احتفل عدد من الفنادق والقرى السياحية بمدينة الغردقة بموكب «المومياوات الملكية» الذى شهدته مصر، أمس الأول السبت، وذلك بطريقتهم الخاصة، بإقامة عدد من الاحتفالات ذات الطابع الفرعونى، وتصنيع أشكال من التورتة على شكل مومياوات، بالإضافة إلى صنع تمثال ضخم من الشيكولاتة الخام وعليها بودرة كاكاو، ما نال إعجاب نزلاء الفنادق من السائحين الأجانب والمصريين، فيما تابع الآلاف من السائحين الأجانب من مختلف الجنسيات الأجنبية موكب نقل المومياوات الملكية على شاشات ضخمة أُعدت خصيصًا لمتابعة الحدث العالمى بعدد من فنادق الغردقة بمنطقة هاواى والجونة شمال المدينة وسهل حشيش ومكادى جنوبًا. وأكد محمد السباعى، مدير الأمن الداخلى بمجموعة فنادق شمال الغردقة، أن إدارة عدد من الفنادق بمدينة الغردقة حرصت على إعداد شاشات عملاقة ووضعها على الشواطئ وحمامات السباحة فى أماكن مفتوحة للسائحين، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمشاهدة الحدث العالمى، كما تمت إقامة تمثال كامل، يزن 15 كيلوجرامًا، من الشيكولاتة الخام، بالإضافة إلى تصنيع عدد كبير من التورتة على شكل مومياوات والحرص على عمل جميع الحلويات بأشكال فرعونية. وحرص السائحون الأجانب من مختلف الجنسيات الأجنبية، كسويسرا وبيلاروسيا وأوكرانيا وبولندا والتشيك ورومانيا ومقدونيا ومولدوفا ولاتفيا وكازاخستان، على متابعة الحدث الفريد، مشيرًا إلى حرصهم على التقاط الصور التذكارية ونشرها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو إحدى طرق الدعاية الإعلامية لتنشيط السياحة. وفى الأقصر، أعرب الأهالى عن سعادتهم البالغة بهذا الصرح الكبير الذى جذب العالم وتمثيل الأقصر بالعديد من المقتنيات المعروضة بداخله، بجانب الحدث العالمى الذى زادهم فخرًا باعتبار أن جميع المومياوات تمثل جزءًا مهمًا من جبال الأقصر. وقال الخبير السياحى، محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إن هذا الحدث مؤشر جيد لعودة السياحة بشكل أكبر، مؤكدًا: «إننا فى الأقصر نشعر بالفخر والاعتزاز، فنحن جزء من هذا الجبل الذى اكتُشفت فيه المومياوات»، موضحًا أن ما شاهدناه فى افتتاح متحف الحضارات ونقل 22 مومياء إلى المتحف دفع عددًا من صناع السياحة إلى التوجه لموقع خبيئة الدير البحرى وتصويرها وعمل فيلم ترويجى للمنطقة، بجانب ما تم بثه فى افتتاح المتحف لاستغلاله فى التسويق السياحى بالأسواق العالمية المختلفة. وأضاف أنه لأول مرة تتم حجوزات مسبقة من الشركات الأجنبية للمتحف وما يرتبط به من مناطق أثرية بالأقصر، مؤكدًا أن ذلك سيزيد من حجم التدفقات الأجنبية لزيارة المقاصد الأثرية، لافتًا إلى أن 80 مجلة عالمية تكتب تقارير مطولة عن مصر وما بها من آثار ومتاحف، مؤكدًا أن البنية التحتية التى دعمتها الدولة فى متحف الحضارات والمتحف الكبير، وكذلك ما تقوم به بطريق الكباش الفرعونى، والذى سيحول الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح فى العالم، يجعل العالم ينظر إلينا ويعيد التدفقات السياحية التى بدأت بالفعل برحلات من رومانيا وإسبانيا. وأوضح الخبير السياحى، محمود إدريس، أن ما تقوم به الدولة من أعمال وافتتاحات للمتاحف وكل هذه الأحداث العالمية فى مجال السياحة والآثار تسهم بشكل كبير فى عودة