اليوم، استلام الشحنة الثانية من "البيض" المستورد لطرحه بالمجمعات الاستهلاكية    بعد انتقاد سجلها الحقوقي، الصين تعاير الغرب ب "الجحيم الحي" في غزة    أحمد عادل: لا يجوز مقارنة كولر مع جوزيه.. وطرق اللعب كانت تمنح اللاعبين حرية كبيرة    سعر الجنيه أمام عملات دول البريكس اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024 بعد انضمام مصر    إبراهيم عيسى: اختلاف الرأي ثقافة لا تسود في مجتمعنا.. نعيش قمة الفاشية    وزير التعليم: لا يوجد نظام في العالم لا يعمل بدون تقييمات أسبوعية    نجم الأهلي السابق: كولر كسب الرهان على «طاهر محمد طاهر»    عبد الرحيم حسن: فارس بلا جواد ربطني باقي العمر بمحمد صبحي.. وكان نقلة في مشواري    أصولي صعيدية.. نهى عابدين تكشف أسرارًا من حياتها الأسرية |فيديو    حالة وفاة وعشرات المصابين في أمريكا تناولوا وجبات ماكدونالدز، والكارثة في البصل    لمدة 4 أيام.. تفاصيل جدول امتحان شهر أكتوبر للصف الرابع الابتدائي    تصعيد إسرائيلي في «غزة» يسفر عن شهداء ومصابين وتدمير واسع    هاريس: جاهزون لمواجهة أي محاولة من ترامب لتخريب الانتخابات    ثروت سويلم: ما حدث عقب مباراة الزمالك وبيراميدز إساءة والدولة مش هتعديه دون محاسبة    منصور المحمدي يُعلن ترشحه لمنصب نائب رئيس اتحاد الطائرة بقائمة مخلوف    الكومي: فرد الأمن المعتدى عليه بالإمارات «زملكاوي».. والأبيض سيتأثر أمام الأهلي    خبير يكشف موقف توربينات سد النهضة من التشغيل    رياح وأمطار بهذه المناطق.. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم ودرجات الحرارة    أنتوني بلينكن: مقتل "السنوار" يوفر فرصة لإنهاء الحرب في غزة    استشهاد 10 أشخاص وإصابة العشرات في ضربات إسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان    بحفل كامل العدد|هاني شاكر يتربع على عرش قلوب محبيه بمهرجان الموسيقى العربية|صور    يسرا تدير الجلسة الحوارية لإسعاد يونس في مهرجان الجونة    قبل أيام من الكلاسيكو.. رودريجو يوجه رسالة لجماهير ريال مدريد بعد إصابته    بدلا من الذهب.. نقابة المصوغات والمجوهرات تنصح المواطنين بالاستثمار في الفضة    «اللي حصل جريمة وكارثة».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على عقوبات الأهلي ضد كهربا    مصرع شخصين في حادث تصادم سيارة فنطاس فى التجمع    أمن كفر الشيخ يكشف لغز العثور على جثة شاب ملقاه بترعة في بيلا    نيللي كريم: لو حد عاوز يشتكي أوبر يكلم مين؟ وجمهورها يقدم لها الحل    دوللي شاهين تطرح برومو أغنية «أنا الحاجة الحلوة».. فيديو    إذا كان دخول الجنة برحمة الله فلماذا العمل والعبادة؟ أمين الفتوى يجيب    بركات يوم الجمعة وكيفية استغلالها بالدعاء والعبادات    مصرع طفل أُغلق على جسده باب مصعد كهربائي بكفر الشيخ    بينها عادات سيئة .. هؤلاء الأشخاص أكثر عُرضة لالتهاب الجيوب الأنفية    ضبط 5 أطنان دواجن فاسدة داخل مجازر غير مرخصة في بدمياط    أدباء وحقوقيون ينتقدون اعتقال الخبير الاقتصادي عبدالخالق فاروق    سعر الذهب اليوم الأربعاء بيع وشراء.. أرقام قياسية ل عيار 21 والجنيه    أرباح لوكهيد مارتن خلال الربع الثالث تتجاوز التقديرات    وزير المالية: 3 أولويات لتعزيز البنية المالية الإفريقية في مواجهة التحديات العالمية    إنفوجراف| أبرز تصريحات الرئيس السيسي خلال لقائه مع نظيره الروسي    نائب الرئاسي