قال وزير الجيش الإسرائيلى بينى جانتس إن إسرائيل ستحتل غزة إذا اضطرت يوما ما لفعل ذلك. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن جانتس قوله إن القضاء على حركة حماس «ممكن لكنه يتطلب احتلال القطاع»، مضيفًا: «أنا لا أقول إن هذا الخيار لن يتحقق يومًا ما، لكننا نقوم بعمل جيد لمحاولة استنفاد مستويات أخرى من العمل». وجاءت تصريحات وزير الجيش الإسرائيلى فيما نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مسؤولين كبار فى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشكيكهم فى مدى فعالية العدوان الأخير ضد قطاع غزة، خاصة ما يتعلق بحجم الضرر الذى تم إلحاقه بشبكة الصواريخ التابعة لحركة حماس. وبحسب تقييم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حافظت حماس -بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار- على قدرتها لإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ على إسرائيل، كما أن وتيرة إطلاق الصواريخ وكثافة القذائف التى سجلت خلال التصعيد كانت الأعلى على الإطلاق، حيث أطلقت عناصر المقاومة الفلسطينية 4360 صاروخًا وقذيفة هاون من القطاع، عبر نحو 3400 منها إلى إسرائيل. وقالت الصحيفة الإسرائيلية، أمس، إن التصعيد الأخير فى غزة خلط الأوراق مع استئناف محادثات تشكيل الائتلاف الحكومى فى إسرائيل. ولفتت إلى أن الرهان لا يزال قائما على «انتخابات إسرائيلية خامسة»، لكن كل الأنظار ستكون متجهة إلى جدعون ساعر، المنشق من الليكود، ووزير الدفاع بينى جانتس، إذا فشل يائير لابيد، رئيس حزب «هناك مستقبل»، كما هو متوقع، فى تشكيل حكومة بدون رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى، بنيامين نتنياهو، فى الأيام العشرة المتبقية على انتهاء المهلة الممنوحة له لتشكيل الحكومة. وأوضحت الصحيفة أن الأحزاب الإسرائيلية حولت تركيزها فى المباحثات إلى فترة ال 21 يومًا التالية التى ستأتى عقب إعلان فشل «لابيد» فى التوصل إلى اتفاق على ائتلاف حكومى، حيث سيكون بوسع أى عضو كنيست جمع توقيعات 61 من زملائه لتشكيل حكومة، لكن كل المؤشرات ستتجه إلى جدعون ساعر الذى وافق من حيث المبدأ على التناوب مع نتنياهو على رئاسة الحكومة، وجانتس الذى كرر فى نهاية هذا الأسبوع رفضه الانضمام إلى نتنياهو فى قيادة الحكومة هذه المرة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن نفتالى بينيت قوله إنه ما زالت هناك «بعض الاحتمالات» لتشكيل الحكومة فى حال «إزالة بعض الممانعات»، على حد تعبيره. وكتب «بينيت» أنه «بعد عامين ونصف العام من الانتخابات التى لا نهاية لها، بلا أى فائدة حتى هذه اللحظة، فلا توجد ميزانية لدولة إسرائيل، والسياسيون يلعبون الاستغماية، ويرفضون فهم أن هذه حالة طارئة، لكن ليس فقط السياسيون، وإنما أجزاء من الجماهير أيضا أدمنت أسلوب الاستقطاب والتخندق (نحن وهم)، ولن أيأس من تذكيرنا جميعًا بمن هو العدو الحقيقى، فالعدو ليس بيبى (نتنياهو) وليس اليسار، العدو هو حماس التى تسعى إلى تدميرنا». وكتب رئيس تكتل «يمينا»: «هناك خياران: الحشد والتعبئة أو تعميق الأزمة. كل من يجر الدولة إلى انتخابات خامسة، إلى مزيد من السموم والكراهية، إلى عام آخر من انعدام القيادة السياسية، إلى إهدار كبير للمال، يلعب لصالح أولئك الذين يريدون ضررنا. سيكون هذا خطأ أكثر من اللازم. لقد حان الوقت لكى يسعى كل واحد منا إلى التحلى بالشجاعة. فما زال حتى اليوم، هناك عدة خيارات لتشكيل الحكومة، إذا أزلنا المقاطعات وفهمنا خطورة الموقف، فلن يتعافى السياسيون حتى يجبرهم المواطنون على التعافى، حان الوقت الآن للبناء والإصلاح وليس لتعميق الصدع». من ناحية أخرى، انطلقت مسيرة يهودية عربية من ميدان رابين فى تل أبيب، مساء أمس الأول، داعية إلى «اتفاقية سلام إسرائيلية - فلسطينية»، وأطلق المتظاهرون هتافات تدعو الحكومة إلى «عدم الاكتفاء بوقف إطلاق النار، وإنما العمل على إنهاء الاحتلال، والتوصل إلى اتفاقية سلام إسرائيلية فلسطينية». كما أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأن «الآلاف تظاهروا فى وسط تل أبيب، مطالبين بالتعايش اليهودى والعربى، وحل الدولتين للصراع الإسرائيلى الفلسطينى». وكشفت «تايمز أوف إسرائيل» أن «المتظاهرين هتفوا (هذه بيوتنا جميعا)، و(نقف معا بدون كراهية وبدون خوف)، و(الجواب لليمين هو إسرائيل وفلسطين)، وسار المتظاهرون من ميدان رابين فى تل أبيب إلى ساحة مسرح (هبيما)، حيث استمع الحشد إلى خطب من اثنين من منظمى المظاهرة، إيتمار أفنيرى وسالى عابد، وكذلك المؤلف ديفيد جروسمان، وزعيم القائمة المشتركة أيمن عودة».
