على وقع اندلاع الحرب بين روسياوأوكرانيا، ورغم الإدانات الدولية واسعة النطاق ل«موسكو»، يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عملياته العسكرية في الأراضي الأوكرانية ضاربًا بعرض الحائط التهدديدات الغربية ب«تكبيل اقتصاد» بلاده. وبينما تتصاعد وتيرة الحرب التي أعلن الكرملين أن «الرئيس الروسي، بوتين، لم يحدد بعد متى نهايتها» قالت تقارير أمنية أن ميزان القوة العسكرية يرجح كفة الدب الروسي. وفي التقرير التالي ترصد «المصري اليوم» ما الذي تحمله كفتي موسكو وكييف بلغة الأرقام ومموازين القوى: على الصعيدين العسكري والاستراتيجي تتفوق قدرة موسكوفي حربها على كييف؛ إذ ا يأتى الجيش الروسي، في المركز الثاني في ميزان القوة بعد نظيره الأمريكي، أما أوكرانيا فتقع في المركز 22 بين 140 جيشًا، وذلك بحسب موقع «جلوبال فاير». وعلى صعيد القوة الديموغرافية والعسكرية، يبلغ عدد سكان روسيا قرابة 142 مليون نسمة، من بينهم 69 مليون نسمة كقوة بشرية متاحة، وتعداد جنود الجيش الروسي في الخدمة 3.569 مليون جندي، إضافة إلى 2 مليون جندي في قوات الاحتياط. ويمتلك الجيش الروسي 4144 طائرة حربية، من بينها 789 مقاتلة، و742 طائرة هجومية، و1540 مروحية عسكرية منها 538 مروحية هجومية، ويمتلك الجيش الروسي 13 ألف دبابة كما تمتلك روسيا أكثر من 27 ألف مدرعة، ومن حيث المدافع يمتلك الجيش الروسي أكثر من 6540 مدفع ذاتي الحركة، وقرابة 4465 مدفع ميداني، و3860 راجمة صواريخ. فضلأ عن امتلاك روسيا لقوة بحرية هائلة؛ إذ يتكون الأسطول الروسي من 603 قطعة بحرية، من بينها حاملة طائرات وحيدة، ويمتلك الجيش الروسي كذلك 64 غواصة، و11 فرقاطة و48 كاسحة ألغام، كما تبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الروسي 42 مليار دولار أمريكي. أما أوكرانيا فيبلغ عدد سكانها حوالي 44.13 مليون نسمة، فيما يصل عدد جنود أوكرانيا، 255 ألف جندي عامل و900 ألف في قوات الاحتياط. ويمتلك الجيش الأوكرانب 318 طائرة عسكرية، و2596 دبابة، وحوالي 12 ألف مدرعة و785 مدافع ذاتية الحركة و2040 مدفع ميداني و550 راجمة. تتفوق روسيا أيضًا في القوة البحرية أمام نظيرتها الأوكرانية، فيتكون الأسطول الأوكراني من 316 قطعة، دون امتلاك حاملات طائرات ومدمرات، أما ميزانيته 9.6 مليار دولار فقط. لا فرصة لأوكرانيا ضد الروس إلا بالاستعانة بالخارج ويؤكد مراقبون أنه «لا فرصة للأوكرانين ضد الروسيين إلا بتحويل القتال من نظامي إلى حرب عصابات، مع الاستعانة بالخارج الأمريكي والأوروبي بشكل خاص.وبحسب تقييم «ميليتاري بالنس» التابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني، يميل ميزان القوى العسكري الميداني بشكل كبير إلى روسيا في الهجوم الذي أطلقته الخميس على أوكرانيا، إذ تتمتع بقدرات ساحقة بالمقارنة مع جارتها التي تملك منظومة دفاع جوي ضعيفة رغم المساعدات العسكرية المتزايدة من الغر. الروس وسيطرة كاملة على الأجواء من جحهة أخرى يرى المستشار الخاص لمؤسسة البحوث الاستراتيجية، في باريس فرنسوا إيسبور أن «الأوكرانيين في وضع استحالة عسكريًا بفعل سيطرة الروس الكاملة على الأجواء».