أدلى الجزائريون بأصواتهم، أمس، فى الانتخابات التشريعية، التى تُعد الأولى بعد الحراك الشعبى، الذى انطلق فى 22 فبراير عام 2019، وأطاح بالرئيس الجزائرى السابق عبدالعزيز بوتفليقة فى 2 إبريل من العام نفسه. ويحق ل24 مليونًا و425 ألف ناخب التصويت فى الانتخابات النيابية، وسط توقعات بانخفاض معدلات التصويت بشكل حاد. وبلغ عدد المرشحين فى الانتخابات 22 ألفًا و554، بينهم 12 ألفًا و86 ضمن القوائم المستقلة، و10 آلاف و468 ضمن القوائم الحزبية لانتخاب 402 نائب. وأعلنت سلطة الانتخابات طباعة مليار و250 مليون وثيقة انتخابية، بينها مليار و200 مليون ورقة تصويت وحوالى 50 مليون وثيقة كمحضر فرز. وأدلى الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون بصوته، أمس، فى مدرسة أحمد عروة فى منطقة نادى الصنوبر، بعين بنيان العاصمة، معربًا عن أن نسبة المشاركة لا تهمه كثيرًا، فيما يهمه الأشخاص الذين يخرجون من صناديق الاقتراع بالشرعية الكافية، التى يأخذون بها السلطة التشريعية. وأضاف «تبون» أن من حق أى مواطن أن يقاطع الانتخابات دون أن يفرض آراءه وقطيعته على الغير، مشيرًا إلى أن كل واحد حر فى هذه البلاد، معتبرًا أن التصويت واجب وطنى، وأن الديمقراطية تقتضى أن الأغلبية تحترم الآخرين، وقال إن بلاده تسير فى الطريق الصحيح. من جانبه، قال رئيس حزب حركة البناء الوطنى، عبدالقادر بن قرينة، ل«المصرى اليوم»، إن الانتخابات التشريعية تُعتبر حلقة فى مسيرة الإصلاحات، التى بدأتها الدولة عقب الحراك الشعبى فى عام 2019، وتُعتبر ركيزة لدعم الديمقراطية والتغيير الآمن، موضحًا أن الشعب الجزائرى، وفى المقدمة منه الشباب، يجد الفرصة للتعبير عن آرائه بكامل حريته لاختيار مَن يمثله فى البرلمان. وشارك الحزب، الذى حصل على المركز الثانى فى الانتخابات الرئاسية، فيما شغل أحد أعضاء الحزب، وهو سليمان شنين، رئاسة المجلس الشعبى الوطنى، فيما شارك حزب حركة مجتمع السلم «إخوان الجزائر»، برئاسة عبدالرازق مقرى، إلى جانب حزب جبهة المستقبل، الذى خاض رئيسه الانتخابات الرئاسية الماضية، فضلًا عن حزب جيل جديد برئاسة سفيان جيلالى، الذى ينتمى إلى التيار العلمانى، ويُعتبر أحد معارضى «بوتفليقة». كما شاركت جبهة التحرير الوطنى، التى كانت الحزب الحاكم فى عهد «بوتفليقة» (رئيس الحزب)، كما كانت صاحب الأغلبية فى المجلس الشعبى الوطنى المنحل ب160 مقعدًا. كما شارك حزب التجمع الوطنى الديمقراطى وحزب جبهة العدالة والتنمية، برئاسة عبدالله جاب الله، وهو معارض إسلامى، فضلًا عن قوائم للمستقلين. ومن أبرز المقاطعين للانتخابات نشطاء فى الحراك الشعبى، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية، وحزب العمال.
