مسيرات في 40 مدينة أمريكية للدفاع عن «تصويت الأقليات»

شهدت عشرات المدن الأمريكية، بينها العاصمة واشنطن وهيوستن وأتلانتا، تظاهرات للدفاع عن حق الأقليات فى التصويت، بسبب قوانين أُقرت خلال العام الجارى فى عدد من الولايات، وتفرض قيودًا على حقوق التصويت، وسار المحتجون على خطى 250 ألف شخص شاركوا فى مسيرة تاريخية فى واشنطن قبل 58 عامًا.
ورفع المتظاهرون فى واشنطن، الذين ساروا من محيط البيت الأبيض إلى الكابيتول، لافتات كُتب عليها «حقوق التصويت للجميع» و«التصويت مقدس»، كما رفع المتظاهرون ملصقات كُتب عليها شعارات مثل «صوتنا، تصويتنا مهم»، و«حماية حقوق التصويت». وبينما تركز التجمع حول حقوق التصويت، جلب متظاهرون ملصقات ولافتات حول مجموعة متنوعة من القضايا، منها وحشية الشرطة، وحقوق العمال، وحياة السود مهمة، وعندما وصلت التظاهرات إلى حديقة ناشيونال مول أدلى العديد من النواب والرموز بكلمات أمام المتظاهرين، من بينهم النائبة جويس بيتى، رئيسة تجمع السود بالكونجرس، وفيلونيز فلويد، شقيق جورج فلويد، ومحامى الحقوق المدنية بنجامين كرامب.
وتقدم المسيرات قادة الحقوق المدنية، بمن فى ذلك مارتن لوثر كينج الثالث، نجل زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، وأرندريا ووترز كينج، والقس آل شاربتون، فى واشنطن التى شهدت تجمع نحو 20 ألف شخص، كما شهدت هيوستن وميامى وفينيكس وأكثر من 40 مدينة أخرى تظاهرات متفرقة. وتحدث مارتن لوثر كينج الثالث عن إرث والده، وقال: «عبر التاريخ، تم تذكيرنا بأن الديمقراطية ليست بنكًا تودع فيه كل 4 سنوات، لا يمكننا انتخاب قادة وإعلان النصر عندما لا يتم عملنا».
وتجمع حوالى 1000 شخص قرب نصب لنكولن التذكارى، وطالبوا باتخاذ إجراءات بشأن تشريعات حقوق التصويت المتوقفة حاليًا فى الكونجرس، وإنهاء قاعدة «المماطلة» بمجلس الشيوخ، والتحرك لحسم مجموعة من القضايا بما فى ذلك إصلاح الشرطة والبنية التحتية والرعاية الصحية والبيئة.
وقالت النائبة كورى بوش إن حقوق التصويت جزء لا يتجزأ من النجاح السياسى التقدمى، وإن الموجة الحالية من تشريعات قمع الناخبين هى جزء من تاريخ حرمان المجتمعات السوداء والملونة من حقوق التصويت. وأضافت: «أعتقد أنه كان هناك هجوم متعمد ضد السود والسكان الأصليين منذ فترة طويلة لأن أصواتنا تسود، ولأن أصواتنا تتحدث، ولأن أصواتنا تهز الأرض».
ووفق الموقع الإلكترونى للتظاهرات، رفض المشاركون فيها 389 مشروع قانون، وأصبح العديد منها بالفعل قوانين دخلت حيز التنفيذ، قدمتها 48 ولاية، واعتبروا أن هذه القوانين تسعى إلى قمع طرق التصويت، وتقييد من يمكنه الحصول على الاقتراع عبر البريد، ومنع المسؤولين من الترويج لاستخدام البريد فى بطاقات الاقتراع حتى عندما يكون الناخبون مؤهلين، وقال منظمو المسيرات إنها «قوانين عنصرية ومخالفة للديمقراطية»، مطالبين الكونجرس بالتحرك ضدها.
وفى 28 أغسطس 1963، ألقى زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، أمام نحو 250 ألف شخص خطابه الشهير «لدى حلم» الذى أصبح مرجعًا فى النضال من أجل هذه الحقوق، فى حين دعا مارتن لوثر كينج الثالث المتظاهرين أمس إلى «عدم التخلى» عن النضال من أجل المساواة فى صناديق الاقتراع، وقال للمتظاهرين: «أنتم تحملون الحلم وحان الوقت لتحقيقه». وتدعو مشاريع القوانين فى ولايتى أيوا ومونتانا إلى تقليل توافر أماكن الاقتراع، كما تسعى مشاريع قوانين فى جورجيا وأيوا إلى تقييد أيام وساعات التصويت، وهناك مشاريع قوانين أخرى تحظر التصويت عبر البريد، وتفرض متطلبات أكثر صرامة بشأن هوية الناخب وتحظر إعطاء المياه للناخبين فى طابور التصويت.