الليبي يبحث مع مسؤولة أممية التطورات السياسية في ليبيا    الفنانة عبير منير تكشف كواليس تعارفها بالكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة: "عشنا مع بعض 4 سنين"    أوكرانيا تبحث مع استونيا تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد    محافظ البحيرة تعقد ثاني لقاء موسع مع الصحفيين لتسليط الضوء على قضايا ومشاكل المواطنين    البطريرك يلتقي عددًا من الآباء الكهنة والراهبات في روما    تشريح جثة طفل عثر عليها ملقاة بالشارع في حلوان    حلوى الدببة الجيلاتينية التى تباع في آلات البيع الألمانية تحتوى على سم الفطر    حلواني بدرجة مهندس معماري| ساهر شاب بحراوى يفتتح مشروعه لبيع «الفريسكا»    رئيس جامعة الأزهر يتابع أعمال التطوير المستمر في المدن الجامعية    هل الإيمان بالغيب فطرة إنسانية؟.. أسامة الحديدي يجيب    أرسنال يعود لسكة الانتصارات بفوز صعب على شاختار دونيتسك    شتوتجارت يسقط يوفنتوس بهدف قاتل فى دوري أبطال أوروبا    القاهرة الإخبارية: 4 غارات إسرائيلية على مناطق برج البراجنة وحارة حريك والليلكي في الضاحية جنوب لبنان    تفاصيل ضبط طالب لقيادته سيارة وأداء حركات استعراضية بالقطامية    نشرة المرأة والمنوعات: الوقوف لساعات طويلة يصيبك بمرض خطير.. أبرز أسباب مرض داليا مصطفى.. سعر غير متوقع ل فستان ريهام حجاج    قومي المرأة يهنئ المستشار سناء خليل لتكريمه في احتفالية "الأب القدوة"    هل قول "صدق الله العظيم" بدعة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: تربية الأبناء تحتاج إلى صبر واهتمام.. وعليك بهذا الأمر    وزير الشؤون النيابية: نحن في حاجة لقانون ينظم شؤون اللاجئين بمصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصري اليوم» تعيد نشر آخر حوار مع الفنان أحمد حلاوة
نشر في المصري اليوم يوم 25 - 03 - 2022

رحل عن عالمنا، اليوم، الفنان أحمد حلاوة عن عمر ناهز 73 عامًا، بعد إصابته بمضاعفات فيروس كورونا، إذ أصيب بالفيروس في شهر فبراير الماضى ودخل العناية المركزة.
«حلاوة» كان قد تحدث عن مشواره الفني ونشأته الفنية في حواره الأخير ل«المصري اليوم» قبل نحو 4 أشهر، حيث نشر في نوفمبر 2021، ونعيد نشر مقتطفات وأبرز ما تحدث عنه في حواره تزامنا مع رحيله...
■ كُرمت مؤخرا في المهرجان القومى للمسرح، فكيف ترى المسرح في الوقت الراهن؟
- الفنان والمجتمع في حالة صراع دائم حتى يحدث تطور، وفى جميع الأحوال وحتى زمان مكانش مُرضٍى، ولكننا ننسى نقطة مهمة جدًا أن الفنون عمومًا هي نتاج مجتمع، سواء مسرح أو موسيقى، أو أدب، أو نحت، فإذا كان المجتمع تحفه ثقافة وفلسفة وعُرف وقيم معينة، كل هذا نتائجه تظهر في نوع الفنون التي يتم تقديمها، لذا صعب المقارنة، وإذا مثلا قمنا بعمل مقارنة بين المسرح في الخمسينيات أو الثلاثينيات أو إلى آخره، فلكل وقت قراراته وفلسفاته التي تُغير من تكوينه وشكل الفنون، مثلا الستينيات كان لها وضع خاص، لأنه كان يوجد فيها أسماء عباقرة وأقوياء في التخصصات الأخرى، كان هؤلاء في علم الاجتماع، الفلسفة، النقد الفنى كان له قيمة، حينما يكون الأدب به توفيق الحكيم، يوسف إدريس، نجيب محفوظ، وسبقهم طه حسين، والعقاد، إذً الفنون متأثرة بالمناخ العام، فإذا كان هؤلاء الأدباء والكُتاب متأثرين بالمناخ العام، فأرى أنه مثلًا حينما نرصد حياة سياسية، أو اقتصادية معينة فيجب أن تؤثر في نتاج الفنون.
