يشكو الطلاب من المذاكرة، آملين فى انتهاء الحياة الدراسية والامتحانات سريعًا. على الجانب الآخر، هناك مَن يسعى ويعافر من أجل اغتنام العلم ويستغل كل لحظة من حياته لتعلّم المزيد. «التحقتُ بفصول التعليم المجتمعى، وحصلت على الشهادة الابتدائية فى ثلاث سنوات، ثم الإعدادية، حتى وصلت حاليا إلى الثانوية العامة الشعبة الأدبية، بجانب عملى فى التسويق الإلكترونى». بهذه الكلمات يحكى أحمد سعيد عبدالخالق، أحد سكان المعادى، صاحب ال22 عامًا، قصته مع التعليم، الذى لم يقربه بسبب ظروف خاصة إلا فى الرابعة عشرة من عمره، عندما أصر إخوته على أن يلتحق بالتعليم لكنه لم يكن يَعِى ضرورة ذلك. وكأى طالب، يمر «أحمد» بأوقات فتور يفكر خلالها أن يتوقف عن التعليم، لكنه يُكمل بتوفيق الله عز وجل وتشجيع إخوته، ليدرك أن الاستمرارية مع خطوات بسيطة تصل به إلى مكانة أعلى، موضحًا أن أهله وأصدقاءه هم الداعمون له دائمًا، ويذكر نصيحة والدته: «السنين حتمًا ستمر، فبعد 5 سنوات إما أن تكون بخبرات أكثر وتعليم أعلى، أو بلا أى إضافة، فقط تشاهد التلفاز وتضيّع وقتك، فكن إنسانًا منتجًا». فى هذا الصدد، أشار «أحمد» إلى أنه أخذ خطوات مهمة فى حياته فى 6 سنوات، وبعد مرور 3 أو 4 سنوات أخرى سيكون فى مكان أفضل من الآن، مؤكدًا أن الوقت هو الأهم، فهو حقًا كالسيف بالنسبة له. على الرغم من بداية حياته التعليمية فى سن متأخرة، لكنه تعلم قراءة القرآن الكريم منذ صغره، وأتَمَّ حفظه فى الثانية عشرة من عمره. وعندما بدأ رحلة التعليم، لم يتوقف «أحمد» عند التعليم المدرسى، بل استفاد من التعلّم الذاتى، فيقول: «بعد أن كان مستواى فى الإنجليزية صفرًا، أستطيع الآن قراءة كتب كاملة، وذلك من خلال ممارسة لمدة عشر دقائق يوميًا. حصلت على تدريبات مكثفة فى ريادة الأعمال والتسويق والمبيعات، وفى 2019، تمكنت من أن أكون أحد متحدثى (TEDX)، وهذا كان أحد أحلامى». يأمل صاحب ال22 عامًا فى الالتحاق بكلية التجارة لشغفه بالتسويق والمبيعات وخدمة العلماء، مضيفًا: «أنشأت صفحة شبكة علاقات الوطن العربى لتساعد الجميع فى قضاء مصالحهم من خلال التواصل ومساعدة الآخرين فى الوصول إلى فرص عمل». ■ هذا المحتوى ينشر بالتعاون مع «مركز المصرى اليوم للتدريب»
