جولة رابعة من المفاوضات «الروسية- الأوكرانية» عبر «الفيديو كونفرانس»

انطلقت الجولة الرابعة من المفاوضات الروسية- الأوكرانية، أمس، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، ووصف ممثل وفد كييف مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخائيل بودولياك، الجولة بأنها تواجه صعوبات لكنها مستمرة، مضيفًا أنها تتناول قضايا «وقف إطلاق النار وسحب القوات الروسية والضمانات الأمنية»، وقال الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، إن المفاوضين مع نظرائهم الروس سيصرون على إجراء محادثات مباشرة بين زعيمى البلدين، والتى من شأنها أن تؤدى إلى إحلال السلام.
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسى، ليونيد سلوتسكى، وهو عضو في الوفد الروسى المفاوض، إن هناك تقدمًا جديًا في المفاوضات مع أوكرانيا، وتحديدًا في المجالين العسكرى والإنسانى، مضيفًا أنه يمكن التوصل لموقف مشترك خلال أيام يؤدى للتوقيع على وثائق. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميترى بيسكوف، إن القوات الروسية لا تستبعد وضع مدن كبيرة في أوكرانيا تحت سيطرتها الكاملة مع ضمان أقصى درجة من الأمن للسكان، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمر في بداية العملية الخاصة في أوكرانيا بعدم اقتحام المدن، بما فيها العاصمة كييف، بسبب قيام المسلحين بنشر أسلحة هناك. وأشار إلى أن بلاده لم تطلب من الصين أن تقدم لها مساعدة عسكرية، حيث لديها ما يكفى من الموارد العسكرية اللازمة لعمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وأعلنت «سلطات دونيتسك» أن 20 شخصًا قُتلوا وأصيب 9 آخرون، بينهم أطفال، بجروح نتيجة هجوم شنته القوات الأوكرانية باستخدام صاروخ «توتشكا- أو» على مدينة دونيتسك، أمس.
وقالت مديرية حرس الحدود في مقاطعة روستوف إن الأراضى الروسية استقبلت حوالى 7 آلاف لاجئ من لوجانسك ودونيتسك، وذكر مصدر في هيئات حماية القانون الروسية أن عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى روسيا من دونباس وأوكرانيا تجاوز 250 ألف شخص، بينهم أكثر من 50 ألف طفل.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن نحو 12 ألف روسى سقطوا منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أنها تخشى من القصف الروسى المتكرر للعاصمة كييف، وأعلنت هيئة أركان الجيش الأوكرانى أن القوات الروسية الموجودة في ضواحى العاصمة تحاول تحييد المناطق المحيطة بها من أجل التمكن من محاصرتها بقوة، وكانت صور لأقمار صناعية أظهرت قبل أيام آليات عسكرية روسية تتجه نحو المدينة، التي يتخوف الغرب من سقوطها على الرغم من صمود القوات الأوكرانية بوجه الروس، إلا أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية رجحت في وقت سابق احتمال سقوطها، وفقًا لسكاى نيوز.
وأعلن أوليكسى أرتستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكرانى أن أكثر من 2500 من سكان مدينة ماريوبول المطلة على البحر الأسود سقطوا قتلى منذ بداية الحرب في 24 فبراير الماضى، متهمًا القوات الروسية بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة.
وقال مجلس مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة إن آخر ما لدى المدينة من مخزونات الطعام والماء ينفد، مضيفًا أن القوات الروسية التي تحاصر المدينة الساحلية واصلت قصف أهداف غير عسكرية. وأضاف في بيان: «الناس في وضع صعب منذ 12 يومًا، ولا توجد كهرباء أو ماء أو تدفئة في المدينة». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سلمت المعدات العسكرية الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها إلى دونيتسك ولوجانسك.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها لا ترى سببًا لإرسال قوات حفظ سلام تابعة لهيئة الأمم المتحدة إلى أوكرانيا، نظرًا لأن الوضع يخضع بالكامل لسيطرة الجيش الروسى، جاء ذلك وفقًا لما قاله مدير إدارة المنظمات الدولية ب«الخارجية الروسية»، بيوتر إيليتشيف، لوكالة الأنباء الروسية «نوفوستى»، مشيرًا إلى أن إرسال قوات حفظ سلام أممية إلى أوكرانيا ليس مطروحًا على جدول الأعمال بالأساس، حيث إنها ليست على جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو أي منصات دولية أخرى.
وتابع إيليتشيف: «المسار الإضافى لتسوية الوضع في الأزمة الأوكرانية سيعتمد على استعداد الجانب الأوكرانى للبحث عن حلول وسط، وبالتالى فإن الوضع الراهن لا ينص على أي مشاركة لأى وحدات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية».
