ختام فعاليات «الحوار الاستراتيجى» بين مصر والولايات المتحدة

اختتمت، أمس، فى العاصمة الأمريكية «واشنطن»، فعاليات الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة، برئاسة وزيرى خارجية البلدين، سامح شكرى وأنتونى بلينكن.
وتطرقت جِلسات الحوار الاستراتيجى، بين مصر والولايات المتحدة، إلى عدد من مجالات التعاون ذات الاهتمام المتبادل، بينها الموضوعات السياسية والاقتصادية والقضائية والقنصلية وحقوق الإنسان، وكذلك فى مجالى التعليم والثقافة، فضلا عن تبادل الرؤى والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
وقال «شكرى»، خلال مؤتمر مع نظيره الأمريكى، على هامش الحوار الاستراتيجى، أمس الأول، إن الشراكة بين مصر والولايات المتحدة مهمة جدًا من أجل المحافظة على السلام والازدهار فى المنطقة، إذ إنها تعد حجز الزاوية لعملية الاستقرار، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط تواجه الكثير من التحديات.
وأضاف «شكرى» أن مصر والولايات المتحدة تعاونا خلال ال10 سنوات الماضية فى جميع المجالات، بما فى ذلك العلاقات الثنائية، خاصة تحسين الأوضاع فى المنطقة، فهما حليفان يشتركان فى العديد من الرؤى المختلفة، لذا فمن مصلحة البلدين أن تتحسن هذه العلاقات، حيث تمكّنت مصر من تحسين أوضاعها وتمكين استقرارها وتحولها لقوة إقليمية متوازنة، لترسيخ دورها الكبير فى استقرار المنطقة، مثمنًا العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق العديد من الأهداف، أهمها تحقيق الأمن ومحاربة الإرهاب ومحاربة التطرف الأيديولوجى.
وأشار «شكرى» إلى تفرد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة على الأصعدة كافة، وضرورة مواصلة العمل نحو تعزيز جميع أُطر التعاون الثنائى بين البلدين، بما فى ذلك مجالات التجارة والطاقة والبحث والتطوير والتكنولوجيا والتعليم العالى والتبادل الثقافى والرعاية الصحية، وهى المجالات التى توفر آفاقًا وفرصًا لتعميق العلاقات بين البلدين، وبما يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة بين الجانبين.
وأعرب «شكرى» عن أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة مع الولايات المتحدة، والدور الذى أسهمت فيه أطر التعاون من أجل تعزيز قدرة الدولة المصرية على مواجهة التحديات، بما فى ذلك التعاون فى مكافحة الإرهاب والأيديولوجية المتطرفة، وفى دعم جهود الدولة الدؤوبة لتحقيق التنمية للشعب، حيث استعرض الجهود الحثيثة من أجل توفير دعائم الحياة الكريمة للمواطن، والعمل على تعزيز واحترام الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع الأخذ فى الاعتبار الخصوصية الاجتماعية والحقائق التنموية والخصائص الثقافية للدولة، منوهًا بصدور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتى جاءت كنتاج لحوار مجتمعى شامل بمشاركة أطراف المجتمع المدنى المعنية، وذلك بالإضافة إلى إنهاء حالة الطوارئ.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، استكمل «شكرى»: «التعاون الأمنى فى غزة والتنسيق الكبير مكننا من تعزيز الاستقرار فى المنطقة، كما أن التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والولايات فى سبتمبر الماضى، والاجتماعات بين القادة العسكريين سابقا، عززت من التعاون العسكرى بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون فى المسائل الاستراتيجية، كما ساهمت فى تعزيز دور الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط»، ونوه بأن العلاقات مع أمريكا لا تقتصر فقط على الأمن والاستقرار، لكنها علاقات علمية واقتصادية وثقافية، وهى مجالات من أجل تعميق أواصر الصداقة بين الشعبين، مؤكدًا دعم مصر لهذه المجالات من أجل توثيق هذه العلاقات لمصلحة البلدين، بما فيها التجارة والبحث العلمى والبحث الأكاديمى.
بدوره، أشار «بلينكن»، إلى أهمية الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة لمواجهة الكثير من التحديات، حيث إنه سيغطى الكثير من القضايا، مثل الأمن الإقليمى فى المنطقة، لأن هذا هو حجر الأساس للاستقرار، منوهًا بأن العلاقات بين الدولتين تتوسع خلال الوقت الحالى فى كثير من مجالات التعاون.
وقال «بلينكن» إن جهود الوساطة المصرية كانت أساسية لتحقيق الاستقرار فى «غزة» ووقف الاعتداءات، وكانت مصر تلعب دورا هاما لحشد الأموال لمساعدة القطاع.
وحول ليبيا، أكد «بلينكن» أن مصر لعبت دورا مهما كذلك فى العملية السياسية داخل الأراضى الليبية، وعملت كذلك مع الولايات المتحدة لمعالجة القضايا الاقتصادية، وتم الاتفاق على أهمية التعاون بين كل الأطراف، خاصة أن البلدين يتشاركان الكثير من المخاوف فى المنطقة والمرتبطة بالقضاء على الإرهاب، وكذلك حماية المواطنين، بما فى ذلك المواطنون الأمريكيون فى المنطقة.
وبشأن السودان، أضاف «بلينكن»: «الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن تستعيد الاستقرار والنظام الديمقراطى فى السودان مرّة أخرى.