منذ سنوات بعيدة.. تخيلت أنني تركت مسائل الحساب وتفاصيلها الدقيقة بلا رجعة، بعد أن التحقت بالقسم الأدبي، ولكنني اكتشفت أنني حتي الآن، أضطر إلي محاولة فهم"معادلات البشر" وكثيرا ما أقف عاجزة عن فك "لوغاريتماتها" وكأنني أمام حسبة "برما"! بعد كل تلك السنوات اكتشفت أن حياتنا عبارة عن مسألة حسابية معقدة.. كثيرون نطرحهم من حياتنا وقليلون نضيفهم إليها.. كم شخصا أصبح في خانة "الناقص"في دائرتك؟ كم صفرا انتقل من اليمين ليأخذ موقعه في الشمال لتفاجأ بالنتيجة، وتجد نفسك تفقد عشرات الأشخاص للأبد لم يرحلوا عن الحياة ولكن ماتت فيهم أحلي صفاتهم، فنراهم بارعين في جدول الضرب "يضربون" الناس في بعض وتقتصر عملية "القسمة" علي بعضهم فقط إذا توافقت المصالح والمنفعة، و"يجمعون" كل ما يمكن أن تصل اليه أيديهم من مكاسب، أما إذا تعارضت مصالحهم معك يقومون "بطرحك" من المعادلة أو اسقاطك من الحسبة أوضربك في الصميم، والنتيجة تساوي صفرا للعلاقات الانسانية. قد ينجح بعضهم أحيانا، في الانتقال من موقعه ويصبح صفرا علي اليمين ولكن سرعان ما يعود لموقعه الطبيعي، طال وقت حل المسألة أم قصر أو مهما صعب حلها في الوقت الحالي،لأن المعادلة لابد أن تعود لتصبح صحيحة في النهاية. أما بالنسبة للوطن فهو غير قابل للقسمة أو الضرب أو الطرح، فلا تفقدوا الأمل لأن حسابات "ربنا" أكبر وأدق وأصح من حسابات البشر.