نجحت محاولة الالتحام الثانية التي نفذتها مركبة الشحن الفضائية الروسية "بروجرس" بمحطة الفضاء الدولية أمس الأحد، بعد محاولة أولى فاشلة يوم الجمعة الماضي، انتهت بجنوح المركبة الروسية بعيداً عن المحطة بما يقرب ثلاثة كيلومترات. وكانت "بروجرس"، التي انطلقت من مركز فضاء "بايكونور" بكازاخستان، قد فشلت بالالتحام بالمحطة الفضائية الدولية من المحاولة الأولى، وفقا لما أعلنه مصدر في مركز التحلقيات الفضائية الروسية. وأعلنت متحدثة باسم وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أن الالتحام فشل جراء عطل مفاجئ دفع الشاحنة الروسية إلى تخطي المحطة. وقالت لينيت ماديسون إن العطل، الذي لم تتضح طبيعته على الفور، وأنه حدث قبل نحو 20 دقيقة من الموعد المحدد لالتحام الشاحنة "غير المأهولة" بالمحطة الفضائية، مشيرة إلى أن بروجرس تخطت المحطة بنحو ميلين. ووصفت ماديسون ما حدث بأنه "نوع من الخطأ في إصابة الهدف" وقالت: "في العادة لم نشهد مثل هذه المشكلة في عمليات التحام مركبات بروجرس بالمحطة الفضائية"، مشيرة إلى أن عمليات التحام مماثلة تجري كل عدة شهور، لذلك فإن ما حدث "أمر غير طبيعي." وأكدت المتحدثة باسم ناسا أن الرواد الستة المتواجدين حالياً على متن المحطة الفضائية الدولية، ثلاثة أمريكيين ومثلهم روس، لا يواجهون أية مخاطر. وأضافت أن فريقاً هندسياً بوكالة الفضاء الروسية يحاولون إعادة الشاحنة للالتحام مرة أخرى بالمحطة، وأكدت أنهم لديهم القدرة على التحكم بالمركبة. وتحمل الشاحنة، التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي، مواد إعاشة ووقود ومعدات للمحطة الفضائية، من بينها 1210 كيلوجرامات من مختلف المواد، و870 لتراً من الوقود لتعبئة خزانات محركات المحطة، وخزاناً من مياه الشرب، والمياه المخصصة للأغراض التقنية، وكذلك 50 كيلوجراماً من الأوكسجين. وتعد "بروجرس م - 06 م" هي المركبة رقم 40 من عائلة "بروجرس"، التي تطلق إلى المحطة الفضائية الدولية، وفق ما ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، وعادة ما تحترق هذه المركبات في طريق عودتها إلى الأرض، لتتحول إلى غبار.
