بعد رحلة طويلة من الكفاح والمعاناة، شيّع الآلاف من أهالى قرية «سنجها المؤانسة» بمركز كفر صقر فى محافظة الشرقية، أكبر معمرة فى مصر، الحاجة فهيمة إبراهيم، 109 أعوام. ونعى صندوق «تحيا مصر» أكبر معمرة فى مصر، وذكر الصندوق، فى بيان: «رحم الله الحاجة فهيمة، التى ضربت أروع أمثلة العطاء وبادرت بالتبرع بمدخراتها لصالح (تحيا مصر).. وسيظل الصندوق يُثمِّن هذه المشاركة، التى دعمت بها الفقيدة مبادئ التكافل والتراحم بين أبناء الوطن، فقد كانت- رحمة الله عليها- مثالًا للمرأة المصرية التى دعمت قريتها وساندت أهلها وأرْسَت قواعد التكافل بين أبنائها». وقال «أمين»، نجل الفقيدة، إن والدته كانت سيدة عصامية عملت فى مجال بيع السمن والزبدة الفلاحى والليمون، واشترت أراضى من «عرق جبينها»، وأضاف: «تعلّمنا منها الإخلاص والأمانة والجد والاجتهاد فى العمل، وعملها طوال عمرها كان بمثابة شرف كبير ووسام على صدورنا، والجمع الغفير الذى شارك فى تشييع جثمانها جاء تكريمًا لها لأنها كانت سيدة وطنية مخلصة فى عملها». وأشار أحمد السيد شحاتة، زوج نجلة الفقيدة، إلى أنها كانت سيدة ودودة لجميع أبنائها وأهالى القرية، وعانت كثيرًا فى حياتها وكافحت من أجل تربية أبنائها، لافتًا إلى أنها كانت تحرص على المشاركة فى الانتخابات والاستفتاءات الدستورية، رغم كبر سنها وظروف مرضها. وقبل 3 أعوام، حقق الرئيس عبدالفتاح السيسى أمنية الفقيدة، بناءً على طلبها بمقابلته والتبرع ب30 ألف جنيه لصالح صندوق تحيا مصر، وصافحها الرئيس، وقبّل رأسها، وقدّم لها الشكر على عطائها، الذى يعبر عن وطنيتها وحبها لوطنها. «الحاجة فهيمة» من مواليد نوفمبر 1913، وظلت تعمل فى تجارة جمع الجبن القريش والزبد البلدى من أقرانها بقريتها وتقوم ببيعها داخل المراكز والمحافظات لمساعدة زوجها بعد تقدمه فى السن.