؛ إذ وصف الهجوم بأنه «أشبه بنسخة القرن الحادي والعشرين من الحروب الكبرى في أوروبا خلال القرن العشرين»، مذكّراً بأن «القوات الروسية دخلت عبر خاركيف (شرق أوكرانيا)» خلال الحرب العالمية الثانية «للالتفاف على القوات الأوكرانية من الخلف في خنادقها، فلم يعد أمام الأخيرة حل آخر سوى الاستسلام بعدما دافعت عن نفسها بشراسة». وحشدت روسيا بحسب الغربيين 150 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا و30 ألفاً آخرين في الشمال عند حليفها البيلاروسي، منها وحدات استراتيجية مزودة أحدث الأسلحة، تملك خبرة قتالية واسعة لمشاركتها منذ عام 2015 في النزاع في سوريا. كذلك نشرت روسيا وحدات بحرية في البحر الأسود، ومنعت الملاحة في بحر آزوف الذي يحد الأراضي الأوكرانية والروسية من الجنوب، وبدأت الخميس بتنفيذ ضربات في عمق الأراضي الأوكرانية. في المقابل، فإن أوكرانيا المطوّقة بدرجة كبيرة إذ لم يتبق لها سوى منفذ إلى بولندا وسلوفاكيا من الغرب، والمجر ورومانيا ومولدوفا إلى الجنوب، لديها في المجموع ما يقرب من مئتي ألف مقاتل. وعمدت هذه الجمهورية السوفياتية التي لا تزال مجهزة إلى حد كبير بمعدات سوفياتية، إلى تحديث سريع لقواتها المسلحة، مع الامتثال لمعايير حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ العملية العسكرية الروسية الأولى التي ضمت على إثرها روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها عام 2014. وقدمت الولاياتالمتحدة لها 2،5 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ ذلك الحين، بما في ذلك أكثر من 400 مليون دولار عام 2021. وأقر الكونغرس الأميركي 500 مليون دولار إضافية كمساعدة للتعامل مع أي غزو روسي. ويتولى جنود أميركيون تدريب نظرائهم الأوكرانيين على التعامل مع الأسلحة التي قدمتها واشنطنلأوكرانيا، بما فيها أسلحة صغيرة وسفن حربية وقاذفات صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات، ما قد يحد من التوغل البري الروسي. ما سلمت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا قاذفات صواريخ «جافلين» المضادة للمدرعات وصواريخ «ستينغر» الأميركية المضادة للطائرات إلى كييف. كما قدمت بريطانيا التي تحتل أيضا موقعا طليعيا على صعيد حجم المساعدات العسكرية، قاذفات صواريخ «جافلين» ودربت 22 ألف جندي أوكراني منذ عام 2015. كما أن الجيش الأوكراني الذي تقلص عديده بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، بات أكبر بكثير وأفضل تدريباً مما كان عليه عام 2014، ويمكنه الاعتماد على 900 ألف جندي احتياطي، ما ينبئ بمقاومة داخلية قوية ضد الروس. ويمكن أن يترافق الهجوم الروسي التقليدي أخيرا مع موجة هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية الإستراتيجية الأوكرانية. وتم حجب العديد من المواقع الحكومية الأوكرانية الأربعاء، بعد استهدافها سابقا في يناير. وتعزو كييف هذه الهجمات إلى جهات مشغلة روسية، وهو ما تنفيه موسكو. في هذا الصدد، خطط الاتحاد الأوروبي لتفعيل فريق الرد السريع على الهجمات الإلكترونية من أجل مساعدة أوكرانيا. الصراع الروسي الأوكراني بلغة الأرقام روسيا عناصر الخدمة الفعلية: 900 ألف عنصر عناصر الاحتياط: مليونا عنصر القوات شبه العسكرية: 554 ألف عنصر الدبابات: 2927 الطائرات (سلاح الجو): 1846 الطوافات: 832 الغواصات: 51 أوكرانيا عناصر الخدمة الفعلية: 196 ألف عنصر عناصر الاحتياط: 900 ألف عنصر القوات شبه العسكرية: مئة وألفا عنصر الدبابات: 858 الطائرات (سلاح الجو): 187 الطوافات: 46 الغواصات: 0