«عودة الروح» للمناطق السياحية والفنادق فى المحافظات

شهدت المناطق السياحية فى المحافظات إقبالًا من السائحين خلال الفترة الأخيرة، لأول مرة منذ انتشار كورونا، حيث توافدت الأفواج السياحية على الأقصر وأسوان والبحر الأحمر وجنوب سيناء، وعادت الطوابير أمام المعابد والمناطق السياحية كما كان الحال من قبل، فيما شهد عدد من فنادق البحر الأحمر «أوفر بوكينج» فى حجوزاتها، وعاد الانتعاش من جديد للأنشطة المرتبطة بصناعة السياحة.
فى أسوان، عادت الحياة من جديد للمعابد والمزارات الأثرية والسياحية مع بداية انطلاق الموسم السياحى الجديد وقدوم فصل الشتاء بعد شبه توقف لحركة السياحة العالمية نتيجة كورونا. وشهدت المزارات السياحية والمناطق الأثرية انتعاشة كبيرة بعد توافد أعداد كبيرة من السائحين الأجانب على زيارتها، وظهرت الطوابير الكبيرة لأول مرة منذ فترة واصطفاف السائحين أمام بوابات ومداخل المعابد، خاصة معابد فيلة وكوم أمبو وإدفو وأبوسمبل، فى مشهد يعيد إلى الأذهان التدفق السياحى الكبير الذى كانت تشهده أسوان قبل سنوات.
الدكتور عبدالمنعم السعيد، مدير آثار أسوان والنوبة، أكد أن المناطق الأثرية شهدت استعدادا مكثفا قبل الموسم السياحى الذى بدأت بشائره مبكرا، حيث تم الاهتمام بنظافة المواقع الأثرية فى مختلف المزارات لاستقبال السائحين، وتم وضع لوحات إرشادية لمسار الزيارة، مع صيانة ورفع كفاءة الإضاءة للمعابد وتطوير الإنارة الداخلية والحمامات وتشغيل جميع الكاميرات.
وقال شكرى سيف، نقيب المرشدين السياحيين بالمحافظة، إن الموسم السياحى هذا العام مبشر، مقارنة بالأعوام الماضية، لافتا إلى أن التطعيم ضد كورونا فى الدول التى يتوافد منها السائحون وفى مصر ساهم بشكل كبير فى زيادة أعداد السائحين، وهو ما تمت ملاحظته خلال الأيام الماضية. وتابع إن استضافة أسوان عددا كبيرا من السفراء خلال تعامد الشمس فى أبوسمبل مع افتتاح طريق الكباش كان له أثره على توافد السائحين، خاصة فى ظل عدم وجود بورصات للترويج حاليا، ويعتبر الترويج من خلال الميديا أحد عوامل الجذب للسياحة حاليا.
ويقول أحمد نمر، مرشد سياحى، إن السياحة هذا العام مطمئنة بشكل كبير، وهو ما تلاحظ من خلال زيادة نسبة الإشغالات والحجوزات بالفنادق العائمة والثابتة، التى ستتزايد خلال الثلاثة أشهر المقبلة فى الموسم السياحى الذى تتزايد فيه أعداد السائحين القادمين لزيارة المناطق الأثرية والاستمتاع بطقس أسوان خلال فصل الشتاء، ونشاط حركة البيع والشراء بالبازارات والأسواق السياحية، لافتا إلى أن هناك زيادة ملحوظة فى الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان.
وفى الأقصر، عادت البسمة لوجوه العاملين فى القطاع السياحى، بجانب تدفقات كبيرة لزيارة المزارات الأثرية المختلفة من معابد الكرنك والأقصر والمتحف ومتحف التحنيط بالبر الشرقى، وتمثالى ممنون ومعبد الدير البحرى والرامسيوم ومعبد مدينة هابو ووادى الملوك والملكات، بجانب الرحلات النيلية، ورحلات البالون الطائر التى تتخطى يوميا حاجز ال20 رحلة، بالإضافة إلى عمل نزهة الحنطور بعد انتهاء البرنامج السياحى على كورنيش النيل العالمى بمدينة الأقصر.