■ كيف ذلك؟
- المجتمع هو الذي يفرز الأدباء والفنانين وللأسرة دور أيضًا، وأتذكر أنه كان قديمًا هناك ثقافة الاطلاع والقراءة، ومكتبة الفصل، هذا كله ليس موجودا حاليًا، فكيف للمجتمع الذي تربى على حمو بيكا أن يصبح متذوقا؟، لأ هيبقى متذوق لمسرح مصر، وحينما كنا نرتاد المسارح ومعنا كارنيه قيمته خمسة قروش في الشهر، وكانت الحكومة بتصرف على النوادى ومراكز الشباب والمدارس، ومسابقات فنية في الإعدادية لشكسبير، هل يمكننا تخيل ذلك، هيبقى على الأقل هيطلع منهم متلقيين ذوى ثقافة معينة ومبدعين، اليوم الطالب في المدرسة معندهوش الكلام ده، فالمجتمع بكل خصائصه سياسيا واجتماعيًا وثقافيا يؤثر كمناخ عام على الفن والمجتمع، لهذا هناك تأثير على عملية التلقى أيضًا، خاصة المتلقى أصبح ليس لديه قدرة أن يذهب للمسرح، وهذا ما حدث نتيجة التطور التكنولوجى من الإذاعة إلى التليفزيون، إلى الموبايل والمنصات حاليًا، فالحل هو تغيير في مفردات ما يُقدم حتى نستطيع استقطاب وجذب الجمهور مرة أخرى.
■ ذكرت حمو بيكا كمثال.. من يقوم بإنجاحه إذن؟
- الذي يُنجح حمو بيكا، وشاكوش، وأغانى محمد رمضان، هم الناس، هو ده الزبون، اللى بينجّح فيلم فيه سمات العنف هو الجمهور نفسه، لكن أيضًا مش مفترض أن على الفنان الاستسلام ويقدم الأنواع السائدة، ولكن يجب أن يقدم أنواعا أخرى كثيرة ويرتقى بمحاربة هذا بعمل ووعى وتنوير.
■ كيف ترى تجربة «مسرح مصر»؟
- مسرح مصر ظهر وقتها للعديد من الأسباب، لم يكن هناك أعمال فنية في مسارح الحكومة تستطيع أن تقدم أعمالا ناجحة تجذب الجمهور، وكان هناك أيضًا تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية.
■ وماذا عن فرق التليفزيون العشرة؟
- في الستينيات كان هناك فرق التليفزيون العشرة، والتى قدمت المسرحيات الكوميدية التي أنشأها سيد بدير، فهذه هي من صنعت نجوم الكوميديا جميعهم، عادل إمام، فؤاد المهندس، عبدالمنعم مدبولى، وحينما قامت الحكومة بغلق التليفزيون والفرق العشرة تم استبدالها وتحويلها إلى مسارح خاصة، ولم يكن هناك وقتها إلا المسرح القومى، والطليعة، فأنشأوا مسرح محمد فريد وهو المسرح الحديث وكان مخصصا لتقديم مسرح مصرى اجتماعى، والمسرح الكوميدى، والطليعة، والقومى كان يختص بالكلاسيكيات العالمية والمحلية، والأوبرا كانت تستضيف الفرق المصرية على مستوى عال، وأيضا التي تأتى من الخارج.
