«لقاح كورونا صُنع فى مصر».. هذا توجه الدولة فى توطين صناعة اللقاحات ليس بهدف سد الاحتياجات المحلية فحسب، بل وأيضًا جعل مصر أكبر مركز إقليمى للتصنيع والتصدير لإفريقيا ودول المنطقة، انطلاقًا من دورها الريادى بالمنطقة، وهذا ما دفع مصر لنقل تكنولوجيا التصنيع بأعلى جودة ووفقًا لأحدث المعايير المتبعة. الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، قالت فى كلمتها أمام الرئيس السيسى، إنه تم لأول مرة إنتاج أول 300 ألف جرعة لقاح فاكسيرا سينوفاك «صُنع فى مصر»، واصفة تلك الخطة بأنها «انتصار عظيم للإرادة السياسية فى تمكين مصر من قدراتها»، مشيرة إلى أنه تم التفاوض مع الشركات، والتوقيع مع «سينوفاك» الصينية، لتمكيننا من تصنيع 40 مليون جرعة سنويًا، والأسبوع الماضى تمت الموافقة على تصنيع 80 مليون جرعة من لقاح كورونا خلال ال6 أشهر المقبلة. الدكتور أمجد الحداد، استشارى الحساسية والمناعة، قال، ل«صحتك بالدنيا»: «إن توطين صناعة اللقاحات له بعدان: الأول قومى وأمنى، يتعلق بقدرة الدولة على توفير اللقاحات لمواطنيها فى أى وقت، وسد كافة الاحتياجات وكسر احتكار الشركات الموردة للقاحات وتأخرها فى توريد الطلبيات، وبالتالى حال توقف الشركات الكبرى عن التوريد يكون لدينا مخزون كافٍ، خاصة أن هذا الفيروس سيشهد تحورًا يجعله مستمرًا لفترات طويلة». وأضاف: «البعد الثانى اقتصادى، نتيجة التصنيع المحلى الدائم والمتوفر، ومن ثم التصدير للخارج باعتبار مصر أكبر مركز إقليمى لتصنيع اللقاح فى المنطقة بموجب شهادات من منظمة الصحة العالمية التى أشادت بجودة المصانع المصرية خلال زيارتها الأخيرة فى سبتمبر الماضى، وبالتالى تستطيع مصر التصدير إلى إفريقيا بجانب الاكتفاء الذاتى». وتابع: «فيما يتعلق بالفاعلية الخاصة باللقاح المصرى، فلقاح سينوفاك المصرى هو أحد اللقاحين اللذين شهدا مرحلة التجارب السريرية فى مصر جنبًا إلى جنب مع اللقاح الصينى (سينوفاك)، وأثبت فاعلية ومأمونية كبيرة جدًا، وبالتالى هو على درجة كبيرة من الفاعلية والمأمونية، بخلاف أن طرق حفظه ونقله تقليدية وسهلة، وليس بحاجة إلى ثلاجات حفظ معينة مثل اللقاحات الأخرى، ومُصنَّع بطرق تقليدية، مثل طرق تصنيع لقاح الإنفلونزا وليس به تقنيات حديثة أو غريبة». فيما أكد الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، أن أهداف برنامج التطعيم ضد مرض «كوفيد- 19» بشكل عام هى تقليل الوفيات بقدر الإمكان، والإصابات بأعراض تنفسية حادة، وإذا تمكنا من إعطاء اللقاحات لهذه الفئات الضعيفة فستنخفض نسبة الوفيات بطريقة ملحوظة من خلال ما يُعرف ب«تحييد المرض»، إضافة إلى هدف الوصول إلى مناعة القطيع، وذلك من خلال الوصول إلى نحو 70% من المواطنين ليكونوا محصنين بالكامل، مؤكدًا أن تصنيع اللقاحات يُعد خطوة حقيقية لتحقيق خطة التطعيم فى مصر، بعيدًا عن استيراد اللقاحات من الدول المختلفة. وتمتلك مصر مصنعين تم تأهيلهما بشكل كبير لتصنيع لقاح كورونا، الأول مصنع فاكسيرا العجوزة، بطاقة إنتاجية 600 ألف جرعة لقاح يوميًا، وطاقته السنوية تتراوح بين 110 و220 مليون جرعة، أما المصنع الثانى فيعمل بطاقة إنتاجية 3 ملايين جرعة لقاح يوميًا، مع إمكانية وصول إنتاجه إلى أكثر من مليار جرعة سنويًا، وتم تأهيل هذا المصنع مع مجموعة من الخبراء من الهند والصين، وسيتم بدء التفاوض للتعاقد، حيث إن هذا المصنع مخصص بنسبة 100% لغرض تصدير اللقاحات لإفريقيا والمنطقة، وابتداء من شهر أغسطس المقبل سيتم طرح من 10 إلى 15 مليون جرعة لقاح شهرية من إنتاج مصر، حيث تستهدف الدولة تطعيم 40 مليون مواطن مصرى بنهاية العام الجارى.
