عام دراسى استثنائى اجتازه طلاب الثانوية العامة، ضمن طلاب كافة الصفوف الذين عاشوا عامًا دراسيًا صعبًا، فمن ناحية، أحاط به الخوف والإجراءات الاحترازية الاستثنائية المرتبطة بمحاولات الوقاية من جائحة كورونا، ومن ناحية أخرى، مثلت مخططات تطوير التعليم بعدًا آخر لقلق الطلاب على مصيرهم المرهون باستيعابهم لتلك المتغيرات. «المصرى اليوم» تواصلت مع عدد من أوائل الثانوية العامة من طلاب القاهرة، واستطلعت مشاعرهم بخصوص هذا العام الاستثنائى الذى يحلون فيه ضيوفًا على قائمة شرف الطلاب الأوائل. جنى وائل، الطالبة بمدرسة تابعة لإدارة أبوالنمرس، بمحافظة الجيزة، حصلت على المركز الثانى على طلاب الشعبة الأدبية، قالت ل«المصرى اليوم» إن هذا العام كان من أصعب الأعوام الدراسية التى مرت عليها خصوصًا مع تطبيق النظام الجديد فى الامتحانات، «السنة دى كانت مليانة توتر وتعب أعصاب وخوف شديد من النتيجة»، وأكدت أنها خافت من أن تفقد حلمها وهو الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وقالت إن هذا الحلم راودها منذ أن كانت فى المرحلة الإعدادية، وأخيرًا رغم العام الصعب تمكنت من تحقيقه، لافتة إلى أنها استقبلت النتيجة وهى خارج المنزل فلم تعرف مجموعها بالتفصيل، ولكنها لم تسعها الفرحة لمعرفة أنها حصلت على المركز الثانى على مستوى الجمهورية. رنا حسين، الطالبة بإحدى المدارس الخاصة التابعة لإدارة الهرم التعليمية، والحاصلة على المركز الخامس مكرر بالشعبة الأدبية، قالت ل«المصرى اليوم» إن هذا العام ليس مثل باقى الأعوام نظرًا لتطبيق النظام الجديد، ومن أكبر المشكلات التى قابلتها عدم وجود تجربة سابقة لهذا النظام، وبالتالى قررت أن تتبع أسلوب الفهم، والاعتماد على حل الكثير من الأسئلة والتدريب على أكثر من نظام للأسئلة للاستعداد لأى نمط منها. وقالت إنها اعتمدت على تنظيم وقتها ووضع جدول أسبوعى للاستذكار، بجانب متابعة الفيديوهات الخاصة بالمناهج الدراسية على قناة «مدرستنا» الخاصة بوزارة التربية والتعليم، بجانب الاعتماد على الدروس الخصوصية، التى حرص المدرسون فيها على تدريب الطلاب على المزيد من الأسئلة المختلفة. حالة من الفرحة العارمة سيطرت على منزل آلاء على محمود، بحى الزاوية، إحدى طالبات مدرسة الحرية الثانوية للبنات، إذ حصدت المركز الرابع مكرر على الشعبة الأدبية. لم تكن العائلة تعول كثيرًا على حلول اسم صغيرتها على قائمة الأوائل، ومن ثم قرروا الذهاب للمصيف، وهو ما قطعه مدرسو آلاء بمفاجأة سعيدة، إذ تواصلوا مع والدها مؤكدين له صواب توقعاتهم بشأن تفوق آلاء الاستثنائى. تفوق آلاء لم يكن مفاجأة لوالدها، إذ قال ل«المصرى اليوم» إنها اعتادت أن تكون من الأوائل فى المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية، فيما يلقبها معلموها ب«الألفا». أما عن يومياتها فى عام الكورونا، فيروى والدها ل«المصرى اليوم» قائلًا إن الاحتياط والإجراءات الاحترازية كانا عنوانًا للعام الدراسى، ولاسيما فى الدروس الخصوصية غير المحكومة بمراقبة كبيرة. ويضيف: «كنا نحذرها قبيل الذهاب للدرس، الكمامة والكحول أهم شىء وسط الأعداد الكبيرة فى مراكز الدروس الخصوصية، والحمدلله انقضى العام دون أضرار». من ناحية أخرى، يؤكد والدها أن فرحته بصغيرته لا توصف، معتبرًا إياها هديته فى الحياة «هى ابنتى الوحيدة.
