كان ياما كان فى سابق العصر والزمان، وقبل الأوان بأوان فى بلد من بلاد الخيال كان بيحكمها ملك كبير، وفى يوم من الأيام الملك وهو بيشوف أحوال أهل المدينة لقى راجل بيحاول يسرق من السوق وفاكر إن محدش ليه هيشوف. فكّر الملك إزاى يخلى الحرامى دا عبرة لكل واحد يفكر ياخود حاجة مش بتاعته، وقرر ينفى الحرامى. وأمر الحراس يجهزوا الرحلة وأمر كبير الحراس يوديه الجزيرة المعزولة، الجزيرة دى أى حد بيروح بيعيش فيها هناك بيكون عمل غلط فى المدينة ومش بيرجع المدينة غير لو اتعلم من الغلط بتاعه. اختار الملك أبعد جزيرة عن المسار، وبنى فى الجزيرة قصر ولا فى الأحلام. قصر كبير فى وسط الجزيرة من جماله تتوه العقول وإبداعه يسحر العيون وبقى فى القصر خدامه اللى بيراعوا كل زواره ويعملوا ليهم كل المطلوب، أى حد يروح القصر فى الجزيرة المعزولة لازم يدخل من أول دور ومينفعش أبدا إنه يطلع فوق غير لو اتعلم من الغلط بتاعه. ولما وصل كبير الحراس عند القصر ساب الحرامى عند باب القصر، لأن القواعد بتقول إن ميدخلش القصر غير زواره. وكان القصر ليه أبواب كتير، اختار أقرب باب وكان باب كبير وقديم بياخدك تحت القصر يمكن دخل من الباب الكبير لأن باقى أبواب القصر مقفولة والدنيا كانت بالليل. المكان ضلمه وكئيب فيه نور ضعيف لشوية شموع قربت تسيح. مفيش غير سلم بعيد. اللى ظاهر إنه وراه نور خفيف. كان الحرامى خايف ومرعوب وحزين وقال أنا إيه اللى جابنى هنا؟ أنا عايز أرجع المدينة تانى. وهو بيبص حواليه لقى ناس زيه جايين وقالوا ليه متخفش إنت هنا هتتعلم حاجات كتير. ولو بطلت تغلط واتغيرت هتطلع من السلم هناك وتشوف النور وكل ما تكون أحسن هتطلع دور ويا سلام بقى لو وصلت للدور الأخير هتعيش هناك سعيد ومش هتفكر تانى ترجع المدينة. قال لهم الحرامى: ليه فيه إيه الدور الأخير؟، قال ليه بيقوله فى خير كتير؟، قعد الحرامى يفكر إزاى يطلع للدور الأخير من غير ما يستنى كتير ونسى كلام أصحابه انه لازم يتغير عشان ميكنش فيه عقاب شديد. وفى يوم بليل بعد ما خادم القصر جاب ليهم الأكل مشى وراه الحرامى وعرف مكان المفتاح أخده وفتح باب السلم وهو طالع قابل واحد من الحراس قاله إنت مين وجاى منين قاله أنا كنت فى الدور الأخير ونزلت اشوف فى إيه تحت وعايز اطلع تانى، قاله الحارس انت كدا بتكذب وبكدا لازم تنزل دور عن اللى كنت فيه قعد يقوله لالا أنا مش بكذب خلاص مش عايز اعرف فيه إيه فوق خلينى فى الدور الأول متنزلنيش تحت كمان اخدوه الحراس ونزل تحت خالص وبعد ما كان فى الدور بتاعه شموع منوره بسيط بقى عايش فى ضلمه والخوف كان ماليه.. قال أنا عملت كدا ليه مكنش المفروض أسرق وآخد حاجة مش بتاعتى ولا كنت أكذب على الحارس، الكذب وعدم الأمانة دول خلونى فى المكان المخيف دا. أنا مش ممكن أكذب تانى او آخد حاجة مش بتاعتى ولأنه كان صادق واتعلم من غلطه نام وصحى لقى نفسه طلع دورين فرح جدا، وكان فى نور وزرع وشجر وأكل جميل. قال كل دا وأنا فى الدور التانى.. ياترى شكله هيكون إيه الدور الأخير؟ أنا لازم أسمع كلام الملك وأتبع كل التعليمات لأنه طلع خايف عليا وعاوزنى أكون كويس وبيساعدنى عشان أوصل للدور الأخير اللى أكيد هكون فيه سعيد.
