تتواصل المعارك بين الروس والأوكرانيين لليوم ال32 من العملية العسكرية التى أطلقتها موسكو فى أراضى أوكرانيا، وأكدت القوات الأوكرانية أنها صامدة فى مواجهة الهجمات الروسية، وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن القوات الروسية باتت تستخدم بشكل متزايد الطائرات المسيرة دون طيار من مختلف الأنواع، إلا أن الدفاعات الأوكرانية تتصدى لها، فى حين حذرت المخابرات الأوكرانية من أن روسيا تسعى لتقسيم البلاد إلى منطقة شرقية وغربية، بعدما أعلن حاكم إقليم لوجانسك شرق أوكرانيا أنهم يفكرون فى إجراء استفتاء لانفصال الإقليم وانضمامه إلى روسيا. وقال رئيس المخابرات الأوكرانية إن روسيا تسعى لتوحيد الأراضى التى تسيطر عليها فى شبه دولة، وتسعى لتقسيم أوكرانيا إلى شطرين، وتوقع بدء حرب عصابات قريبًا فى الأراضى الأوكرانية التى تسيطر عليها القوات الروسية. وفى غضون ذلك، أعلن رئيس جمهورية لوجانسك الشعبية، ليونيد باسيتشنيك، أن استفتاء قد يُنظم قريبًا فى أراضى الجمهورية حول انضمامها إلى قوام روسيا، وقال باسيتشنيك: «أعتقد أن استفتاء سيُنظم فى المستقبل القريب فى أراضى الجمهورية وسيمارس فيه الشعب حقه الدستورى تمامًا لإبداء رأيه بشأن إمكانية الانضمام إلى روسيا، لأن معظم سكان جمهورية لوجانسك الشعبية، بعد تعرضهم على مدى ثمانى سنوات لقصف مستمر وحصار اقتصادى وسياسى ومواجهتهم كل الفظائع والمضايقات لم يشعروا بالدعم من أى دولة سوى روسيا». وذكر باسيتشنيك أن جمهورية لوجانسك تتطلع إلى العودة إلى الحضن الروسى وبدء العمل فى نهاية المطاف من أجل مستقبل مزدهر مشترك. فى حين اعتبر ليونيد كالاشنيكوف، رئيس لجنة شؤون رابطة الدول المستقلة والتكامل الأوروبى- الآسيوى فى مجلس الدوما الروسى، أن الوقت الحالى ليس مناسبًا لإجراء استفتاء فى لوجانسك. وقال: «لا داعى للانشغال بمثل هذه القضية فى الوقت الذى يحسم فيه المصير على جبهات القتال»، فى إشارة إلى العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا. وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اعترف فى 21 فبراير الماضى باستقلال جمهوريتى دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيًا عن أوكرانيا. وأكدت القوات الجوية الأوكرانية، فى بيان، أنها دمرت مقاتلة روسية و12 طائرة مسيرة، وتصدت ل5 صواريخ كروز، مضيفة أن القوات الروسية أطلقت، أمس الأول، 6 صواريخ على لفيف غرب أوكرانيا، وأعلنت تدمير 8 دبابات و8 مدرعات و3 مركبات روسية. وقال البرلمان الأوكرانى إن القوات الروسية أطلقت النار على منشأة للأبحاث النووية فى مدينة خاركيف، وذكرت هيئة الرقابة النووية الحكومية أنه من المستحيل حاليًا تقييم حجم الضرر بسبب الأعمال العدائية التى لا تتوقف فى منطقة المنشأة النووية. وقالت هيئة أركان الجيش الأوكرانى إنها دمرت 19 آلية عسكرية روسية فى إقليم دونباس، متحدثة عن معنويات متردية فى صفوف القوات المهاجمة، وذكرت أن قواتها صدت 7 هجمات فى منطقتى دونيتسك ولوجانسك بإقليم دونباس، جنوب شرق أوكرانيا، حيث دمّر جنود أوكرانيون 8 دبابات و8 وحدات مصفحة و3 آليات. بدوره، طلب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى مجددًا من الدول الغربية تقديم المزيد من الأسلحة لبلاده. وقال عبر دائرة تليفزيونية مغلقة إن أوكرانيا لا تحتاج أكثر من 1% فقط من طائرات