تسيطر روسيا عن طريق قاعدتها في معسكر القطب الشمالي السابق، على معدنين ضروريين للنقل الأكثر اخضرارًا ورقائق الكمبيوتر التي يعتمد عليها إنتاج السيارات الحديثة. وقالت الصحيفة الدولية «وول ستريت جورنال» في تقرير لها، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعي وحلفاؤها لتوقيع العقوبات على روسيا دون الإضرار بوصولها إلى السلع الرئيسية، لذا لم يتم فرض عقوبات على شركة MMC Norilsk Nickel PJSC التي تنتج حوالي 5٪ من الإنتاج العالمي السنوي للنيكل، وهو مكون رئيسي لبطاريات السيارات الكهربائية، وحوالي 40٪ من البلاديوم الذي يستخدم في المحولات الحفازة وأشباه الموصلات، كما تنتج الشركة أيضًا معادن انتقال الطاقة مثل الكوبالت والنحاس، ما يبرز المعضلة التي تواجهها الحكومات في سعيها لمعاقبة روسيا دون الإضرار بوصولها إلى السلع الأساسية. وفي الآونة الأخيرة قفز سعر هذه المعادن منذ غزو روسيالأوكرانيا وسط مخاوف من العقوبات الغربية أو الصعوبات اللوجستية الناجمة عن الصراع من خنق الإمدادات، -وفي وقت سابق- تم تداول النيكل عند أعلى مستوى له منذ عقد، وارتفع بنسبة 37 ٪ حتى الآن هذا العام، وارتفع مستوى البلاديوم بنسبة 66٪ حتى الآن. وكان قد انخفض سعر سهم Nornickel- مثل أسعار شركات السلع الأساسية الروسية الأخرى بنسبة 17٪ حتى الآن هذا العام، حيث خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تصنيف ديون نورنيكل إلى غير المرغوب فيها. وخوفًا من العقوبات تتطلع الشركات الغربية إلى تنويع إمداداتها بعيدًا عن Nornickel، ويعكس هذا الاتجاه السائد في العديد من السلع، بما في ذلك النفط والصلب. وقال العضو المنتدب لرابطة معادن المجموعة البلاتينية الدولية، وهي مجموعة تجارية تضم في عضويتها مشترين وموردين للبلاديوم: «إذا كانت لدينا عقوبات ولا يمكننا الوصول إلى هذا البلاديوم، فعليك أن تتوقع حدوث اضطراب على مستوى العالم». وتبحث شركة Outokumpu Oyj، إحدى أكبر مصنعي الفولاذ المقاوم للصدأ في العالم، عن بديل آمن لإمداداتها؛ وقالت الشركة الفنلندية إن حوالي 6٪ إلى 7٪ من نيكلها يأتي من Nornickel، والباقي يأتي من الفولاذ المعاد تدويره. وقالت متحدثة: «بالنظر إلى الوضع في أوكرانيا، فإننا نبحث عن بدائل للإمداد الروسي بالنيكل». وقالت شركة BASF SE الألمانية إنها ستفي بالعقود الحالية مع Nornickel لكنها لن تواصل أي عمل جديد مع الشركة الروسية، ووصفت شركة الكيماويات العملاقة شركة Nornickel بأنها مورد مهم للنيكل والكوبالت لإنتاجها لمواد الكاثود وكذلك مصدر للبلاديوم والبلاتين.