■ هل الأمر كان مختلفا في فرق المسرح الخاص؟
- كان لدينا فرق قطاع خاص مخصصة، كل فرقة لها سمات تقدمها، «الريحانى» كانت مخصصة لتقديم الأعمال الاجتماعية، و«الفنانين المتحدين» تقدم استعراضى كوميدى، لذا كل هذا هو المناخ الموجود، وكان هناك شباب يقرأ ومطبوعات من وزارة الثقافة تعطيها الكتب، وكان مجتمع الشباب قارئا، ولكن هذا المجتمع نفسه قد تغير بأشياء كثيرة.
■ ما هذه التغيرات؟
- هذا التغير قد يأتى بقرارات سيادية تُغير في طبيعة المتلقى، كما حدث مثلاً في 1973 حينما نجحنا وعبرنا القناة يحدث بعدها في 74 قوانين الانفتاح، ومن المفترض أن يحدث تطور اقتصادى وثقافى، فجأة نجد أننا يجب أن نقدم فنونا معينة إلى الزائر العربى الذي أحب المسرح المصرى، وحتى نستطيع أن نجذبه ونكتسبه قدمنا له ما يريده وليس ما وصلنا إليه، فأصبح الفنان حتى يكتسب هذا المتفرج العربى يقدم له ما يحبه، وكانت الكوميديا من وجهة نظرهم إسماعيل ياسين، وتلاها دراما الأوبك، أبوظبى، عجمان، فكان يجب علينا تقديم ما يريدونه من المسرح الذي يحتاجونه وبمواصفاتهم، للأسف كانت هذه هي الطبخة التي يريدها المتلقى العربى فنقدمها لهم، وأيضًا في مصر حدث التراجع حتى وصلت أن تتوقف الحالة الإنتاجية في المسرح على ما يرضى المشاهد.
■ ماذا عن التليفزيون؟
- الميزة التي كانت أيضًا في فرق التليفزيون العشرة التي ذكرناها لفرض جمهور معين وحدوث رقى للتذوق الفنى، حدث لها تغيرات وأصبح هذا ليس موجودًا والتليفزيون لا يصور هذه المسرحيات، فبرامج التليفزيون التي كانت مخصصة للمسرح لن تصرف عليها الحكومة آنذاك، ونتج عنها القنوات الفضائية غير المصرية التي أحدثت رواج «مسرح مصر»، ولم يكن التليفزيون المصرى، وقدموا نوع الكوميديا التي يحبونها، فحينما تقدمين هذه الأعمال «مسرح مصر» لأشرف عبدالباقى في حين هناك متفرج على مدار 30 سنة لم يشاهد شيئًا، بمعنى أن الشاب الذي وصل عمره 30 عاما لم يترب على مسرح ذات قيم، بالتالى أخذ «مسرح مصر» النموذج الأمثل.
■ ماذا عن المهرجان القومى للمسرح المصرى؟
- حينما نتحدث عن المسرح الجامعى، والمهرجان القومى للمسرح نحاول أن نعيد بث القيم بشكل مختلف، ونقول للمبدعين والمتلقين «خلوا بالكم» أن «الفورم بتاع مسرح مصر» ليس هو المسرح الحقيقى.
■ هل لدينا أزمة في مؤلفى المسرح واستبدال النصوص بالأدب العالمى؟
- ليس هناك أزمة في المؤلفين ولكن الأزمة في القيادة، بمعنى أن الإدارة- أو الفنان- المفترض أنها تُشجع المؤلفين، هناك مؤلفون جيدون، في المهرجان القومى أعطينا اثنين من المؤلفين جوائز، وهناك مؤلفون بالمسرح الجامعى على مستوى عال، وحالة صراع ووجود في التأليف، المهم هنا السؤال ماذا نقدم، أو الإدارة الفنية التي تُشجع هذا المؤلف عن ذاك، ولكن المسرح العالمى حينما نقدمه سواء من الناحية الأكاديمية أو العالمية لأنه نموذج كلاسيكى، فلماذا نقوم بإلغاء ذلك، رغم أن له طعما مختلفا ويقوم بعمل مقارنات، فمثلا حينما تغنى أنغام حاليًا عن الهجر والحب، فأم كلثوم أيضًا تغنت في هذه المعانى، الأساس هنا أن كلا منهما قدمته بطريقة وطعم مختلف، فالفن يقوم على كيفية أداء هذا الفن.
