لا شىء فى عالمنا يتغير بنفس سرعة تغير أحكام وآراء جماهير كرة القدم وأهلها.. ففى 16 يوما فقط تغيرت رؤية الإنجليز لمدرب منتخبهم، من رجل فاشل يستحق السخرية إلى بطل شعبى استعاد الإنجليز كل تفاصيل حياته كلاعب ومدرب أو كإنسان عاش قصة حب استثنائية مع أليسون التى أصبحت زوجته منذ 23 عاما.. فلم يكن الإنجليز راضين قبل بداية بطولة أوروبا الحالية عن اختيارات جاريث ساوث جيت للمنتخب الذى سيمثلها فى البطولة.. وزاد الهجوم وبات أكثر قسوة وشراسة لدرجة تضامن الإعلام الإنجليزى معه ومناشدة الجميع بالتزام الهدوء قبل المباراة الأولى أمام كرواتيا 13 يونيو.. وتصدرت إنجلترا مجموعتها لتواجه ألمانيا فى دور ال 16 فى 29 يونيو.. ولم تكن مجرد مباراة.. فألغى رئيس الحكومة مواعيده الرسمية ليبقى أمام التليفزيون، ووافقت الحكومة والشركات على انصراف الموظفين مبكرا للفرجة على المباراة التى فازت بها إنجلترا.. فكانت فرحة الشوارع والميادين والمدن التى ربما لم تشهدها إنجلترا منذ الفوز بكأس العالم 1966.. وتغيرت تماما رؤية الإنجليز لساوث جيت.. فبدأوا الحديث عنه بكل الحب ومنتهى الاحترام.. وقالت الصحافة إن الإنجليز اكتشفوا فجأة أنهم لا يعرفون الكثير عن مدرب منتخبهم.. فبدأت الكتابات عن سيرته، سواء كلاعب أو مدرب وكإنسان أيضا.. وكيف خطفت أليسون قلبه حين رآها لأول مرة كبائعة فى أحد محال جنوبلندن.. وصارحها بالحب لكنها كانت تحب شخصا آخر ولم يستسلم ساوث جيت وظل ينتظرها ويلاحقها حتى جاءت إليه وتزوجته.. واستند البعض لهذه الحكاية مفتاحا لشخصية ساوث جيت، العنيد الذى أصر على اختياراته للاعبى المنتخب ولم يرضخ للانتقادات والهجوم العنيف حتى نجح ليس فقط بالفوز على ألمانيا ولكن أيضا فى تحول الجمهور وتصفيقه للاعبين كان يرفضهم ويسخر منهم مثل هارى كين وسترلينج.. وقال آخرون إن ساوث جيت كان يعرف مقدما طبيعة أهل الكرة وتقلباتهم.. فقد تولى قيادة المنتخب فى 2016 بعد فضيحة رشاوى كبرى كشفتها الديلى تليجراف، فاضطر مدرب المنتخب سام الاردايس للاستقالة بعد مباراة واحدة فقط.
