مع الجزء الثالث لدراسة الشيخ «طنطاوي» في جذور العنف في التاريخ اليهودي وفيها نرصد بعض رذائل الكيان الصهيوني وتشرح الدراسة بالتفصيل بعض هذه الرذائل وأهمها «نقضهم العهود والمواثيق، سوء أدبهم مع الله تعالى، جحودهم الحق وكراهتهم الخير لغيرهم بدافع الحسد، تحايلهم على استحلال محارم الله تعالى، نبذهم لكتاب الله، تحريفهم للكلم عن مواضعه، وحرصهم على الحياة وجبنهم عن الجهاد، وطلبهم من نبيهم موسى أن يجعل لهم إلهاً كما لغيرهم آلهة، وعكوفهم على عبادة العجل، وتنطعهم فى الدين، وإلحافهم فى المسألة». ولنضرب مثالاً حالياً لبعض هذه الرذائل ما حدث مع أسطول الحرية الذي جاء لتقديم يد العون لأهل غزة (نصرهم الله) ولكن الصهاينة قابلوا ذلك بهجوم شرس وقتل وإرهاب. وإن كل المواثيق الدولية وحتى الفطرة الإنسانية تضع ما فعله هذا الكيان في خانة جرائم الحرب، ولكن هذا الكيان فعل ما أخبرنا به الله تعالى في قوله (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُون). إن أسطول الحرية وما فعله من كشف لبعض رذائل الكيان الصهيوني يكشف أيضاً عن تقاعس بلادنا العربية عن دورها في مد يد العون لأهل غزة. ومن وجهة نظري هذا التقاعس يرجع إلى أن البلدان العربية حكومة وشعباً قد إعتادوا على الهوان وهنا يجب أن يتعظوا مما حدث لبني إسرائيل وقصتهم مع فرعون وكيف أن فطرتهم قد فسدت وتعودت المهانة وكيف أنهم رفضوا دخول الأرض المقدسة فكانت العقوبة بالتيه في الأرض أربعين سنة وفي ذلك حكمة وهي فناء هذا الجيل الذي تعود الذل والمهانة ونشاة جيل أخر عزيز. فعلينا أن نعتبر بهذه الأمثال التى بينها الله تعالى لنا، ونعلم أن إصلاح الأمم بعد فسادها بالظلم والاستبداد، إنما يكون بإنشاء جيل جديد يجمع بين حرية البداوة واستقلالها وعزتها، وبين معرفة الشريعة والفضائل والعمل بها، فأرجو من الله ان يعزنا و ينصرنا و ينشأ بيننا هذا الجيل العزيز دون أن نتعرض للعقوبة كما حدث مع بني إسرائيل. وشكراً