■ بم تنصح طلاب المعهد العالى للفنون المسرحية؟
- الطالب في الأكاديمية الذي يدرس «مسرح»، المفترض أن ندرس له كل المسرح الكلاسيكى، ونقول له «اعمل قاعدة بكسر قاعدة»، أي اعرف النظريات الأساسية، فالحياة معارف، أي مصطلحات، يجب أن يكون لك منهج تاريخى أولاً ثم اكسره وقدم الجديد. ■
■ ما رأيك في الورش التدريبية التي تداعب أحلام المواهب الفنية؟
- أرى أن الورش التدريبية، كغيرها في الدنيا، من المهن التي تداعب أحلام الشباب، أي شىء يجب أن يكون به نصب واحتيال، المشكلة في الفن هي مسألة قدرات، ليس كل من يغنى في الحمام يصبح مطربا مثل عبدالحليم حافظ.
■ هل اتخذ هؤلاء الشباب بعض الفنانين نموذجا حثهم لامتهان الفن؟
- إذا ذكرنا محمد رمضان كمثال، فأنا أراه موهوبا، لكن كون أنه ليس لديه الثقافة والقدرة أن يطورها بالأسلوب الذي نأمل فيه، فهذا شىء آخر، إنما هو حاول، التعليم والتعلم ليس بالضرورة أن يكون في أكاديمية الفنون، وجامعة حلوان، لا أعتقد ذلك، فأغلب النجوم القدامى تعلموا بالممارسة والقراءة، اعتمدوا على أنفسهم، فهنا نقول يعطى من يشاء، ولا يعطى من يشاء، مش كل الناس هتبقى ممثلين، ولكن لمن له قدرات إبداعية تؤهله لذلك.
■ كيف ترى عزوف النجوم الكبار عن المسرح العام؟
- المسألة هنا ليس عزوفا، ولكن ما يعرض للنجم، فأنا قدمت مسرحيات إخراجًا، وتأليفًا، وعملنا عروضا كانت مكتملة العدد لمدة تصل إلى 8 سنوات، لكن اليوم هذا لن يحدث، المتفرج لن يأتى، فالحالة الاجتماعية والاقتصادية تؤثر على ذلك، ولماذا نرى الأمر أنه عزوف من الفنان؟، لماذا لا نقول إن النجم لو وجد العائد الأدبى والمادى يساوى مجهوده سيذهب بالفعل حتى إلى جانب أعماله الدرامية في التليفزيون أو حتى السينمائية، فالفنان لديه أيضًا التزامات، خاصة أن المسرح يأخذ وقتا وجهدا، فهنا يجب أن تكون كوزارة، أو منتج، تعطيه العائد أو تعوضه على الأقل فيجب أن يكون هناك توازنات.
■ بعد تجربتك في الاختيار كيف ترى تأثير الأعمال الوطنية على الأجيال الحالية؟
- إذا كنا نقصد «الاختيار»، أو ما شابه ذلك، نقدم شبه دراما تسجيلية، فهناك كثيرون لم يكونوا يعلمون ما يتم في هذه القضية، فيجب أن تؤخذ بدايتها من المنزل، وإذا كان الأم والأب ليس لديهما الوقت لنقل هذا الانتماء لأولادهما، فيجب أن يكون هذا كتربية، وأن يكون هناك تضافر بين البيت والحكومة والتليفزيون لحث الانتماء.
