أكدت الحكومة الألمانية قناعتها بأنه يتعين عند منح تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، تطبيق بنود مكافحة الفساد، ووضع جوانب قانونية في الاعتبار. جاء ذلك في رد الحكومة الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطى الحر، نشرته صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الصادرة السبت. ويأتى طلب الإحاطة على خلفية منح تنظيم كأس العالم لهوكى الجليد إلى بيلاروسيا، وحرمانها بعد ذلك من تنظيمه في يناير الماضى، بسبب الاضطرابات المستمرة والاحتجاجات، وانتهاكات حقوق الإنسان هناك. وجاء في الرد أنه عند اختيار مضيفى الأحداث الكبرى، تتوقع الحكومة الألمانية من المنظمات الرياضية العالمية أن تراعى «العناية الواجبة بحقوق الإنسان»، وفقا للمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة، بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، بشأن قضايا حقوق الإنسان. ولا ترى الحكومة الألمانية أنه من الممكن تحسين حالة حقوق الإنسان بشكل أساسى، في بلد مضيف، من خلال منحه تنظيم حدث رياضى كبير. وقالت الحكومة: «الاهتمام العام الدولى، يمكن أن يكون أداة مهمة للتأثير بشكل إيجابى، على حالة حقوق الإنسان الإشكالية في بلد ما.. لكن ليس هناك ما يضمن ذلك« وذكرت أن التجربة أظهرت أن الضغط العام المرتبط باهتمام الجمهور، غالبا ما يكون غير كافٍ لبدء تطورات إيجابية في مجال حقوق الإنسان، كما أن التأثير الدعائى لحدث رياضى كبير قد يؤدى أيضا إلى تقوية حكومة البلد المضيف في ظروف معينة. في نفس السياق، أعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» أن المنتخب الألمانى لن يواجه عقوبات إثر الرسالة السياسية التي وجهها لاعبوه قبل مباراته أمام المنتخب الأيسلندى، في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال قطر 2022. واصطف اللاعبون ال11 في التشكيل الأساسى للمنتخب الألمانى مرتدين قمصانًا شكلت الأحرف ال11 لعبارة «حقوق الإنسان» باللغة الإنجليزية، في رسالة تردد أنها موجهة إلى قطر التي واجهت انتقادات تتعلق بمعاملة العمال المهاجرين، في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة كأس العالم 2022. وقال الاتحاد الدولى: «نؤمن بحرية التعبير، وبقوة كرة القدم للخير. الفيفا لن يتخذ إجراءات تأديبية بشأن هذا الموقف« كان الفيفا قد اتخذ قرارا مماثلا إزاء قيام لاعبى المنتخب النرويجى بارتداء قمصان شكلت عبارة «حقوق الإنسان- داخل الملعب وخارجه» الأربعاء الماضى قبيل مباراة الفريق أمام منتخب جبل طارق. وفى الماضى، كان التعبير عن الآراء السياسية في المباريات أمرا لا يلقى تسامحا من جانب الفيفا، لكن الاتحاد الدولى أصبح أكثر تساهلا إزاء هذا الشأن مؤخرا، ويسمح للاعبين أيضا بالجثو على الركبة في تعبير عن الاحتجاج على التمييز العنصرى والظلم. وأبدى شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ترحيبا بتصرف المنتخب، قائلا إنه ألقى الضوء على القيم التي يدافع عنها. وأضاف زايبرت: «بالطبع هو شىء جيد لأن المنتخب الوطنى يشكل قطعة جيدة من ألمانيا. لذلك هو أمر جيد لأنهم كشفوا عن قيم ديمقراطيتنا الليبرالية». من جهته، علق ستوله سولباكن، المدير الفنى للمنتخب النرويجى، في تصريحات لصحيفة «فيردينس جانج»: «المنتخب الألمانى كان واحدا من العظماء الحقيقيين الذين اتبعونا« أما رابطة «برو فانز» للمشجعين في ألمانيا، والتى كانت قد انضمت لنداءات مقاطعة كأس العالم، فقد تحدثت عن تحرك «فى الاتجاه الصحيح، لكنه ليس كافيا من وجهة نظرنا»، حسبما صرح به سيج زيلت، أحد أعضائها.