وفى الوقت نفسه، وصل الرئيس الشيشانى، رمضان قديروف، إلى أوكرانيا للاجتماع مع القوات الشيشانية التي تتمركز قرب العاصمة كييف، ونشرت قناة «جروزنى» التليفزيونية الشيشانية مقطعًا مصورًا على قناتها على موقع التواصل الاجتماعى «تليجرام»، ظهر في غرفة مظلمة وهو يناقش مع القوات الشيشانية عملية عسكرية قالوا إنها جرت على بعد 7 كيلومترات من العاصمة الأوكرانية.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أوفد مستشاره للأمن القومى، جيك سوليفان، لإجراء محادثات مع مستشار السياسة الخارجية الصينى البارز، يانج جيه تشى، في روما، حول الدعم الإعلامى الصينى لروسيا ومؤازرتها في مواجهة العقوبات التي فُرضت على موسكو نتيجة تحركها العسكرى في أوكرانيا، وقال مسؤول، وفقًا لما نقلت «رويترز»، إن سوليفان سيحذر من العزلة التي قد تواجهها بكين على الصعيد العالمى إذا استمرت في دعم موسكو.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لى تشيان، إلى ضرورة توضيح الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل حقيقة أنشطتها العسكرية والبيولوجية في الخارج، بما في ذلك في أوكرانيا.
وأضاف: «إذا كانت الولايات المتحدة تريد إثبات صدق أنشطتها، فلماذا لا تفتح هذه المختبرات البيولوجية للتفتيش المستقل من قبل خبراء دوليين؟»، وأشار إلى أن النشاط العسكرى البيولوجى في أوكرانيا هو مصدر قلق للمجتمع الدولى، مؤكدًا أنه وفقًا للمعلومات التي تم نشرها مؤخرًا، تعمل عشرات المختبرات البيولوجية في أوكرانيا بناء على طلبات من وزارة الدفاع الأمريكية.
وتساءل: «ما الذي أنفقت 200 مليون دولار عليه؟ ما هي مسببات الأمراض التي درستها الولايات المتحدة؟»، مشيرًا إلى أن السفارة الأمريكية في أوكرانيا حذفت كافة الوثائق ذات الصلة من موقعها الإلكترونى، متسائلًا: «ما الذي يحاولون إخفاءه؟».
ودعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أمس الأول، إلى وقف الأعمال القتالية في أوكرانيا، وحثّ على أن يكون هناك تركيز حقيقى وحاسم على المفاوضات، وعلى أن تكون الممرات الإنسانية آمنة وفعالة.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، أن ما يقرب من مليونين ونصف المليون مواطن غادروا منازلهم لاجئين بسبب العملية العسكرية الروسية في البلاد، والتى دخلت أسبوعها الثالث، وأشارت إلى أن العمليات العسكرية الروسية وما شملته من قصف برى وجوى تسببت في دمار واسع النطاق، كما أشارت إلى أن الأمم المتحدة أكدت وقوع 1663 ضحية مدنيين منذ بدء العملية، مرجحة أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من الحصيلة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة.
وأكد وزير الدفاع الإيطالى لوزنزو جويرينى، أمس، أن فرض منطقة حظر طيران في أجواء أوكرانيا سيعنى إرسال طائرات حلف شمال الأطلسى (الناتو) وبالتالى دخول الحرب ضد روسيا، وهو «حل غير ممكن».
وأضاف جويرينى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يجرى حسابات «على خطط خاطئة ورهان خاسر كان يخطط بموجبه لتحقيق أهدافه في غضون أيام قليلة وهذا لم يحدث»، معربًا عن أمله في أن يتم حل هذه الأزمة دبلوماسيًا، وفق ما نقلته وكالة (نوفا) الإيطالية.
ووصفت بولندا الهجوم الروسى على منشأة عسكرية قرب حدودها بأن هدفه إثارة الفزع بين المواطنين، وقال الرئيس البولندى أندريه دودا إن استخدام موسكو الأسلحة الكيميائية خلال العملية العسكرية في أوكرانيا سيبدل قواعد اللعبة، وسيدفع حلف شمال الأطلسى لإعادة التفكير في النزاع، وأضاف: «فى حال استخدم الرئيس الروسى أي أسلحة دمار شامل فسيبدل الأمر قواعد اللعبة كاملة بالنسبة للتحالفات».
وأضاف أنه سيتعين في هذه الحال على حلف «الناتو»، الذي انضمت إليه بولندا عام 1999، التفكير جديًا في خطواته المقبلة، وأشار دودا إلى أن بوتين سيلجأ إلى كافة الوسائل، وخصوصًا أنه خسر هذه الحرب سياسيًا، بينما لم يعد عسكريًا قادرًا على الانتصار فيها، حسب قوله.
وأكد أن ما يصل إلى 5 ملايين لاجئ قد يغادرون أوكرانيا خلال الحرب، وسينتهى الأمر بنصفهم تقريبًا في بولندا، حيث استقبلت حوالى 1.7 مليون لاجئ منذ العمليات العسكرية في أوكرانيا.