حلف شمال الأطلسى و1% من دباباته ولن تطلب المزيد. وأضاف: «يجب ألا نحمى أوكرانيا فحسب، بل دول أوروبا الشرقية الأخرى أيضًا المهددة بغزو روسى». فى المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت قاعدة وقود كبيرة ومصنعًا لتصليح وتحديث المعدات العسكرية قرب مدينة لفيف غرب أوكرانيا، باستخدام أسلحة عالية الدقة، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، أمس، إن الجيش الروسى يواصل عملياته الهجومية فى إطار العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا. وأكد كوناشينكوف أن القوات الروسية دمرت، بأسلحة جوية بعيدة المدى عالية الدقة، قاعدة وقود كبيرة بالقرب من مدينة لفيف، كما دمرت القوات الروسية بصواريخ مجنحة عالية الدقة مصنعًا فى لفيف كان يقوم بتصليح وتحديث أنظمة صواريخ مضادة للطائرات ومحطات رادار للقوات الجوية الأوكرانية ومعدات للحرب الإلكترونية وأجهزة تصويب للدبابات. وذكر المتحدث أنه تم تدمير مستودع صواريخ لمنظومات صواريخ مضادة للطائرات فى بلدة بليسيتسكوى قرب كييف، باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من قواعد بحرية. واستهدفت الضربات الجوية الروسية 67 منشأة عسكرية فى أوكرانيا، بينها مركزان للقيادة، وثلاثة مستودعات ميدانية للأسلحة والذخيرة، و11 نقطة محصنة للوحدات الأوكرانية، و20 موقع تمركز للمعدات العسكرية، فيما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 18 طائرة أوكرانية مسيرة. فى غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن رفع العقوبات التى فرضتها لندن على روسيا بعد غزوها أوكرانيا رهين بموافقة موسكو على وقف كامل لإطلاق النار وسحب قواتها. وأضافت أنه «على الكرملين التعهد بعدم ارتكاب أى عدوان آخر فى المستقبل، حتى ترفع العقوبات المفروضة على مئات الشخصيات والكيانات الروسية»، وفق تعبيرها. وفى الوقت نفسه، ومع تكرار تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن بأنه يجب ألا يستمر نظيره الروسى فى الحكم، رد المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف على تصريحات بايدن، واعتبر بيسكوف أن هذا الموضوع ليس من شأن الرئيس الأمريكى، وأضاف: «ليس بايدن من يقرر، الروس هم من ينتخبون رئيس بلادهم»، وشدد المسؤول الروسى على أن مثل تلك التصريحات من شأنها أن تُعقّد العلاقات أكثر بين البلدين. وأوضح البيت الأبيض لاحقًا أن بايدن لم يدعُ إلى تغيير الحكم فى روسيا، إنما «كان يعنى أنه لا ينبغى السماح لبوتين بممارسة السلطة على جيرانه والمنطقة». وكان بايدن حذر خلال خطاب ألقاه فى العاصمة البولندية وارسو، حيث التقى مسؤولين ولاجئين أوكرانيين، القوات الروسية من «التقدم إنشًا واحدًا داخل أراضى حلف شمال الأطلسى»، واصفًا العملية الروسية على أراضى الجارة الغربية بالفشل الاستراتيجى لموسكو. كما وصف المقاومة الأوكرانية فى مواجهة القوات الروسية بأنها جزء من «معركة عظيمة من أجل الحرية»، داعيًا العالم إلى الاستعداد «لحرب طويلة»، مضيفًا فى إشارة إلى نظيره الروسى: «بحقّ الله، لا يمكن لهذا الرجل البقاء فى السلطة». وحذر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون من «التصعيد» بعد تصريحات بايدن ضد بوتين، وقال إنه سيجرى مباحثات لاحقًا مع بوتين حول إمكانية إجراء عمليات إجلاء إنسانية من مدينة ماريوبول.