■ أعمال كثيرة قدمتها مع الفنان الكبير عادل إمام.. فماذا تقول عنه؟
- مما لا شك فيه أنى حينما أمارس الفن في سنوات كثيرة، خاصة أننى أدرس الفن ما يقرب من 50 سنة، إلى جانب التأليف والإخراج، فمن المؤكد اختلاطى بشخصيات كثيرة، سواء نجوم أعلى منى اسمًا، أو دارس أو هاو، فمن الطبيعى أن يحدث علاقة بالسلب والإيجاب، عادل إمام مرحلة من مراحل عملى، فكان يمتاز بأنه دقيق مجتهد وصادق ويحترم عقليتى ووجودى معه.
■ حدثنا عن ذكرياتك مع بداياتك والنجوم السابقين؟
- إحنا لقينا نفسنا نحترف، كان أول مركز شباب يتعمل في مصر كان مركز شباب الجزيرة، عمله جمال عبدالناصر علشان يجمع فيه الشباب ويبقى فيه الاشتراكية، والطليعية، ويبقوا العيال الصغيرة دى يبقوا سند لأفكاره، ومركز شباب الجزيرة استقطع من نادى الجزيرة الرياضى واللى كان ارستقراطى، فكان أول مركز اهتم بالرياضة والفن والموسيقى، والمسرح، وأحضر لهم أساتذة، كان من ضمن الطلبة اللى جايين من أماكن كثيرة، السيدة زينب، وباب الشعرية، والوايلى، يتجمعوا تحت سقف هواية واحدة، كان منهم نور الشريف، الدكتور محمد عبدالمعطى، عائشة الكيلانى، أحمد راتب، أحمد عبدالوارث، فلم نكن نعرف عن الفن شيئا، فتربينا على المسرح العالمى، ومجلة المسرح، وكان هناك مطبوعات نقرؤها، وكان المدرسون في الإعدادى سعد أردش، عزيزة حلمى، وأسماء كبيرة فكان هذا مناخنا.
■ كيف ترى الألقاب التي يطلقها الفنانون على أنفسهم حاليًا؟
- طول الوقت في كل العصور الألقاب موجودة، سيدة المسرح العربى، سيدة الشاشة العربية، الناس كانت بتطلق على النجوم ألقاب، وكون إن النجوم حاليًا تقول على نفسها هذا الكلام، فهذه حرية شخصية تقبلها أو لأ، أو تروجى لهذا الكلام، نرى مصايب في الفيسبوك، ألاقى فنانين عيال صغيرة اشتغل كومبارس في مسلسل لسة بادئ، أو عمل أغنية جديدة، تلاقيه يقولك النجم الأوحد، وعظيم العظماء، والأسطورة، والفجورة، ومركز يعمل احتفالية يقول اخترنا فلان يبقى الممثل الأول في مصر، مش هنقدر نقول لحد يقول «غول تمثيل»، نفسى أعرف الغول ده عمل إيه، السوشيال ميديا النهارده كل واحد يقول للتانى «غول تمثيل»، نفسى أفهم في إيه، الواحد بيتكسف لغاية النهارده إننا نقول على نفسنا أو حد يشكر فينا.
■ كيف ترى العمل الجماعى وفكرة النجم الأوحد حاليًا مقارنة بالماضى؟
- أرى أن المصيبة جاية من القائمين على المسألة، وهذا على مستوى العالم، هوليوود نفسها بتجيب النجوم الكبار تعملهم فيلم وتجمعهم وبيحقق إيرادات، المشكلة كلها سوق تجارى، بعمل ده أقدمه لمين ومين بينجحنى، طول عمرهم زمان بيشتغلوا بصيغة الجمع، كبير مع صغير، لما العمل الفنى يبقى متكامل هنقدر نحط شخصيات كتيرة متنوعة، هي مشكلة تجارية ربحية، وكون إن يبقى فيه جهات حكومية كانت تدخل في الإنتاج كانت توازن في المعادلة، النهارده تركناها لبعض شركات يهمها الربح فقط، فمثلا فنان مثل محمد سعد، قوى وجيد جدًا، لما عمل سلسلة «اللمبى»، فضلوا يحرقوا فيه لما جاب جاز، وكرر نفسه، قاموا عملوا إيه رموه حتى مفيش حد حاول إنه يعيد اكتشافه مرة أخرى، هذا اقتصاد مع عالم معندهاش مانع ترمى أي حد في الدنيا، أو ترفع أي حد طول ما بيجيب فلوس.
