بدأت المجموعات الأولى من الإخصائيين الملتحقين بالعمل فى محطة الضبعة للطاقة النووية دراستهم فى فرع الأكاديمية التقنية ل«روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية بمدينة سان بطرسبورج، حيث أطلقت المؤسسة هذا البرنامج التدريبى فى إطار تنفيذها للالتزامات التعاقدية ضمن مشروع إنشاء أول محطة طاقة نووية لتوليد الكهرباء فى مصر. وحضر المراسم التى تمت إقامتها بمناسبة تدشين البرنامج، محمد رمضان، نائب رئيس مجلس الإدارة للتشغيل والصيانة بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء فى مصر (NPPA)، المشرف العام على مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، ومستشار المدير العام ل«روساتوم»، فلاديمير أرتيسيوك، ومدير المشروعات التعليمية بالمؤسسة، فاليرى كافيرزين، ونائب رئيس شركة «أسى»، مدير مشروع إنشاء المحطة من الجانب الروسى، جريجورى سوسنين، والنائب الأول لمدير عام شركة «روساتوم سيرفس»، دميترى باشيفيتش، إلى جانب رئيس الأكاديمية التقنية ل«روساتوم»، يورى سيليزنيوف، وخلال الحفل زار المشاركون أماكن الدراسة وإقامة الملتحقين بالبرنامج، وحضروا الدرس الأول فى اللغة الروسية، وبحثوا المسائل المتعلقة بتدريب الكوادر للعمل بمحطة الضبعة. وسينطلق البرنامج التدريبى لكوادر المحطة بدورة لتعلم اللغة الروسية تستمر 6 أشهر، وتشمل 465 طالبا مصريا، وبعد إتمام الدورة سيتحول المتدربون إلى الجزء النظرى من البرنامج، والذى يستند إلى المعلومات الخاصة بالمحطة المرجعية لمحطة الضبعة، وهى محطة «لينينغراد-2» النووية الروسية، ومن ثم سيبدأ الجزء العملى من البرنامج، الذى يضم التدرب فى محطة «لينينغراد-2»، وفى أماكن العمل، حيث ستقوم «روساتوم»، فى إطار تنفيذ المشروع حتى 2028، بتدريب نحو 1700 إخصائى مصرى، وذلك على منصات أكاديمية التقنية للشركة فى روسيا ومركز التعليم والتدريب بالمحطة. وقال المشرف العام على مشروع إنشاء المحطة، خلال مراسم إطلاق البرنامج التدريبى: «ممتنون لشركة روساتوم على عرضها الشامل الفريد لتطوير التقنيات النووية فى بلدنا.. ولدينا خطط طموحة فى هذا المجال، وندرك أن إنجاز مهمة تدريب الإخصائيين المؤهلين تأهيلا عاليا لتشغيل 4 وحدات طاقة وتنظيم دورات تدريبية لهم فى محطة الطاقة النووية المرجعية قيد التشغيل يتطلب قدرا كبيرا من الموارد، وقد اتخذنا أولى الخطوات نحو هذا التعاون منذ أكثر من 10 سنوات عندما وصلت المجموعة الأولى من الإخصائيين المصريين إلى روسيا للدراسة فى الأكاديمية التقنية (المعهد المركزى لتنمية مهارات الموظفين سابقا) وكان ذلك لحظة مهمة للجانبين ترمز إلى أن تعاوننا يتطور على نحو إيجابى». من جهته، أكد مستشار المدير العام ل«روساتوم» أن مصر دولة تكنولوجية متطورة يمكنها أن تصبح الرائدة فى القارة الإفريقية فى طريقها للوصول إلى أهدافها بقطاع الطاقة بالتعاون مع روسيا، وأضاف: «هناك العديد من الشباب فى مصر يرغبون فى الحصول على فرص عمل جيدة فى المستقبل، وتعمل حكومة البلاد بنشاط على صعيد سياسة الشباب على المستوى الدولى، ومنذ 2017، تنظم مصر منتدى شباب العالم على أساس سنوى، والذى تشارك فيه القيادة العليا للأمم المتحدة والقيادة العليا للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 2019، وأيضا تنفذ المشروعات القومية واسعة النطاق، بما فى ذلك فى مجال الطاقة عموما والطاقة النووية تحديدا، وتمتلك البلاد القدرات والإمكانات اللازمة لكى تصبح منتجا للطاقة للقارة الإفريقية». وأضاف أن مصر قادرة على تقديم مساهمة كبيرة فى أجندة التنمية المستدامة العالمية للأمم المتحدة، سواء من حيث الوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة، أو من حيث الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى. وأشار مدير مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية من الجانب الروسى إلى أهمية إعداد الكوادر لمحطة الضبعة وتدريبهم، وتابع: «هذا حدث طال انتظاره بالنسبة لنا، ولقد قال القائد العسكرى الروسى العظيم ألكسندر سوفوروف إن العلم نور والجهل ظلام، ستصبح روسيا موطنا ثانيا للمشاركين المصريين فى البرنامج، وستجلب المعرفة فى المجال النووى الضوء إلى منازلكم». وأكد رئيس أكاديمية روساتوم التقنية أن فرع الأكاديمية فى «سان بطرسبورج» قام بالتجهيز الإضافى للغرف التعليمية وتحديث البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات من أجل رفع مستوى التدريب الموجه لموظفى العميل المصرى، كما شملت الإجراءات التمهيدية لإطلاق البرنامج إعداد طاقم من المدربين يضم مشغلين من ذوى الخبرة عملوا لسنوات عديدة فى محطات الطاقة النووية، وكذلك خبراء من الشباب أكملوا دورة طويلة من التدريب الفنى والتدريب الداخلى فى محطات الطاقة النووية وهم يجيدون اللغة الإنجليزية، لافتًا إلى أنه من المخطط أيضًا تشغيل جهاز محاكاة تحليلى فى الفرع قبل نهاية العام الجارى، بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين الظروف المعيشية للملتحقين بالبرنامج مع مراعاة خصائص الثقافية العربية وذلك فى إطار المشروع الاستثمارى لتطوير الأكاديمية التقنية. وقال النائب الأول لمدير عام شركة «روساتوم سيرفس»: «هذا اليوم يوم تاريخى للمتدربين المصريين، إذ إنهم يربطون حياتهم بصناعة الطاقة النووية، ونحن من جانبنا يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم فى سبيلهم إلى النجاح».
