أن تعتمد الأسعار بشكل مباشر على هذه العملية، أي أنه كلما زاد عدد منظمى الرحلات السياحية الذين يتفقون على برامج الطيران، زاد احتمال خفض تكلفة الرحلات». أما أرتور مراديان، نائب رئيس رابطة منظمى الرحلات السياحية في روسيا (ATOR) للسياحة الخارجية، ورئيس شركة رحلات الفضاء، فيقول إن التحول إلى الشرق أصبح أمرًا لا مفر منه في الظروف الحالية. «موسم الصيف هذا بالنسبة للروس سيصبح غريبًا نوعًا ما، أو غامضًا وعلى عكس الفصول السابقة، ولكن بطريقة أو بأخرى، فإن نطاق الفرص الترفيهية محدود، أما بالنسبة للسفر إلى الدول الآسيوية فمن السابق لأوانه الحديث عن رحلات إلى هناك، كما أنه يوجد اتجاه لدى بعض السائحين الروس بعدم السفر في موسم الصيف هذا، والذهاب في إجازة طويلة عندما يستقر الوضع على المسرح العالمى وتهدأ المشاعر المعادية لروسيا، رغم أن آسيا بأكملها مفتوحة للروس والوصول إليها سيكون سهلاً عبر الأجواء العربية أو التركية، لكن هذه الرحلات ستكون طويلة جدًا، وفى المتوسط، ستستغرق يومًا واحدًا. بالإضافة إلى ما سبق، فإن منطقة جنوب شرق آسيا، التي يحبها الروس بشدة، لم ترفع قيود كوفيد 19 وترضخ للعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الدول الغربية. وقال أرتور مراديان: من المرجح أن تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية من حيث الشعبية بعد تركيا، نظرًا لأن لديها برنامج طيران واسع النطاق. بالإضافة إلى ذلك، قاموا مؤخرًا بتحرير قوانين التأشيرات، وشجعوا السياح على قضاء المزيد من الوقت في البلاد. على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة، إلا أن ظروف الصيف في الإمارات مواتية للغاية بسبب انخفاض الأسعار بنسبة 50-70٪. في الوقت نفسه، تقاتل أسواق مثل أرمينيا وأذربيجان وقيرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان من أجل السائح الروسى، وكذلك جزر المالديف. يؤكد أرتور مراديان أنه لا توجد اتجاهات جديدة تمامًا للروس بعد الآن. هناك من لم يحظوا بشعبية كبيرة بعد، على سبيل المثال، بسبب المكون اللوجستى المعقد، لكنهم لم يعد من الممكن الوصول إليهم ببطء ولكن بالتأكيد من خلال دولة الإمارات، يمكن الوصول، على سبيل المثال، إلى الأردن، الذي يتمتع بمناخ معتدل ومريح، والعديد من المعالم الثقافية والتاريخية، الفنادق الفخمة والمنتجعات الممتازة على البحر الميت.
