شهدت منطقة عمر بن الخطاب بجسر السويس، كارثة إنسانية بعد انهيار عقار سكنى مكون من 10 طوابق، ما أدى لمصرع 9 أشخاص وإصابة 24 آخرين، وكشفت التحقيقات والتحريات الأولية أن العقار صادر بشأنه قرار إزالة ل4 طوابق، ورخصته صادرة ببدروم وأرضى و4 طوابق. وقال شهود عيان، ل«المصرى اليوم»، إنهم فوجئوا فى الثالثة بعد منتصف ليل أمس الأول، بصوت انهيار كبير وانقطاع التيار الكهربائى وكمية كبيرة من التراب غطت سماء المنطقة، علموا بعدها أن عقارًا انهار فى شارع المصانع، وأضافوا أنهم حاولوا إنقاذ السكان خصوصًا أنهم من العاملين فى مصنع ملابس. وفرضت الأجهزة الأمنية كردونات أمنية حول مكان الحادث، ومنعت دخول أى شخص نظرا لقيام الدفاع المدنى بإزالة أنقاض العقار فى محاولة لاستخراج ناجين، وتجمع عدد كبير من الأهالى فى مكان الحادث فى انتظار استخراج ذويهم بعد أن انقطع الاتصال بهم وعدم معرفة مصيرهم. أمام العقار المنهار وقف المهندس سامح رمضان بلال، وزوجته إسراء فى حالة ذهول بعد نجاتهما من الموت المحقق، إذ كان القدر رحيمًا بهما، بعد أن توجها إلى الغربية لقضاء إجازة يومى الخميس والجمعة مع أسرتيهما، والعودة بعدها إلى شقتهما فى العقار المنكوب. يقول سامح: «الحمد لله ربنا كتب لى أنا وزوجتى عمرا جديدا، بعد أن توجهنا إلى منزل أسرتى فى الغربية لقضاء إجازة آخر الأسبوع»، يسكت قليلًا والذهول يسيطر على ملامح وجهه ويقول: «أنا شغال مهندس كمبيوتر ومتزوج من 6 أشهر وقمت بتأجير الشقة منذ 7 أشهر قبل الزواج، ومتعود أنا وزوجتى السفر إلى أسرتنا فى الغربية لقضاء يومى الإجازة، وأثناء تصفح الفيس بوك شاهدت خبرًا خاصًّا بانهيار عقار فى جسر السويس، وعندما دققت النظر فى العقار والشارع تأكدت أن العقار المنهار هو الذى أسكن فيه فاستقللت سيارة أجرة وحضرت لأجد شقا عمرى كله تحت الأنقاض بسبب الإهمال». ويستكمل: «أنا كنت ساكن فى الطابق الخامس والمبنى كان 4 طوابق وجار تجهيز السلم والواجهة الخاصة بالعقار وإجراء تصليحات وتشطيبات، وعلمت أن هناك تعديلات كانت تتم فى أحد الأدوار لكن مش متأكد نظرًا لوجود أعمال تشطيب فى العقار». وعلى الجانب الآخر من الشارع؛ وقف عدد من العمال فى انتظار استخراج جثث أصدقائهم وتبين أنهم من مركز قوص محافظة قنا، حضروا للعمل فى مصنع للملابس وتبين وفاة 2 منهم واستخراج 9 وجار البحث عن باقى العمال، وأكدوا أن المجنى عليهم يعملون فى المصنع صباحًا ويقطنون فى الطابق السابع بذات العقار. وروى الأهالى مشهدًا مؤثرًا، وقالوا إنه أثناء قيام قوات الدفاع المدنى باستخراج الضحايا استوقفهم مشهد حزين تمثل فى احتضان إحدى الضحايا طفلتها خوفًا عليها من الموت بعد وقوع الحادث لكن الموت كان فى انتظارهما. وقال مصدر أمنى إن العقار المنهار كان فى بداية الأمر ثلاجة حفظ لحوم وخضروات وفواكه، وبعد ذلك تم تعديل النشاط لمصنع ملابس وقام صاحب العقار ببناء 4 طوابق جديدة بدون ترخيص وصدر لها قرار إزالة. وحصلت «المصرى اليوم» على أسماء المصابين وهم عبدالفتاح أحمد عبدالباقى وأحمد فهيم أحمد محمود وأشرف رمضان جاد الرب وإسلام محمد أحمد ومحمد حمد عبدالغنى ومعاذ محمد محمود وعلى سعيد على أحمد ومحمود ربيع عيد وبلال أحمد محمود عبدالعال وهشام حسن محمود وأحمد حسن وعلى محمد جابر وهشام محمد إبراهيم القاضى وصلاح عبدالباسط صلاح ومصطفى موافى أحمد ومحمود عطا محمود ومحمود عبدالدايم وعبدالحميد أحمد السودانى وأحمد عبدالقوى وعبدالسلام السيد إبراهيم. وتبين أن المتوفين هم مصطفى محمود على أحمد ومحمود محمد محمود وعمرو ومحمود محمد فكرى وعبدالسلام السيد إبراهيم وكمال صبرى وجثة مجهولة، فيما تواصل قوات الدفاع المدنى ومحافظة القاهرة جهود رفع أنقاض العقار المنهار وسرعة استخراج باقى الضحايا.