■ برأيك..هل أنصفت الدراما مجتمع الصعيد، وقدمت صورته الحقيقية أم ظلمته؟
- إذا كان الأمر عن اللهجة ففى الأعمال الدرامية يأتون بمتخصصين في ذلك، ولكنى أنا صعيدى من أسيوط، أرى أن اللهجة تتغير من بلد إلى آخر، أما من حيث الموضوعات والقضايا المطروحة فهذه أغلبها قضايا واهية من الخيال وليست حقيقية مثل مسلسل «نسل الأغراب»، قصة ليست حقيقية وشبه أسطورية ليست موجودة في مجتمع الصعيد، وأرى حتى نتحدث بصراحة، مجتمع الصعيد تطور، أنا تربيت في كوم امبو لم تصبح مثلما كانت قديمًا فتغيرت، وكذلك الأقصر، جامعة أسيوط حاليا عملت تغير للفتيات والرجال في الزى هل هذا كان موجودا؟، النهارده في مشاكل حقيقية، خيانة، وزنا موجود في الصعيد، هل هذا كان موجودا زمان؟، كل شىء تغير حاليًا ولم يعد مثل الماضى في الصعيد.
■ كيف ترى عودة الأعمال الدرامية إلى تقديم حواديت قصيرة بعد ال 60 حلقة؟
- أؤيد الخمس والسبع حلقات، كنا قديمًا نقدم سهرة من جزء أو جزأين، وهذا مرتبط بالخريطة في الإذاعات مثلا وبالنسبة للمحطات التليفزيونية، فخريطة الإذاعة لديها إعادة ويوم مفتوح، وأرى أن ال 5 حلقات تتميز بالكثافة في تناول قضايا قصيرة، ورسائل سريعة تتواكب مع إيقاع الحياة، وأيضًا من ناحية التشغيل، فحينما أقدم عملا يحتوى على 45 حلقة يأخذ ما يقرب من 100 شخص يعمل، لكن لدى 3000 آخرون لا يعملون، فالمسألة هنا ليست تمثيلا فقط، هناك مهندسو ديكور، إكسسوار، عمال إضاءة، مديرو تصوير، نجارون، الصناعة لا تقوم على الممثل فقط، بل هو جزء من كل.
■ كيف ترى المنصات الرقمية وتأثيرها على الأعمال الفنية؟
- أعتبر أن هذا تطور تكنولوجى طبيعى، هناك مهن تتغير وهذا واقع الحياة، كان مثلا هناك أُناس تقوم بعمل مشروع كامل للفيديو كاسيت وانتهت، وأيضا الكاسيت الصوتى عفا عليه الزمن، حتى الكمبيوتر تطور شكله، فكل مرحلة تتغير إلى أخرى.
■ ماذا عن الجدل الدائر حول المهرجانات السينمائية بين مؤيد ومعارض وأنها أصبحت عروض أزياء؟
- هذه النوعية من المهرجانات وليست الجونة بمفردها، بشكل خاص لا أحبذها، وأفضل تكريم العلماء أو من قدموا وبذلوا مجهودا، وأراها نوعا من أنواع التواجد، ولكن أعتبر أن التواجد الحقيقى هو أن أترك ذكرى عملية ككتابة نص، أو عمل فنى، وأنا أربأ بنفسى، فكل شخص مسؤول عن نفسه، وهذه مسألة تقييمات ذاتية، فقناعاتى مثلا لا أحبذ التواجد في الأفراح والرقص في أفراح الفنانين، فكل شخص مسؤول عن نفسه وله حريته الشخصية، من تريد أن ترتدى بتحفظ فهى حرة، ومن تريد ألا تكون متحفظة في ملابسها فهى أيضًا حرة، وأنت كنجم عايز تروح تتنطط برضه أنت حر، أنا راجل عملى، أحب أشتغل فقط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.