وقال الخبير السياحى محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق السياحى بالأقصر، إن هذه الفترة تشهد تدفقات كبيرة على كافة المزارات الأثرية من خلال رحلات اليوم الواحد، من الغردقة وباقى مدن البحر الأحمر، والتى تضم السياح الروس والبيلاروسيين والبرتغاليين، بجانب الرحلات المباشرة من إسبانيا ورومانيا وإيطاليا وأمريكا وفرنسا وكذلك الهند والبرازيل.. وغيرها من الأسواق للاستمتاع بالمقاصد الأثرية والسياحية المتعددة فى الأقصر، عاصمة السياحة فى العالم.
وأضاف أن هذه التدفقات زادت خلال الموسم السياحى الجديد، نتيجة العديد من العوامل، لعل أبرزها تحركات وزارة السياحة والآثار من خلال المعارض التى تنظمها فى دول أوروبا وأمريكا، بجانب الاكتشافات الأثرية المستمرة، وكذلك المشروعات الأثرية من متاحف وغيرها، مؤكدا أن ما تقوم به الدولة من التجهيزات لافتتاح طريق الكباش الفرعونى سلط الضوء أكثر على الأقصر، وجعل العديد من شركات السياحة تطالب بحضور الأفواج السياحية حفل الافتتاح.
وقال أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، إن مدينة الأقصر ظهرت فى ثوب جديد بعد أن خضعت لأعمال تجميل وتطوير لشوارعها وميادينها، حيث جرى توحيد لون المبانى التى تطل على طريق الكباش، وجرى إضاءة المبانى التاريخية، وانتهى العمل بالمشروع الكبير لتطوير كورنيش النيل ونشر اللوحات والجداريات الفنية به، بجانب تنفيذ مشاريع لرصف الطرق السياحية، ورفع كفاءة مختلف المناطق الأثرية.
وأوضح محمد همام، عضو مجلس نقابة المرشدين السياحيين بالمحافظة، أنه مع بداية شهر أكتوبر بدأت بشاير الموسم السياحى الجديد تهل على المدينة التى تشهد معدلا كبيرا فى تدفقات السياح القادمين إليها من خلال رحلات اليوم الواحد أو من خلال الرحلات المباشرة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى والتى تأثرت بسبب كورونا، مؤكدا أن ما تشهده الأقصر من اكتشافات متعددة ومشروعات أثرية، ومنها طريق الكباش، ساهم بشكل ملحوظ فى هذه الانتعاشة التى من المتوقع زيادتها بعد احتفالية افتتاح طريق الكباش الفرعونى، موضحا أن السياح يصرون على ركوب عربات الحنطور وعمل جولة داخل المدينة.
وأشار إلى «ظهور أسواق سياحية جديدة مثل رومانيا وصربيا والتشيك، ومن ثم سوف تظهر جنسيات جديدة.. وبالطبع بعد إقامة احتفالات طريق الكباش سوف تصبح الأقصر، ومصر بصفة عامة، محط أنظار العالم ولها دعاية كبيرة لها».
وقال حسن محمد، سائق حنطور، إن الحركة الوافدة للمدينة أفضل بكثير من العام الماضى، موضحًا أن هناك العديد من الجنسيات التى تزور الأقصر حاليا، منها أمريكا، ألمانيا، رومانيا، بيلاروسيا، البرتغال، إيطاليا، روسيا.. وغيرها من الجنسيات، ويحرصون على ركوب الحنطور، مؤكدا أنها بشاير الخير لكل العاملين بالقطاع السياحى.
وأشار أحمد عدوى، سائق حنطور آخر، إلى أن هناك 340 عربة تعمل بالأقصر، وهناك عدد من المواقف المعتمدة بالمدينة لها، فى الكرنك وناحية معبد الأقصر، مؤكدا أن الجميع يتسابق لإبراز جمال عربته وتزيينها لجذب السياح.
