تتواصل المساعى الدبلوماسية الأوروبية المكثفة لاحتواء أزمة التصعيد الروسى على الحدود الأوكرانية، وسط دعوات إلى موسكو بالتهدئة، في حين يصر الكرملين على تلقى ردود واضحة على ضماناته الأمنية التي قدمها إلى بروكسل وحلف شمال الأطلنطى «ناتو» والولايات المتحدة بوقف زحف الحلف ناحية الشرق وضم أوكرانيا في عضويته، بينما أكد السفير الأوكرانى في لندن أن بلاده قد تسحب طلبها الانضمام إلى عضوية الحلف إن كان ذلك سيؤدى إلى وقف التصعيد الروسى ضد أوكرانيا، وهو ما نفاه مسؤولون حكوميون في كييف. وزار المستشار الألمانى، أولاف شولتز، كييف في مسعى لنزع فتيل التهديد «الخطير» المتمثل في غزو روسى محتمل لأوكرانيا، والذى قد يتسبب في تفجر أسوأ أزمة بأوروبا منذ الحرب الباردة، وسط تحذيرات من تفاقم مخاطر اندلاع الحرب. وبعد زيارته إلى أوكرانيا، توجه «شولتز» إلى موسكو على خطى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذي زارها الأسبوع الماضى. وشددت ألمانيا، المتهمة بالتساهل كثيرًا حيال روسيا، لهجتها، وقال الرئيس الألمانى فرانك- فالتر شتاينماير: «نحن وسط خطر اندلاع صراع عسكرى». ولايزال مصير خط أنابيب «نورد ستريم 2» غير واضح، وهو خط مثير للجدل، كان قد تأسس لنقل الغاز الروسى إلى أوروبا عبر ألمانيا، كما تَوافَق الرئيس الأمريكى جو بايدن ونظيره الأوكرانى فولوديمير زيلنسكى، خلال مكالمة هاتفية مساء أمس الأول، على مواصلة نهجى «الدبلوماسية والردع» حيال روسيا، ودعا «زيلنسكى» بايدن إلى زيارة كييف لإظهار دعم واشنطن لبلاده في مواجهة خطر الغزو الروسى. ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، قوله: «بايدن وبوتين على تواصل، وهناك حوار على جبهات أخرى. هذا تطور إيجابى لأنك تعلم أنه قبل عامين فقط لم يكن هناك حوار، ولم تكن هناك مثل هذه الاتصالات على الإطلاق»، مضيفًا: «لكن بالنسبة لبقية الجوانب، للأسف لا يمكن الحديث سوى عن سلبيات فقط في العلاقات الثنائية.. وصلنا إلى مستوى متدنٍّ للغاية. إن العلاقات في الواقع في الحضيض».
