وكأن القدر يسطر ارتباطهما الرومانسي حتى اللحظات الأخيرة،وإلى النهاية، ولتلحق دلال عبدالعزيز برفيق مشوارها النجم الراحل سمير غانم بعد 3 أشهر من رحيله مخلفة مزيدا من الحزن والوجع في عائلة أشهر كوميديان وارتباط فني خلال العقود الماضية، وصاحبي زيجة استمرت 37 عاما. تزوجت الفنانة الراحلة دلال عبدالعزيز من النجم سمير غانم عام 1984، بعد 4 سنوات من الحب و«مطاردتها» له كما كان «غانم» يحكى ساخرًا عن ارتباطه ب«دلال» في لقاءاتهما التليفزيونية، فقد كان «غانم» من أشهر النجوم الذين يميلون إلى العزوبية والتحرر من سطوة الزواج، لكن «دلال» نجحت في إقناعه بالاستقرار، أو كما قال في آخر لقاءاته، وأنجبا ابنتيهما «دنيا» و«أمل» الشهيرة ب«إيمى»، واللتين ورثتا الموهبة والحضور المميز عن والديهما، وتشاركت العائلة في العديد من الأعمال كان آخرها إعلانًا تليفزيونيًّا ظهر به «غانم» و«إيمى» و«دلال» عرض في رمضان الماضى. «مش سهلة.. مخ.. هي جود مازر أو الأم الروحية لى وليس لابنتىَّ فقط»، هكذا وصف «غانم» في آخر لقاءاته «دلال»، وحكى «غانم» عن ذكرياتهما وغيرتها عليه خلال تصويرهما فيلم «يا رب ولد» قائلا: «من أجمل الأفلام التي شاركتها بطولتها، المخرج عمر عبدالعزيز كان بيعمل فيها مقلب إنى ماشى مع واحدة، وكانت هتتجنن وتعرف مين». وتابع: «فيه ظروف ساعدت في تقاربنا، منها وفاة أخى، وقفت جنبى حين سافرت للخارج معه، وشعرت وقتها أن الاستغناء عنها صعب». وتابع «غانم»: «هى كريمة، ريفية من الزقازيق، وبنت ناس متواضعة وقمر وكنت أعشق الكراكتر بتاعها، وحصل، وحذرتها أنا أكبر منك ب20 سنة، قالتلى ميهمكش، وراهنت زملاءنا على الزواج منى، رغم علاقاتى التي عرفت بها قبلها، فقلتلها إزاى، وطلع كلمها مضبوط، وجاءت ابنتنا «دنيا» وقلبت كيانى، واكتشفت إن ربنا بيحبنى وأنها من الستات اللى شخصيتها قوية، وسلمتها كل المشاكل التي تعرضت لها، لحلها، هي البيت كله، أسندت لها إدارة البيت وحياتى كلها وتنظيمها واكتشفت إن ربنا بيحبنى بسببها». في 30 إبريل الماضى نُقلت دلال عبدالعزيز وزوجها الفنان سمير غانم إلى المستشفى نتيجة إصابتهما بفيروس كورونا، في مصير مشابه لصديقتها المقربة الفنانة الراحلة رجاء الجداوى التي سبقتها إلى الإصابة ب«كورونا» والوفاة تأثرًا بمضاعفاته، وفى صدمة كبيرة لمحبيهما وللوسط الفنى، كانت «رجاء» أول ضحايا كورونا من نجوم الفن في يوليو 2020، لتلحق «دلال» و«غانم» بها بعد عام تقريبًا، وفى مفارقة أخرى للقدر، فقد توفى «غانم» متأثرًا بتداعيات الإصابة بفيروس كورونا، عن عمر ناهز 84 عاما، في 20 مايو الماضى، وبعده ب3 أشهر تتوفى دلال عبدالعزيز بعد صراع طويل مع المرض أمس، دون أن تعلم حتى اللحظة الأخيرة- وفقًا لروايات عائلتها- عن وفاته، حيث كان الجميع يتكتم خبر رحيله قبل 3 أشهر، ولم تشارك «دلال»، صاحبة الواجب التي لم تفوّت جنازة، في جنازة زوجها. ووفقًا لمصادر طبية بالمستشفى ولروايات أسرة الراحلة، كانت «دلال» قد سألت عن «سمير» عدة أسئلة حين استطاعت الحديث «سمير عامل إيه» و«عايزة أشوفه»، ليبقى حبهما وارتباطهما إلى الأبد، ولتلحق «دلال» أخيرًا ب«سمير غانم» في العالم الآخر، وسط دعوات محبيهما بالرحمة والمغفرة.