السياحة بشكل كامل إلى الأقصر، عاصمة السياحة العالمية، مؤكدًا أننا نشعر بالفخر لما تم وشاهده العالم، لافتًا إلى أن أهل الأقصر جزء من التاريخ الإنسانى لواحدة من أهم الحضارات فى العالم، فقد ارتسمت السعادة على وجوههم، وتوافدوا على المقاهى والكافتيريات وتجمعت الأسر فى المنازل للاستمتاع بهذا الحدث التاريخى. وأشار أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والثقافية بالأقصر، إلى أن ما تم وشاهدناه سيكون عودة قوية للسياحة فى القريب العاجل، ويجب من الوزارة وغرفة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والتسويق السياحى استغلال هذه الأحداث فى جميع الأسواق العالمية حتى تنتعش السياحة من جديد. وفى المنيا، أعرب أهالى المحافظة عن سعادتهم بوجود 3 مومياوات بالموكب الجنائزى لأسرة الملك إخناتون، صاحب أول رسالة للتوحيد، خرجت من المنيا، ضمن موكب 22 مومياء لملوك مصر، بينهم 18 لملوك، و4 لملكات. وقال حمادة قلاوى، كبير مفتشى الآثار بمنطقة آثار ملوى جنوبالمنيا، إن مشهد نقل المومياوات إلى المتحف القومى للحضارة تضمن 3 مومياوات لأسرة الملك «إخناتون»، صاحب أول رسالة للتوحيد، أى عبادة الإله الواحد، خرجت من تل العمارنة بمركز ملوى، صاحب أول عاصمة لمصر بالمنيا، فى منطقة الشيخ عبادة شرق النيل، حيث والده الملك أمنحوتب الثالث، وزوجته الملكة تى، وجده الملك تحتمس الرابع، كما انطلقت من شرفات العديد من المنازل والطرقات بشوارع محافظة المنيا الزغاريد وسادت أجواء فرحة وفخر، وحمل بعض الأطفال أعلام مصر عقب انتهاء بث موكب المومياوات الملكية. وعبّر عدد من رواد السوشيال ميديا عن انبهارهم وفخرهم وسعادتهم بما قدمته مصر فى الرحلة الذهبية لملوك مصر. وكانت مديرية الشباب والرياضة بالمحافظة قد خصصت شاشات عرض داخل مراكز الشباب والأندية فى المدن والقرى، وكذلك مديرية الثقافة بالمحافظة من خلال قصور وبيوت الثقافة ونوادى الأدب، لنقل رحلة المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة بالفسطاط. وفى القليوبية، تحولت صفحات التواصل الاجتماعى على «فيس بوك» إلى دفتر تحية وإعزاز للرئيس عبدالفتاح السيسى وكل مَن شارك فى هذا الحدث التاريخى، واصفين المشهد بعبارة «من تاريخك استلهم قدرتك.. هنا لم تغلق صفحات التاريخ بعد»، فيما نشر كثيرون من أبناء المحافظة صور الموكب وفعاليات الحدث التاريخى، مشيدين بعظمة الحضارة المصرية، كما قام العديد منهم بتغيير صور البروفايل الخاص بهم إلى إطارات تعبر عن الحدث الكبير. وقال النائب أبوسريع إمام، عضو مجلس الشيوخ بالقليوبية، إن الموكب والفعاليات المصاحبة أكدت للعالم أن مصر ليست مجرد دولة تاريخية، بل إنها جاءت أولًا، ثم جاءت الحضارة، قائلًا إننا أمام رئيس يحكم مصر، ويؤكد للعالم أنه يقف بين ماضينا وحاضرنا، وبإذن الله مع مستقبلنا. فى أسوان، شهد ميدان المحطة تجمع عشرات المواطنين لمتابعة مراسم الموكب، عبر شاشة عرض كبيرة تم وضعها وسط الميدان لإتاحة مشاهدة المواطنين المراسم. وكان المحافظ، اللواء أشرف عطية، وجه بتجهيز شاشة عرض بلازما كبيرة بميدان المحطة، من أجل إتاحة الفرصة أمام المواطنين والزائرين من الأفواج السياحية لمشاهدة البث المباشر للحدث الأول من نوعه، والذى ينتظره المصريون والعالم أجمع.
