«متمسكون بالمسار الدستورى وحماية الحقوق والحريات»، بهذه الكلمات بعث الرئيس التونسى قيس سعيد رسائل طمأنة لمواطنيه وإلى المجتمع الدولى، لإنهاء الأزمة السياسية فى البلاد، بعدما أمر بإقالة حكومة هشام المشيشى، وتعطيل عمل البرلمان لمدة شهر، وفرض حظر التجوال. وأكدت منظمات المجتمع المدنى التى التقت الرئيس التونسى، من بينها اتحاد الشغل، أن الرئيس أبلغها أنه يتعهد بحماية «المسار الديمقراطى وحماية الحقوق والحريات»، وأضافت أن سعيد أبلغ المنظمات أن الإجراءات الاستثنائية مؤقتة بسبب تعمق الأزمة، وأن الحريات والحقوق لن تُمس بأى شكل. وقدم الرئيس التونسى، خلال لقائه فى قصر قرطاج برؤساء عدد من المنظمات الوطنية، رسائل طمأنة بعدم الانزلاق إلى مربع الديكتاتورية والإعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة فى غضون أيام. كما أكد سعيد، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، حرصه على احترام الشرعية والحقوق والحريات، وأوضح أن الإجراءات التى اتخذها تندرج فى إطار تطبيق المادة 80 من الدستور، وأكد سعيد، خلال استقباله رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعددًا من أعضائه، حرصه على احترام الدستور وفرض القانون على الجميع وضمان استقلال القضاء، وقال «سعيد»، ردًا على من وصفوا إجراءاته الأخيرة بأنها انقلاب، إن عليهم أن يراجعوا دروسهم فى القانون، كما حرص الرئيس التونسى على طمأنة رجال الأعمال وقال: «ليست لنا مشاكل مع رجال الأعمال». وأعربت إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، عن قلقها بشأن الوضع فى تونس، مهد الربيع العربى، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس: «على تونس ألا تُبدّد مكاسبها الديمقراطية، ستواصل الولاياتالمتحدة الوقوف إلى جانب الديمقراطية التونسية». فى المقابل، دعت حركة النهضة، الجناح السياسى لإخوان تونس، الرئيس قيس سعيد إلى «التراجع عن قراراته ومعالجة التحديات والصعوبات التى تعانى منها البلاد ضمن الإطار الدستورى»، كما دعت الحركة، خلال اجتماع عاجل، القوى السياسية والمدنية إلى «تكثيف المشاورات حول المستجدات الأخيرة حفاظًا على المكتسبات الديمقراطية». وطالبت الحركة بانتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة للخروج من الأزمة السياسية، مؤكدة رفضها «دعوات الفتنة والاقتتال الداخلى»، بينما دعا الاتحاد الأوروبى إلى «استعادة الاستقرار المؤسساتى» فى تونس. وبينما يترقب التونسيون إعلان الرئيس قيس سعيد اسم المرشح الجديد لتشكيل حكومة إنقاذ وطنى مصغرة لمواجهة الأزمات التى تشهدها البلاد.
