قدّر المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، ما حدث من تجاوزات أثناء نقل الصناديق في المرحلة الثانية ب«عشر أضعاف ما حدث المرحلة الأولى»، مؤكدًا أن التجاوزات هذه المرة جاءت «مقترنة بقلة أدب على القضاة واعتداء واستعلاء عليهم، كأنهم مستوردين من الخارج». وقال «الزند» مساء، الخميس، إن الاعتداءات بحسب ما نقله القضاة لغرفة العمليات «صدرت من مواطنين ومرشحين وجنود وبلطجية»، مؤكدًا صعوبة تحديد المعتدين وسط حالة الهرج والمرج الكبيرين التي شهدتها عملية نقل الصناديق، على حد تعبيره. ومطالبا القضاة بتقديم بلاغات للنيابة العامة، شدد «الزند» على أن تلك البلاغات ستكون محل تحقيق موسع لإنصاف القضاة، مشيرًا إلى أن تلقى اتصالات من نحو عشر قضاة لإبلاغه نيتهم بالاستقالة، وأن عشرات آخرون يدرسون عدم استكمال الإشراف على عملية الفرز الحالية أو المرحلة الثالثة من الانتخابات، محذرًا رئيس نادي القضاة مما يتعرض له القضاء اليوم، واصفا إياه ب«الحصن الأخير للشعب». وأردف أن غرفة عمليات نادي القضاة تلقت ما يقترب من 600 بلاغ من القضاة، واصفًا حجم هذه الشكاوى بأنه «تصميم على افساد الانتخابات في آخرها»، وأوضح أنه سبق أن «وعد البعضُ بتلافي سلبيات المرحلة الأولى، وهو ما لم يحدث». وفيما يتعلق بما سماه «الزند» مساوئ الفرز في اللجان الفرعية، خاطب الزندُ المستشارَ عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، بقوله: «حديثك عن عدم رد المجلس العسكري عليك فيما يتعلق باقتراح الفرز في اللجان الفرعية يصيب القضاة ب(غصة)»، مضيفًا: «أنت قاضٍ، وكان أكرم لك أن تعود لمحكمتك أو بيتك». في السياق نفسه، أكّد المستشار محمود حلمي الشريف، المتحدث الرسمي باسم نادي قضاة مصر، تعرض القضاة لاعتداءات شديدة في اللجان العامة، ومقار الفرز، وأضاف أن «أحد الجنود ضرب قاضية أمام إحدى اللجان العامة في الجيزة، فأفقدها الوعي، في حين تعرض عشرات القضاة إلى الضرب والسب والإهانة، ما أفقدهم القدرة على الفرز».