وفى البحر الأحمر، اقتربت الإشغالات والحجوزات المؤكدة بالفنادق والقرى السياحية بالبحر الأحمر من تحقيق 100%، وإعلان عدد كبير من القرى السياحية أنها «أوفر بوكينج» خلال الفترة المقبلة خلال الموسم السياحى الشتوى، وذلك مع تزايد الإقبال من السائحين الروس على قضاء الإجازات فى منتجعات الغردقة وشرم الشيخ حتى مايو المقبل، وسط انتعاشة سياحية، بالإضافة إلى استئناف الرحلات من دول البلطيق وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
وقال عصام على، الخبير السياحى، إن مبيعات الرحلات السياحية الروسية إلى المنتجعات المصرية فى فترة إجازة نوفمبر فاقت توقعات منظمى الرحلات السياحية فى روسيا، حيث دفع طلب الإغلاق فى موسكو إلى زيادة الطلب على منتجعات الغردقة وشرم الشيخ بنسبة 300% حتى مايو 2022 طبقا للإحصائية الصادرة من منظمى الرحلات السياحية ATOR فى روسيا.
وأكد سيد الجابرى، وكيل إحدى الشركات السياحية الروسية الكبرى بالغردقة، أن منظمى الرحلات الروسية يسجلون طلبًا قياسيًا على الجولات إلى مصر خلال عطلات نوفمبر، وتصدرت مصر تصنيف مبيعات الجولات فى الخارج لهذه الفترة المرتفعة، ولم يتبق أى مقاعد بالفعل لأى رحلات مغادرة بسبب العطلات المدرسية وإجازات الروس وإغلاق موسكو والمناطق الأخرى.
وفى المقابل، تشهد الأنشطة السياحية إقبالا من السائحين، سواء فى الرحلات البحرية والغطس أو زيارة المحميات الطبيعية ورحلات السفارى الجبلية ورحلات التفويج السياحى للأقصر والقاهرة وجولات السيتى تورز.
وطالبت نقابة المرشدين السياحيين بالغردقة أعضاءها بالالتزام بالأجر اليومى لمرافقة المجموعات السياحية فى رحلتى الأقصر والقاهرة، وذلك بمبلغ 1500 جنيه يوميا، وذلك كأجر عادل لهذه الرحلات.
وأعلن عدد من شركات السياحة والفنادق، التى تعمل فى جلب واستقبال السائحين الروس، عن حاجتها لتعيين العشرات من متحدثى اللغة الروسية من المصريين من خريجى أقسام الروسى بكليات الألسن واللغات ومجيدى اللغة الروسية لسد العجز لديها فى العمالة.
وتشهد فنادق شرم الشيخ والمقاصد السياحية بها انتعاشة كبيرة، خاصة متحف شرم الشيخ، أول متحف للآثار المصرية فى جنوب سيناء، ويحتوى على 5200 قطعة أثرية، تمتد إلى من بداية العصور التاريخية حتى عصرنا الحديث، بالإضافة للتراث الحضارى لأهل سيناء وقبائلها.
وتقول ميريام إدوارد، المشرف العام على مشروع متحف شرم الشيخ، ل«المصرى اليوم»، إن دور المتحف يمتد ليصبح مركزا ثقافيا وملتقى للحضارات الإنسانية كواحد من المقاصد السياحية الرئيسية بجنوب سيناء، ويهدف المتحف إلى إبراز الدور الذى لعبته الحضارة المصرية عبر العصور، وعلاقة المصريين بالبيئة المحيطة بهم.
وتابعت أن فكرة إنشاء المتحف ترجع إلى عام 1999، ويقع على مساحة 191 ألف متر مربع، وبدأ العمل فى المشروع عام 2003، ثم توقف عام 2011، ليتم استئنافه مرة أخرى عام 2018، بتكلفة 812 مليون جنيه، ويضم المتحف ثلاث قاعات للعرض المتحفى، بالإضافة إلى منطقة ترفيهية تضم عددًا من المطاعم والبازارات ومحال الحرف التراثية، ومسرحا مكشوفا، وساحات لإقامة الاحتفالات والفعاليات.
وأكدت المشرف العام على المتحف أنه تم الإعلان عن استقبالها الزائرين المصريين بالمجان بمناسبة مرور عام على افتتاح المتحف، كما يصرح بدخول وسائل الإعلام المصرية بالمجان.